يقولُ بعضُ أهلِ العلمِ: بعضُهم يجعلُها أسماء أشياء متشخِّصة أشخاص، وبعضُهم يجعلُها أسماءَ صفاتٍ، مثلًا يقولون: الإلهُ ثلاثةٌ: الأبُ والابنُ والرُّوحُ القدسُ، ويقولون: أقنومُ الأبِ، وأقنومُ الابنِ، وأقنومُ الرّوحِ أو الحياةِ، فهو اصطلاحٌ لهم لا أعرفُ حقيقةَ مرادِهم بكلمةِ "أقنوم"، لكنَّهم عندَهم ثلاثةُ أقانيم بهذه الطَّريقةِ؛ لأنَّ الإلهَ عندَهم ثلاثةٌ، ولهذا قالَ اللهُ: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ [المائدة:73].
وبينَهم مِن الاختلافِ أمرٌ عظيمٌ، متفرِّقون في مذهبِهم كما سمعْنا فيما نقلَه الشَّيخُ عن بعضِ علمائِهم من التَّفرُّقِ والاختلافِ، وأنَّهم عقدُوا مجالسَ كثيرةً ليتَّفقوا على دينٍ يتديَّنون به واجتمعوا على القولِ بالتَّثليث وتأليهِ المسيحِ وهل الإلهُ.. وهل المسيحُ حقيقةٌ لاتِّحادِ اللَّاهوتِ في النَّاسوتِ أو لحلولِ هذا بهذا، فمنهم مَن يقولُ بالحلولِ، ومنهم مَن يقولُ بالاتِّحادِ .