الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب الفرقان بين الحق والباطل/(44) فصل وأهل الضلال الذين فرقوا دينهم “قوله وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(44) فصل وأهل الضلال الذين فرقوا دينهم “قوله وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الفُرقان بينَ الحقِّ والباطلِ) لابن تيميّة
الدّرس الرّابع والأربعون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، اللهمَّ متّع شيخَنا على طاعتِك واغفرْ لنا وله وللمسلمين. قال شيخُ الإسلامِ رحمنَا اللهُ وإيّاهُ ووالدينا والمسلمين:
– الشيخ: آمين، آمين.
– القارئ: وَكَانَ مِنْ أَسْبَابِ دُخُولِ هَؤُلَاءِ دِيَارَ الْمُسْلِمِينَ ظُهُورُ الْإِلْحَادِ وَالنِّفَاقِ وَالْبِدَعِ، حَتَّى أَنَّه

– الشيخ: نسألُ اللهَ العافيةَ، نسألُ اللهَ العافيةَ، كأنَّه يُريدُ التترَ يعني دخولَهم بلادَ المسلمين وقتلَهم وتدميرَ بلادِهم، يعني تسليطٌ من اللهِ على الناسِ بسببِ انحرافِهم و… النفاقُ والمعاصي.
– القارئ: حَتَّى أَنَّهُ صَنَّفَ الرازي كِتَابًا فِي عِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَالْأَصْنَامِ وَعَمَلِ السِّحْرِ سَمَّاهُ "السِّرُّ الْمَكْتُومُ فِي السِّحْرِ وَمُخَاطَبَةِ النُّجُومِ.
– الشيخ:
اللهُ أكبر، يذكرُ شيخُ الإسلامِ بأنَّه تابَ غفرَ اللهُ له.
– القارئ: وَيُقَالُ: إنَّهُ صَنَّفَهُ لِأُمِّ السُّلْطَانِ عَلَاءِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ تِكْشِ بْنِ جَلَالِ الدِّينِ خَوَارِزْم شاه، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ مُلُوكِ الْأَرْضِ، وَكَانَ للرازي بِهِ اتِّصَالٌ قَوِيٌّ حَتَّى أَنَّهُ وَصَّى إلَيْهِ عَلَى أَوْلَادِهِ، وَصَنَّفَ لَهُ كِتَابًا سَمَّاهُ "الرِّسَالَةُ الْعَلَائِيَّةُ فِي الِاخْتِيَارَاتِ السَّمَاوِيَّةِ".
وَهَذِهِ الِاخْتِيَارَاتُ لِأَهْلِ الضَّلَالِ بَدَلُ الِاسْتِخَارَةِ الَّتِي عَلَّمَهَا النَّبِيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الْمُسْلِمِينَ كَمَا قَالَ جَابِرٌ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ

– الشيخ: أعوذُ باللهِ، أعوذُ باللهِ.
– القارئ: كَمَا قَالَ جَابِرٌ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُور ِكُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُك بِعِلْمِك وَأَسْتَقْدِرُك بِقُدْرَتِك وَأَسْأَلُك مِنْ فَضْلِك الْعَظِيمِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْت تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ وَيُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي؛ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْت تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي؛ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ).
وَأَهْلُ النُّجُومِ لَهُمْ اخْتِيَارَاتٌ، إذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَفْعَلَ فِعْلًا أَخَذَ طَالِعًا سَعِيدًا فَعَمِلَ فِيهِ ذَلِكَ الْعَمَلَ لِيَنْجَحَ بِزَعْمِهِمْ، وَقَدْ صَنَّفَ النَّاسُ كُتُبًا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ، وَذَكَرُوا كَثْرَةَ مَا يَقَعُ مِنْ خِلَافِ مَقْصُودِهِمْ فِيمَا يُخْبِرُونَ بِهِ وَيَأمُرُونَ بِهِ، وَكَمْ يُخْبِرُونَ مِنْ خَبَرٍ فَيَكُونُ كَذِبًا، وَكَمْ يَأمُرُونَ بِاخْتِيَارٍ فَيَكُونُ شَرًّا. والرازيُّ صَنَّفَ الِاخْتِيَارَاتِ لِهَذَا الْمَلِكِ، وَذَكَرَ فِيهِ الِاخْتِيَارَ لِشُرْبِ الْخَمْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.

– الشيخ: أعوذُ باللهِ، وَذَكَرَ فِيهِ.
– القارئ: الِاخْتِيَارَ لِشُرْبِ الْخَمْرِ.
– الشيخ: أيش هالبلاء؟! بلاءٌ عظيمٌ هذا، نسألُ اللهَ العافيةَ، أعوذُ باللهِ، عجيبٌ أمرُ الرازي هذا، عجيب، نسألُ اللهَ العافيةَ، عنده تفسيرٌ، عنده خوضٌ في مسائلِ الكلامِ على طريقةِ يعني على مذهبِ الأشاعرةِ، وعنده هذه المُؤلَّفات الخبيثة: "السرُّ المكتومُ في السحرِ ومخاطبةِ النجومِ"، هذا مصدرٌ الآنَ والعياذُ باللهِ، مصدرٌ لأهلِ الفسادِ، مصدرٌ للسَّحرةِ والمشركين والجَهَلةِ، منشورٌ، الظاهرُ أنَّه منشورٌ في بعضِ المواقعِ؛ المواقعِ التي تنشرُ الكفرَ والشرَّ والشركَ والبدعَ، نعم، حسبنا اللهُ ونعم الوكيل.
 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم. وَذَكَرَ فِيهِ الِاخْتِيَارَ لِشُرْبِ الْخَمْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، كَمَا ذَكَرَ فِي "السِّرّ الْمَكْتُوم" فِي عِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَدَعْوَتِهَا مَعَ السُّجُودِ لَهَا وَالشِّرْكِ بِهَا وَدُعَائِهَا مِثْلَ مَا يَدْعُو الْمُوَحِّدُونَ رَبَّهُمْ بَلْ أَعْظَمَ، وَالتَّقَرُّبِ إلَيْهَا بِمَا يُظَنُّ أَنَّهُ مُنَاسِبٌ لَهَا مِنْ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ؛ فَذَكَرَ أَنَّهُ يَتَقَرَّبُ إلَى الزُّهْرَةِ بِفِعْلِ الْفَوَاحِشِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَالْغِنَاءِ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-. وَهَذَا فِي نَفْسِ الْأَمْرِ يُقَرِّبُ إلَى الشَّيَاطِينِ الَّذِينَ يَأمُرُونَهُمْ بِذَلِكَ وَيَقُولُونَ لَهُمْ: إنَّ الْكَوْكَبَ نَفْسَهُ يُحِبُّ ذَلِكَ، وَإِلَّا فَالْكَوَاكِبُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِ اللَّهِ مُطِيعَةٌ لِلَّهِ لَا تَأمُرُ بِشِرْكِ وَلَا غَيْرِهِ مِنْ الْمَعَاصِي؛ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ هِيَ الَّتِي تَأمُرُ بِذَلِكَ، وَيُسَمُّونَهَا رَوحَانِيَّةَ الْكَوَاكِبِ، وَقَدْ يَجْعَلُونَهَا مَلَائِكَةً وَإِنَّمَا هِيَ شَيَاطِينُ، فَلَمَّا ظَهَرَ بِأَرْضِ الْمَشْرِقِ بِسَبَبِ مِثْلِ هَذَا الْمَلِكِ وَنَحْوِهِ وَمِثْلِ هَذَا الْعَالِمِ وَنَحْوِهِ مَا ظَهَرَ مِنْ الْإِلْحَادِ وَالْبِدَعِ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ التُّرْكَ الْمُشْرِكِينَ الْكُفَّارَ فَأَبَادُوا هَذَا الْمُلْكَ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ فِيهَا عِبْرَةٌ لِمَنْ يَعْتَبِرُ وَيَعْلَمُ تَحْقِيقَ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ حَيْثُ يَقُولُ: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53]، أَيْ: أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ، وَقَالَ سبحانه: سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ [الأنبياء:37]، وَبَسْطُ هَذَا لَهُ مَوْضِعٌ آخَرُ.
