المهمُّ حقُّ الأبوَّةِ والأمومةِ لا يسقطُ، لكن هذا الَّذي أحسنَ له حقُّ الإحسانِ والشُّكرِ الجميلِ والإكرامِ، وإنْ لم يبلغْ درجةَ الأبوينِ حكمًا شرعيًّا، هذا حقُّه يعني حقُّ الجميلِ، وأمَّا الأبوانِ فلهما حقٌّ أكثرُ، يعني لو إنسان تركَه أبوهُ وأمُّهُ -كما ذكرْتَ في السُّؤالِ- لا يسقطُ حقُّهما الَّذي تقتضيهِ الأبوَّةُ والأمومةُ شرعًا، لكنَّهما يأثمان، الأبوانِ يأثمانِ على التَّقصيرِ في حقِّ الولدِ، يأثمانِ في التَّقصيرِ بحقِّ الولدِ، فإنَّ كلًّا مِن الولدِ والوالدِ عليه حقٌّ للآخرِ، فعلى الوالدَينِ تربيةُ أولادِهما والإحسانُ إليهما بِمَا يلزمُ في صغرهما، وعلى الولدِ أنْ يبرَّهما بعدَ كِبرِه وإدراكِه .