الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب الفرقان بين الحق والباطل/(33) فصل جماع الفرقان “قوله أن يؤخذ من الرسول العلوم الإلهية”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(33) فصل جماع الفرقان “قوله أن يؤخذ من الرسول العلوم الإلهية”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الفُرقان بينَ الحقِّ والباطلِ) لابن تيميّة
الدّرس الثالث والثّلاثون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، اللهمَّ اغفرْ لنا ولشيخِنا وللمسلمين يا ربَّ العالمين، قال شيخُ الإسلامِ -رحمهُ اللهُ- في "الفرقانِ بين الحقِّ والبطلان":
والمَقْصُودُ هُنَا: أَنْ يُؤْخَذَ مِنَ الرَّسُولِ الْعُلُومُ الْإِلَهِيَّةُ الدِّينِيَّةُ سَمْعِيُّهَا وَعَقْلِيُّهَا، وَيُجْعَلَ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ الْأُصُولَ   لِدَلَالَةِ الْأَدِلَّةِ الْيَقِينِيَّةِ الْبُرْهَانِيَّةِ عَلَى أَنَّ مَا قَالَهُ حَقٌّ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا، فَدَلَائِلُ النُّبُوَّةِ عَامَّتُهَا تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ جُمْلَةً، وَتَفَاصِيلُ الْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ الْمَوْجُودَةِ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ تَفْصِيلًا. وَأَيْضًا فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ إنَّمَا بُعِثُوا بِتَعْرِيفِ هَذَا؛ فَهُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ وَأَحَقُّهُمْ بِقِيَامِهِ وَأَوْلَاهُمْ بِالْحَقِّ فِيهِ، وَأَيْضًا فَمَنْ جَرَّبَ مَا يَقُولُونَهُ وَيَقُولُهُ غَيْرُهُمْ وَجَدَ الصَّوَابَ مَعَهُمْ وَالْخَطَأَ مَعَ مُخَالِفِيهِم كَمَا قَالَ الرازي، مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ طَعْنًا فِي الْأَدِلَّةِ السَّمْعِيَّةِ، حَتَّى ابْتَدَعَ قَوْلًا مَا عُرِفَ بِهِ قَائِلٌ مَشْهُورٌ غَيْرُهُ؛ وَهُوَ أَنَّهَا لَا تُفِيدُ الْيَقِينَ، وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ يَقُولُ: لَقَدْ تَأَمَّلْت الطُّرُقَ الْكَلَامِيَّةَ وَالْمَنَاهِجَ الْفَلْسَفِيَّةَ فَمَا رَأَيْتُهَا تَشْفِي عَلِيلًا وَلَا تُرْوِي غَلِيلًا، وَوَجَدْت أَقْرَبَ الطُّرُقِ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ، أَقْرَأُ فِي الْإِثْبَاتِ: إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّب [فاطر:10]، وقولُه: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، وَأَقْرَأُ فِي النَّفْيِ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ، وَاقْرَأْ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ
– الشيخ:
وَاقْرَأْ، ولّا وَأَقْرَأْ؟
– القارئ: وَأَقْرَأْ
– الشيخ: الثانية؟
– القارئ: إي نعم
– الشيخ: كلّها همزةُ قطعٍ يعني..
– طالب: مكتوبة يعني ولا.. إي مكتوبة.
– الشيخ: تَصْلُح كذا، أقْرَأ، ولَّا وَاقْرَأْ؟ يعني أحيانًا، هي مُحتمِلة، نعم.
– القارئ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]، وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110]، قَالَ: وَمَنْ جَرَّبَ مِثْلَ تَجْرِبَتِي عَرَفَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي. وَأَيْضًا…
– الشيخ: هذا الكلامُ لعلَّهُ قالَه بعدَ رجوعِه عن مذهبِ التعطيلِ.
– طالب: بعضُهم ذكرَ أنَّه عند احتضارِه في وصيّته.
– الشيخ: نعم.
– طالب: شيخُ الإسلامِ نصَّ في مواضعَ ….
– الشيخ: نعم، نعم.
– القارئ: وَأَيْضًا فَمَنْ اعْتَبَرَ مَا عِنْدَ الطَّوَائِفِ الَّذِينَ لَمْ يَعْتَصِمُوا بِتَعْلِيمِ الْأَنْبِيَاءِ وَإِرْشَادِهِمْ وَإِخْبَارِهِمْ.
– الشيخ:
بِتَعْلِيم، كذا؟
– القارئ: بِتَعْلِيمِ الْأَنْبِيَاءِ وَإِرْشَادِهِمْ وَإِخْبَارِهِمْ وَجَدَهُمْ كُلَّهُمْ…
– الشيخ:
شوف هنا عبارةَ الشيخِ: تَعْلِيمِ الْأَنْبِيَاءِ.
– القارئ: نعم.
– الشيخ: ولا يكادُ يُعبِّرُ العلماءُ بلفظةِ التعاليمِ، الظاهرُ فقط يقول: تَعْلِيمِ الْأَنْبِيَاءِ، أمَّا تعاليمُ هذه، ما هي من أسلوبِ العلماءِ، إذا أرادوا أن يُخبروا عن تعاليمِ الرسولِ يقولُ: تعليمُ الرسولِ.
 
– القارئ: وَأَيْضًا فَمَنْ اعْتَبَرَ مَا عِنْدَ الطَّوَائِفِ الَّذِينَ لَمْ يَعْتَصِمُوا بِتَعْلِيمِ الْأَنْبِيَاءِ وَإِرْشَادِهِمْ وَإِخْبَارِهِمْ؛ وَجَدَهُمْ كُلَّهُمْ حَائِرِينَ ضَالِّينَ شَاكِّينَ مُرْتَابِينَ، أَوْ جَاهِلِينَ جَهْلًا مُرَكَّبًا؛ فَهُمْ لَا يَخْرُجُونَ عَنْ الْمَثَلَيْنِ اللَّذَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور [النور:39-40].
فَصْلٌ وَأَهْلُ الضَّلَالِ وَأَهْلُ.
– الشيخ:
أظنُّ الآيةَ الأولى في أصحابِ الجهلِ المُركَّبُ، الثانية في الجهلِ البسيطِ. الجهلُ المُركَّبُ: هو من يجهلُ ويجهل أنَّه يجهلُ أو جاهلٌ، أو أنَّه مثلًا يُعبِّر عمن يعتقدُ الباطلَ حقًّا، فمن يعتقدُ الباطلَ حقًّا فهو صاحبُ الجهلِ المُركّبِ، ومن يعتقدُ الباطلَ ولكن لا يعتقدُه حقًّا، بس يعتقدُه، فهو صاحبُ الجهلِ البسيطِ الذي لا يعرفُ الحقَّ، الذي لا يعرفُ الحقَّ، نعم، الذي لا يعرفُ الحقَّ هو صاحبُ الجهلِ البسيطِ، نعم. فالآيةُ الأولى في سورةِ النورِ: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً، الآيةُ الثانيةُ في الجهلِ البسيطِ: أَوْ كَظُلُمَاتٍ، إلى آخرِه.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :