: لا والله هذا ليس بصحيح، بل هذا الكلامُ الذي يحفظه المسلمون في صدروهم ويكتبونه في المصاحف ويسمعونه ويقرؤونه بألسنتهم هو نفسُ كلام الله الذي تكلَّم به وخرجَ منه سبحانه وتعالى، هذا هو اعتقادُ أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ هذا القرآن هو كلامُ الله حقيقة.
وهذا الكلامُ الذي ذُكِرَ هو كلامُ الذين ينفون قيامَ الكلام لله، وفيه تخبيط وتخليط، فإنَّ في كلامه أنَّ الله يتكلَّم ولكن نحن لا نطيقُ أن نسمع كلام الله منه، هذا قد يكون في بعض المواقف وفي بعض الأحوال، وإلَّا فموسى -عليه السلام- كلَّمه ربُّه ولم يصعق، كلَّمه كيفَ شاءَ، وهو يُكلِّمُ الملائكة -سبحانه وتعالى- يُكلِّم جبريل يُكلِّم مَن شاءَ مِن أنبيائه، لكن هذا الذي عندنا نحن نسمعه ممَّن بلغه، الصَّحابةُ سمعوه مِن النَّبي ثم صار بعضُهم يسمعُه مِن بعض ويُقرئ بعضُهم بعضًا إلى أن وصلَ إلينا هو كلام الله، هو كلامُ الله تكلَّم به، ونزلَ به الرُّوحُ الأمين؛ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلعَٰلَمِينَ * نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ الأَمِينُ [الشعراء:192-193] .
فهذا المتحدِّثُ الذي ينقلُ عنه هذا الكلام هذا عنده تخبّط، والكلامُ فيه اضطراب، وهذه مِن شبهات المعطِّلة، مِن أين لهم أنَّه يلزمُ كذا أو يلزم كذا أو يلزم يكون له شفتان ويكون له كذا! وهل تقول: الله ليس له كذا وليس له كذا، هذا لا يجوز نفي شيء مِن ذلك إلا بدليل، لكن ما سُكت عنه نسكتُ عنه، فنحن نقول: الله يتكلَّم، وكلامُه بحرف وصوت، صوت، يوم القيامة يُكلّم الرُّسلَ ويُكلِّمُ النَّاسَ ويُكلِّمُ المشركين بصوت؛ وَيَومَ يُنَادِيهِم ينادي، بل مِن قبل نادى الأبوين: وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ [الأعراف:22]، نداء، والنّداء بصوت مرتفع، نعوذُ بالله مِن الخذلان واتِّباع الهوى والتَّعصب بالباطل .