الرئيسية/الكلمات العامة/أهمية الدعاء ومعناه

أهمية الدعاء ومعناه

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
 

 أهمية الدّعاء ومعناه

 
المنافع العاجلة والآجلة، ودفع الشّرور الحاضرة والآجلة، الدّعاء، التّوجّه إلى الله، لأنّ الله -تعالى- هو الذي بيده الخير كلّه، بيده المُلك وهو على كلّ شيءٍ قدير، وقد رغَّب عباده بالدّعاء، فقال:
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدعُونِيٓ أَستَجِب لَكُم﴾ [غافر:60]  ﴿ٱدعُواْ رَبَّكُم تَضَرُّعا وَخُفيَةً﴾ [الأعراف:55]
 فينبغي للمسلم أن يكثر التوجّه إلى الله في جميع الأوقات والأحوال، يسأل ربّه صلاح قلبه، وعمله، وخُلُقه، وأهله وولده، يسأل ربّه أن يُصلح دينه ودنياه وآخرته، كما في الدّعاء المأثور عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (أصلحْ لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلحْ دنياي التي فيها معاشي، وأصلحْ آخراي التي إليها معادي، واجعلِ الحياة زيادةً لي في كلّ خيرٍ، واجعلِ الموتَ راحةً لي مِن كلّ شر).
وهذا مِن جوامع الدّعاء، شامل لخير الدّنيا والآخرة، صلاح الدّنيا، فمَن صلحتْ دنياه وآخرته: أفلح وسَعِد وصار مِن السّعداء، ﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَ عَطَآءً غَيرَ مَجذُوذٖ﴾[هود:108].

وللدعاء، يعني لإجابة الدّعاء أسباب، ومنها: صدق اللجأ، وصدق التّوجّه إلى الله، بحيث يدعو الإنسان وهو يعني شديد الرّغبة إلى الله، شديد التّوجّه والإخلاص، توجّه إلى الله -سبحانه وتعالى- والرغبة فيما عنده، وحسن الظن، يدعو ربّه وهو يُحسن الظّنّ به، يرجو ويستشعر أنّ الله قريبٌ مجيب، وأنّه كريم سبحانه وتعالى.
ومِن أسباب الدّعاء: تحرّي الأوقات -أوقات الإجابة- ومنها: الثلث الآخر مِن الليل، وقت النزول، وقت النّزول الإلهي كما في الصّحيح: (أنّ اللهَ تعالى ينزلُ كلّ ليلةٍ حين يبقى ثلثُ الليل الآخر، فيقول: مَن يدعوني، مَن يسألني، مَن يستغفرني فأغفر له) الحديث المعروف المتواتر عن النّبي -صلّى الله عليه وسلَّم-.
وهذا يقتضي مِن العبد أن يجعل له وردًا في آخر الليل؛ يقوم ويصلّي ما تيسّر له، ويدعو ربّه في هذا الوقت، يسأل ربّه مِن خير الدنيا والآخرة، يُنزل حوائجه بربّه، يسأله صلاح دينه ودنياه وآخرته، ويسأل ربّه صلاح قلبه، وعمله، وصلاح أهله، ويدعو لعموم المسلمين أيضاً، يدعو لعموم المسلمين بصلاح الأحوال، وصلاح ولاة الأمور، واستقامة الأحوال، ويدعو بكفِّ شرِّ الأعداء، ويدعو للمجاهدين في سبيل الله، المجاهدين الصّادقين، ويدعو لعموم إخوانه، لِمَن يعرف ومَن لا يعرف، ويخصّ مَن يعرف، يخصّ مَن يعرفه مِن إخوانه مِن أقاربه، يخصّهم بالدّعاء.
يدعو ربّه لذريّته بالاستقامة، كما كان الأنبياء يدعون كذلك: ﴿رَبِّ ٱجعَلنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّل دُعَآءِ * رَبَّنَا ٱغفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلمُؤمِنِينَ يَومَ يَقُومُ ٱلحِسَابُ﴾[إبراهيم:40-41]

وِمن مواضع الإجابة كذلك، مِن أوقات الإجابة: أدبار الصّلوات، أدبار جمع: دُبُر، يعني: آخر الصّلوات، أواخر الصّلوات المفروضة، هذا مِن مواضع الدعاء.
ومِن أوقات الدّعاء؛ فإنّه -صلى الله عليه وسلَّم- لمّا علَّم الصّحابة التّشهّد، "التّحيات لله" إلى قوله: (وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله)، قال: (فإذا فعلَ ذلك فقد تمّت صلاته، ثم ليتخيّر -ثم ليتخيّر- مِن الدّعاء أعجبه إليه)، ادعوا ربّك بما يُعجِبك، وبما ترى إليه حاجة، تدعو ربّك بما يُعجبك مِن الدعاء.
ومِن جوامع الدّعاء: ﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ﴾[البقرة:201]، وقد نصَّ النّبي -صلّى الله عليه وسلَّم- في هذا الموضع بعد التّشهد بالاستعاذة بالله مِن أربع، فقال في الحديث الصّحيح: (إذا تشهّد أحدكم -يعني فرغ مِن التشهد- فليستعذ بالله مِن أربع يقول: أعوذُ بكَ مِن عذابكِ، اللهمّ إنّي أعوذُ بكَ مِن عذابِ جهنّم، ومِن عذابِ القبر، ومِن فتنة المحيا والممات، ومِن فتنة المسيح الدّجال).
هذه أربع أخطر ما تكون، وهذا الدّعاء يتضمّن الاستعاذة بالله مِن شرور الدّنيا والآخرة، مِن فتن الحياة، الحياة الدّنيا، وهي مشحونة بالفتن، ومِن فتنة الممات عند الموت، وفي القبر، فيستعيذ بالله مِن عذاب القبر، عذاب القبر حقّ، وأعظم مِن ذلك: عذاب جهنم.
فينبغي للمسلم أن يحافظ على هذا الدّعاء، حتى قال بعضُ أهل العلم بوجوبه، وجوب هذا الدّعاء بعد التّشهّد: (اللهمّ إنّي أعوُذ بكَ مِن عذابِ جهنّم، ومِن عذاب القبر، ومِن فتنة المحيا والممات).
ولمّا دعت إحدى أمهات المؤمنين بدعاء، قالت: (اللهم أمتعني بزوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية)، قال: (لو سألتِ الله أن يعيذكِ مِن عذاب في النّار وعذابٍ في القبر: كان خيرًا وأصلح).
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم مِن النار، مِن عذاب القبر ومِن عذاب النّار، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا.