صحيحٌ أنَّ الأصلَ في الكبرِ التَّحريمُ، وَلَا تَمْشِ فِي.. [لقمان:18]، لكنْ الكِبرُ على الشَّرِّ والفسادِ بإظهارِ العزَّةِ -عزَّةُ المسلمِ وعلوُّ منزلتِهِ- هذا معنى ما يُعبِّرُ بعضُهم عن الاستعلاءِ، الاستعلاءُ على الباطلِ وأهلِه، يترفَّعُ ممَّا فيه تحقيرٌ للباطل وأهلِه، فكلامُه يعني وجيهٌ وواضحٌ مُبيَّنٌ بكلامِهِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ [لقمان:18]، يعني: الصُّدودُ عن إخوانِك المؤمنين هذا من الكبرِ المذمومِ، لكن لو أنَّكَ أعرضْتَ عن فاجرٍ ومبتدِعٍ داعية وأعرضْتَ عنه بوجهِك لم يكنْ هذا مذمومًا، كانَ هذا من الهجرِ المشروعِ .