توجيه كلام "القرافي" في مسألة الكبر
 

السؤال : يقولُ القرافيُّ -رحمَهُ اللهُ-: "وَأَصْلُ الْكِبْرِ التَّحْرِيمُ، وَقَدْ يَعْرِضُ لَهُ مَا يَنْقُلُهُ عَنْ التَّحْرِيمِ إمَّا إلَى الْوُجُوبِ كَمَا فِي الْكِبْرِ عَلَى الْكُفَّارِ فِي الْحُرُوبِ وَغَيْرِهَا، وَإِمَّا إلَى النَّدْبِ كَمَا فِي الْكِبْرِ عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ تَقْلِيلًا لِلْبِدْعَةِ، وَالْإِبَاحَةُ فِيهِ بَعِيدَةٌ..." انتهى، يسألُ عن هذا الكلامِ.

الجواب : صحيحٌ أنَّ الأصلَ في الكبرِ التَّحريمُ، وَلَا تَمْشِ فِي.. [لقمان:18]، لكنْ الكِبرُ على الشَّرِّ والفسادِ بإظهارِ العزَّةِ -عزَّةُ المسلمِ وعلوُّ منزلتِهِ- هذا معنى ما يُعبِّرُ بعضُهم عن الاستعلاءِ، الاستعلاءُ على الباطلِ وأهلِه، يترفَّعُ ممَّا فيه تحقيرٌ للباطل وأهلِه، فكلامُه يعني وجيهٌ وواضحٌ مُبيَّنٌ بكلامِهِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ [لقمان:18]، يعني: الصُّدودُ عن إخوانِك المؤمنين هذا من الكبرِ المذمومِ، لكن لو أنَّكَ أعرضْتَ عن فاجرٍ ومبتدِعٍ داعية وأعرضْتَ عنه بوجهِك لم يكنْ هذا مذمومًا، كانَ هذا من الهجرِ المشروعِ .