والْمَقْصُودُ هُنَا: أَنَّ دَوْلَةَ بَنِي أُمَيَّةَ كَانَ انْقِرَاضُهَا بِسَبَبِ هَذَا الْجَعْدِ الْمُعَطِّلِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَسْبَابِ الَّتِي أَوْجَبَتْ إدْبَارَهَا.

– الشيخ: الْجَعْدِ بن درهم.
– القارئ: والْمَقْصُودُ هُنَا: أَنَّ دَوْلَةَ بَنِي أُمَيَّةَ كَانَ انْقِرَاضُهَا بِسَبَبِ هَذَا الْجَعْدِ الْمُعَطِّلِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَسْبَابِ الَّتِي أَوْجَبَتْ إدْبَارَهَا، وَفِي آخِرِ دَوْلَتِهِمْ ظَهَرَ الْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ بِخُرَاسَانَ، وَقَدْ قِيلَ: إنَّ أَصْلَهُ مِنْ تِرْمِذَ، وَأَظْهَرَ قَوْلَ الْمُعَطِّلَةِ النفاة الجهمية، وَقَدْ قُتِلَ فِي بَعْضِ الْحُرُوبِ، وَكَانَ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ بِالْمَشْرِقِ أَعْلَمَ بِحَقِيقَةِ قَوْلِهِ مِنْ عُلَمَاءِ الْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَغَيْرِهِ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِالْمَشْرِقِ مِنْ الْكَلَامِ فِي الجهمية أَكْثَرُ مِمَّا يُوجَدُ لِغَيْرِهِمْ، مَعَ أَنَّ عَامَّةَ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ تَكَلَّمُوا فِيهِمْ؛ وَلَكِنْ لَمْ يَكُونُوا ظَاهِرِينَ إلَّا بِالْمَشْرِقِ؛ لَكِنْ قَوِيَ أَمْرُهُمْ لَمَّا مَاتَ الرَّشِيدُ وَتَوَلَّى ابْنُهُ الْمُلَقَّبُ بِالْمَأمُونِ بِالْمَشْرِقِ وَتَلَقَّى عَنْ هَؤُلَاءِ مَا تَلَقَّاهُ، ثُمَّ لَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ اجْتَمَعَ بِكَثِيرِ مِنْ هَؤُلَاءِ، وَدَعَا إلَى قَوْلِهِمْ فِي آخِرِ عُمرِهِ، وَكَتَبَ إلَى بَغْدَادَ وَهُوَ بِالثَّغْرِ بطرسوس الَّتِي بِبَلَدِ سِيسَ -وَكَانَتْ إذْ ذَاكَ أَعْظَمَ ثُغُورِ بَغْدَادَ وَمِنْ أَعْظَمِ ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ، يَقْصِدُهَا أَهْلُ الدِّينِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَيُرَابِطُونَ بِهَا، رَابَطَ بِهَا الْإِمَامُ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَالسَّرِيُّ السقطي وَغَيْرُهُمَا، وَتَوَلَّى قَضَاءَهَا أَبُو عُبَيْدٍ، وَتَوَلَّى قَضَاءَهَا أَيْضًا صَالِحُ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ؛ وَلِهَذَا ذُكِرَتْ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ كَثِيرًا؛ فَإِنَّهَا كَانَتْ ثَغْرًا عَظِيمًا، فَكَتَبَ مِنْ الثَّغْرِ -إلَى نَائِبِهِ بِبَغْدَادَ إسْحَاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُصْعَبٍ كِتَابًا يَدْعُو النَّاسَ فِيهِ إلَى أَنْ يَقُولُوا: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ كَتَبَ كِتَابًا ثَانِيًا يأمُر فِيهِ بِتَقْيِيدِ مَنْ لَمْ يُجِبْهُ وَإِرْسَالِهِ إلَيْهِ؛ فَأَجَابَ أَكْثَرُهُمْ، ثُمَّ قَيَّدُوا سَبْعَةً لَمْ يُجِيبُوا؛ فَأَجَابَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ بَعْدَ الْقَيْدِ وَبَقِيَ اثْنَانِ لَمْ يُجِيبَا: الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ؛ فَأَرْسَلُوهُمَا إلَيْهِ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَا إلَيْهِ، ثُمَّ أَوْصَى
