لعلّنا نراجعُ كلام الشيخ إن شاء الله .
القارئ: هنا أخرجَ "أبو أيوب" فتوى مِن موقع الإسلام سؤال وجواب يقولُ:
هل يُكرَهُ أنْ يُقالُ: "قوسُ قُزح"؟ قالَ: الجوابُ: هذا القوسُ المعروفُ الذي يظهرُ عندَ سقوطِ المطرِ والشمسُ مشرقةٌ كَرِهَ بعضُ العلماءِ أن يُسمَّى "قوسَ قُزح"، ورُوِيَ عَن النَّبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا قَوسُ قُزَح فإنَّ قُزَح شيطانٌ، ولكن قولوا قوسُ اللهِ عزَّ وجلَّ فهوَ أمانٌ لأهلِ الأرضِ) ولكنَّهُ حديثٌ موضوعٌ على رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقدْ وردَ مثلُ ذلكَ عَنْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، ونهَى عَن هذهِ التسميةِ غيرُ واحدٍ مِن أهلِ العلمِ، وقدِ اختُلِفَ في معنى "قُزَح" الذي تُضَافُ إليهِ هذهِ القوسُ، فقيلَ: مِنَ القَزحِ وهو الارتفاعِ، وقيلَ: جَمعُ قزحة وهِيَ الطريقةُ التي تتركبُ منها ألوانُ هذا القوسِ، وقيلَ: اسمُ الملَكِ الـمُوكَّلِ بالسحابِ، وقيلَ: اسمُ الشيطانِ، وقيلَ: اسمٌ لإلهِ الرعدِ والخصبِ والمطرِ عندَ بعضِ أهلِ الكفرِ، وقيلَ: اسمُ مَلِكٍ مِنْ ملوكِ العجمِ، ولمْ يَثبتْ في النَّهيِّ عَن هذهِ التَّسميةِ حديثٌ عَن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والقطعُ بأنَّ قُزح اسمٌ للشيطانِ يحتاجُ إلى دليلٍ يُثبتُ ذلكَ، قالَ الشيخُ الألبانيُّ –رحمه الله- في سلسلةِ الأحاديثِ الضعيفةِ: الظاهرُ أنَّهُ مِن الإسرائيلياتِ التي تلقَّاها بعضُ الصحابةِ عَن أهلِ الكتابِ، وموقفُ المؤمنينَ تجاهُها معروفٌ وهو عدمُ التصديقِ ولا التكذيبِ إلا إذا خالفتْ شرعًا أو عقلًا، انتهى.
وعلى هذا فمَنْ قالَ: "قوس قزح"، وقصدَ بعضَ تلكَ المعاني الفاسدةِ التي قيلتْ في معناهُ فلا شكَّ أنَّهُ يُنهَى عَنْ تلكَ التسميةِ، وأمَّا مَنْ أطلقَها ولمْ يَقصدْ شيئًا مِن ذلكَ وإنَّما قصدَ مجرَّدَ التسميةِ المعروفةِ عندَ الناسِ فلا حرجَ عليهِ، ولكنَّ الأَولى تركُ تلكَ التسميةِ مِنْ بابِ الاحتياطِ لا سيَّمَا وكثيرٌ مِنَ العلماءِ قدْ نصُّوا على كراهتِها، والله أعلم.
الشيخ: الله المستعان، يعني الأَولى تركُ التعبير، ولكنه مَنْ عبَّر وهو لا يريدُ معنًى فاسدًا فلا حرجَ عليه، إنما قصدَ التسمية، هذا الشيءُ يُسمَّى، يُسمَّى، كأن يقول: هو هذا هو المسمَّى قوسَ قُزَح، أحسنت يا "أبو أيوب" .