على كلِّ حال، تقسيمُ النَّقْل إلى متواترٍ وآحاد، هذا تقسيمٌ صحيحٌ معقولٌ ما فيه شيء، الخبرُ ما هو.. واحد ينقلُه لكَ آلافُ النَّاس، وخبرٌ ينقلُه واحد واثنين وثلاثة، فالخبرُ يختلفُ بكثرةِ النَّاقلين وقِلَّتِهم، فليس ما ينقلُه واحد أو اثنين أو ثلاثة كالذي ينقلُه العشرات والمئات والألوف مِن النَّاس.
وأمَّا تقسيمُ الدِّين إلى أصولٍ وفروع، وجَعْلِ جميعِ الشَّرائع العمليةِ فروعًا، والاعتقادية كلُّها أصول هذا غلط، لكن التَّحقيقُ أنه فيه [هناك] أصول وفروع، فالأصول سواءٌ في الاعتقاد أو في العمل، فالصَّلاةُ مِن الأصول، وصيامُ رمضان مِن الأصول، أصولٌ عمليةٌ، فالدِّين له أصول عمليَّةٌ وأصول اعتقاديَّةٌ، وفي كلٍّ منهما له فروع، المسائل الجزئيَّة يمكن نسمُّيها فروعًا، سواءً كانت في الاعتقاد أو في المسائل العمليَّة، لكن اشتهرَ أنَّ الفروعَ يعني يريدون بها المسائل العمليَّة .