– الشيخ: يقول لك: فَمَاتا؟
– القارئ: لا لا، فَمَاتَ يا شيخ.. لا، بس إني قرأتُها متّصلةً بالفتحِ يعني
فَأَرْسَلُوهُمَا إلَيْهِ؛ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَا إلَيْهِ، ثُمَّ أَوْصَى إلَى أَخِيهِ أَبِي إسْحَاقَ، وَكَانَ هَذَا سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَبَقِيَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ فِي الْحَبْسِ إلَى سَنَةِ عِشْرِينَ؛ فَجَرَى مَا جَرَى مِنْ الْمُنَاظَرَةِ حَتَّى قَطَعَهُمْ بِالْحُجَّةِ، ثُمَّ لَمَّا خَافُوا الْفِتْنَةَ ضَرَبُوهُ وَأَطْلَقُوهُ، وَظَهَرَ مَذْهَبُ النفاة الجهمية وَامْتَحَنُوا النَّاسَ فَصَارَ مَنْ أَجَابَهُمْ أَعْطَوْهُ وَإِلَّا مَنَعُوهُ الْعَطَاءَ وَعَزَلُوهُ مِنْ الْوِلَايَاتِ وَلَمْ يَقْبَلُوا شَهَادَتَهُ، وَكَانُوا إذَا افْتَكُّوا الْأَسْرَى يَمْتَحِنُونَ الْأَسِيرَ؛ فَإِنْ أَجَابَهُمْ افْتَدَوْهُ وَإِلَّا لَمْ يَفْتَدُوهُ. وَكَتَبَ قَاضِيهِمْ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دؤاد عَلَى سِتَارَةِ الْكَعْبَةِ: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، لم يَكْتُبْ وَهُوَ {السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
ثُمَّ وَلِيَ الْوَاثِقُ وَاشْتَدَّ الْأَمْرُ إلَى أَنْ وَلِيَ الْمُتَوَكِّلُ؛ فَرَفَعَ الْمِحْنَةَ وَظَهَرَتْ حِينَئِذٍ السُّنَّةُ، وَبَسْطُ هَذَا لَهُ مَوْضِعٌ آخَرُ.
وَالْمَقْصُودُ: أَنَّ أَئِمَّةَ الْمُسْلِمِينَ لَمَّا عَرَفُوا حَقِيقَةَ قَوْلِ الجهمية بَيَّنُوهُ؛ حَتَّى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: إنَّا لَنَحْكِي كَلَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الجهمية، وَكَانَ يَنْشُدُ: عَجِبْتُ لِشَيْطَانٍ دَعَا النَّاسَ جَهْرَةً          إلَى النَّارِ وَاشْتُقَّ اسْمُهُ مِنْ جَهَنَّمَ

– الشيخ: جَهَنَّمَ، جَهَنَّمَ، جَهَنَّمَ، مِنْ جَهَنَّمَ، جَهَنَّمَ صحيح، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ [الفجر:23]، واشتُقَّ اسمُه من جَهَنَّمَ، من جَهَنَّمَ، لكن من أجل القافية يمكن، في قافية يمكن.
 
– القارئ: وَقِيلَ لَهُ: بِمَاذَا يُعْرَفُ رَبُّنَا؟ قَالَ: بِأَنَّهُ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ. قِيلَ لَهُ: بِحَدِّ؟ قَالَ: بِحَدِّ. وكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ راهويه وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدارمي وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ. وَحَقِيقَةُ قَوْلِ الجهمية الْمُعَطِّلَةِ هُوَ قَوْلُ فِرْعَوْنَ؛ وَهُوَ جَحْدُ الْخَالِقِ.
– الشيخ: أقول: قِفْ على هذا، وَحَقِيقَةُ.
 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :