الرئيسية/فتاوى/كنت مقصرا في عملي فهل محافظتي عليه الآن يكفر ما سبق
file_downloadshare

كنت مقصرا في عملي فهل محافظتي عليه الآن يكفر ما سبق

السؤال :

قبلَ ثمانيةَ عشرَ عامًا تعرَّضتُ لمديرٍ ظلمَنِي بتكليفِي بعملٍ لا أُطيقُهُ، ولم أستطعْ تَحمُّلَ ما فيهِ مِن كثافتِهِ، وأصبحَ يُهدِّدُني أنْ يرفعَ بي، فكنتُ أُخفِي الأوراقَ وآخذُهَا معِي، وربَّما آتي في أوقاتٍ خارجَ العملِ كَي أُخفِي الأوراقَ، ثمَّ فيما بعدُ أرجعتُ ما أستطيعُ إرجاعِهِ مِن الأوراقِ، وتَلِفَ منها ما تَلِفَ، وقدْ أبلغتُ المديرَ الحاليَّ لإبراءِ ذِمَّتِي، معَ الإحاطةِ أنَّ الوقتَ الحاليَّ لا تُستخدَمُ هذهِ الأوراقُ نهائيًّا وعُوِّضَتْ بالخدماتِ الإلكترونيَّة، والآنَ أنا محافظٌ على عملِي وما يتعلَّقُ بِهِ، فهلْ ما فعلتُ يكفي في التكفيرِ عن الماضي ؟

 

ما ندري إنْ كان أرجعتَ ما أرجعتَ مما أخذتَ مِن مالِ بيتِ المالِ فهذا قد بَرِئَتْ ذمَّتُكَ بإرجاعِه، وما لم ترجعْهُ فينبغي أنْ تُقَيِّمَهُ وتتصدَّقَ بقيمتِهِ؛ لإبراءِ ذِمَّتِكَ، ما كان له قيمة تتصدَّقُ بقيمتِهِ، لأنَّ إرجاعَها الآن أولًا أنَّها قد لا يتيسَّرُ لك، ولما ذكرتَ مِنْ تغيُّرِ طريقةِ الأعمالِ وأدواتِ الأعمال .

 

القارئ: أحسن الله إليك، هو كأنه الظاهر مِن السؤال أنَّه يُخفي أوراق معاملاتٍ، يعني ما هِي بأموال، حتى يقلَّ العملَ عليه.

الشيخ: هو يقول: "رجعتُ أوراقًا"

القارئ: الظاهر أنَّها أوراق المعاملات أو أوراق العمل؛ لأنَّه إذا أخفاها قلَّ الدوام والشغل عليه.

طالب: شيخنا، هو يُكلِّفه بما لا يطيقُ، يعطيه أوراقًا زائدةً عن أوراقِه فيخفيها حتى يقلَّ العملُ عليه.

طالب: كأنها استمارات أو كذا

الشيخ: إنْ كان فيها ظلمٌ لأحدٍ مِن أصحاب هذه المعاملاتِ فلا تبرأُ ذِمَّتُكَ بإرجاعِها ما دامَ أنه قد فَوَّتَّ عليهم إنهاءَ معاملاتِهم، لكن ربَطَهَا بمسألةِ اختلافِ أدواتِ العمل، وهي الأدواتُ الإلكترونيَّة يقول لك.

طالب: هي كلُّها محفوظة في كمبيوتر

القارئ: نعم يقول: "معَ الإحاطةِ أنَّ الوقتَ الحاليَّ لا تُستخدَمُ هذهِ الأوراقُ نهائيًّا وعُوِّضَتْ بالخدماتِ الإلكترونيَّة"، فكأنَّها مُدخَلَةٌ في الجهاز .

الشيخ: المهم أنَّ الوضع إنْ كانَ ماليًّا فقد ذكرتُ ما يجبُ عليه، وإن كان غير ماليٍّ وتتعلَّقُ بِه حقوقُ الآخرين فهذا لا تَبرأُ ذمَّتُهُ بما ضَيَّعَ على الآخرين مِنْ حقوقٍ ماليَّةٍ أو حقوقٍ إداريَّةٍ .