الرئيسية/فتاوى/الأمر الصارف من وجوب تقصير الخطبة إلى الاستحباب
file_downloadshare

الأمر الصارف من وجوب تقصير الخطبة إلى الاستحباب

السؤال :

يقول النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (فأطيلوا الصَّلاة وأقصروا الخطبة، وإنَّ مِن البيان لسحرا) رواه مسلم. والأمرُ الأصلُ فيه كما هو معروف للوجوب، فما الصَّارف للأمر في هذا الحديث مِن الوجوب إلى الاستحباب ؟

أي استحباب وأي وجوب، قصرُ الخطبة يعني عند أهل العلم أنَّ هذا نوع إرشاد؛ لأنَّ الخطبة تكون صحيحة ولو طالت، فهي صحيحة، الإطالة المضرَّة بالنَّاس والجالبة للسعة يمكن نقول: لا تجوزُ، لكن القصر والطول هذا مِن الأمور النّسبيَّة، ما عندنا تحديد للقصر وللطول،  طولُ الصَّلاة إنَّما يكون بقراءة "سبح، والغاشية، والجمعة، والمنافقون"، هذا هو طول الصَّلاة يعني؟ ما هو تقرأ في الجمعة "ق" يعني سورة "ق" و"اقتربت"، مع أن "ق واقتربت" كان الرسولُ يقرأ بها في العيد، هذا ليس فيه ذلك التَّطويل المذموم، قصر الخطبة هذا إرشاد؛ لأنَّه ما في تحديد، ليس أمر محددًا، هذا هو الذي أوجبَ لأهل العلم أن يقولوا "مستحبّ" ما في تحديد .