الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(45) الفصل الثاني “قوله ولا نرى موضعا صحيحا لهؤلاء الجناة”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(45) الفصل الثاني “قوله ولا نرى موضعا صحيحا لهؤلاء الجناة”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس الخامس والأربعون

***    ***    ***    ***

– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبيّنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، قالَ الشيخُ بكر بن أبو زيد -رَحِمَنا الله وإيّاه- في كتابهِ "حِراسةُ الفضيلة":
ولا نرى مَوْضِعاً صَحيحاً لهؤلاءِ الجناةِ إلّا جالهم (جعلهم) في محاضنِ التعليمِ لآدابِ الإسلامِ، تحتَ سياطِ المعلمين، ومؤدبي الأحداث.
ورَحِمَ الله الشيخَ أحمد بن مُحمد شاكِر إذ أبدى وأعادَ في بيانِ حالِ سَلفِ هؤلاءِ مِن أشقياءِ الكنانة، فقالَ رحمه الله تعالى في مُقَدمة تحقيق جامِع الترمذي..
– الشيخ:
كنانة كانت مصر، يُسمّونَها أرض الكنانة
– القارئ: في مقدمةِ تحقيقِ جامع الترمذي: وليَعْلَم مَن يُريدُ أن يَعلم مِن رجلٍ استولى المبشرونَ على عقلهِ وقلبهِ فلا يَرى إلّا بأعيُنِهم ولا يَسْمعُ إلّا بآذانِهم..
– الشيخ:
آمنتُ بالله، المبشرين … يُسمّونَ أنفُسَهم المنصّرين، دُعاةُ النّصرانية، دُعاةُ النّصرانية يُسمّونَ أنفُسَهم "المبشّرين"، لا إله إلّا الله، ودَأْبُهم كيدٌ لهذا الدين، دين الإسلام، والكيدُ لأمّة الإسلام، في إشاعةِ المعاصي، إشاعة الفجور والزنا، كل ما في هذه البُلدان على أيديهم وعلى أيدي أتباعِهم والمتلقّينَ عنهم، والمتلقِّنينَ منهم، سبحان الله، وليعلم مَنْ يُريدُ أنْ يَعْلم..
 
– القارئ: وَليَعْلم مَن يُريدُ أنْ يَعلم، مِن رجلٍ استولى المبشّرونَ على عقلهِ وقلبهِ، فلا يَرى إلّا بأعيُنِهم، ولا يَسْمعُ إلّا بآذانهم، ولا يَهْتَدي إلّا بِهديهم، ولا يَنْظرُ إلّا على ضوءِ نارِهم، يَحْسَبُها نوراً، ثمَّ هو قد سمّاهُ أبواهُ باسمٍ إسلامي، وقدْ عُدَّ مِنَ المسلمينَ -أو عليهم- في دفاترِ المواليدِ وفي سِجلاّتِ الإحصاءِ..
– الشيخ:
نسألُ الله العافية، اسمهُ مُسلِم، اسمهُ مُحمّد، ولا خالد، ولا علي، ولكن عَقْلهُ عَقلُ النّصارى، وقلبهُ مَعَهم وولاءهُ لهم.
القارئ: فَيأبى إلّا أن يُدافعَ عن هذا الإسلام الذي أُلْبِسَهُ جِنسيةً ولمْ يَعْتَقِدهُ ديناً، فَتَرَاهُ يتأوّلُ القرآنَ ليُخْضِعَهُ لِما تعلَّمَ مِنْ أُستَاذيهِ، ولا يَرْضى مِنَ الأحاديثِ حديثاً يُخالفُ آراءهم وقواعدهم، يَخْشى أن تكونَ حُجّتهم على الإسلامِ قائمةً، إذ هو لا يَفْقهُ مِنْهُ شيئاً.
أو مِن رجلٍ مثلِ سابِقه، إلّا أنّهُ أراحَ نَفسهُ، فاعتنقَ ما نَفثوهُ في رَوْحِه مِن دينٍ وعقيدةٍ، ثمَّ هو يأبى أن يَعْرفَ الإسلامَ ديناً أو يَعْتَرفَ بهِ، إلّا في بعضِ شأنهِ، في التسمِّي بأسماءِ المسلمينَ، وفي شيءٍ مِنَ الأنكحةِ والمواريثِ ودَفنِ الموتى.
أو مِن رجلٍ عُلِّمَ في مدارسَ مَنسوبةٍ للمسلمينَ، فَعَرفَ مِن أنواعِ العلومِ كثيراً، ولَكنّهُ لمْ يَعْرف مِن دينهِ إلاّ نَزْراً أو قُشوراً.
– الشيخ:
الله المستعان، مدارسُ التعليمِ الغالبةُ الآن في البلاد العربية، هكذا أحسنهم ما يعتني بِتعليمِ العلومِ المادية، مِن مِهَنيّة وصناعية وإدارية وما إلى ذلك، أمّا علومُ الإسلامِ فليسَ لهُ مِنها نصيب، هذا هو الغالبُ على جُملةِ المثقّفين، كما يُسمّونهم، آمنتُ بالله ورسولهِ، إنّهُ لمُصاب، لا إله إلّا الله، يا سلام سلِّم.
 
– القارئ: ثمَّ خدعهُ مدنيّةُ الإفرنجِ وعلومُهم عَن نَفسهِ، فظنّهم بلغوا في المدنيّة الكمالِ والفضل، وفي نَظرياتِ العلومِ اليقينَ والبداهة، ثمَّ استخفّهُ الغرورُ، فزعمَ لِنفسهِ أنّهُ أعرفُ بهذا الدين، وأعلمُ مِن عُلَمائهِ وحَفَظتِه وخُلَصائِه، فذهبَ يَضْربُ في الدينِ يَميناً وشِمالاً، يرجو أن يَنْقذهُ مِن جُمودِ رجالِ الدين!! وأن يُصفيّهُ مِن أوهامِ رجالِ الدين!!
أو مِن رجلٍ كشفَ عَن دَخيلةِ نَفْسهِ، وأعلنَ إلحادهُ في هذا الدينِ وعداوته، ممّن قال فيهم القائل: "كفروا بالله تَقْليداً".
أو مِن رجلٍ ممّن اُبْتُليَت بِهم الأمّةُ المِصرّيةُ في هذا العصرِ، مِمّن يُسمّيهم أخونا النابغةُ الأديبُ الكبير كامل كيلاني: المجدِّدينات.
أو مِن رَجل، أو مِن رجل..) انتهى كلامهُ رحمه الله تعالى.
– الشيخ:
لا لا، الجملة الأخيرة؟
– القارئ: مِمّن يُسمّيهم أخونا النابغةُ الأديبُ الكبير كامل كيلاني "المجدِّدينات"
– الشيخ:
المجددين؟
– القارئ: المجددينات
– الشيخ:
المجددين
– القارئ: المجددينات، يقولُ الشيخ في الهامش: هكذا والله سمّاهم هذا الاسم العجيب! وحينَ سألهُ سائلٌ عَن معنى هذه التسمية: أجابهُ بِجوابٍ أعجبَ وأبدع: "هذا جَمعُ مخنث سالم" ألف، لام، ميم، جيم، دال، دال، ياء، نون، ألف، تاء، هكذا بين قوسين.
– الشيخ: المجددينات
– القارئ:
يعني ما جعلها مجددين.
– الشيخ: أي ما جعلهم مجددين حطهم جمع وخلطهم.
– القارئ:
يقول الشيخ في الهامش: هكذا والله سمّاهُم هذا الاسم العجيب! وحينَ سألهُ سائلٌ عَنْ مَعْنى هذه التّسمية، أجابَ بجوابٍ أعجبَ وأبدع: "هذا جَمْعُ مُخنّثٍ سالم" فأقسمَ لهُ سائِلهُ أنَّ اللغة العربية، في أشدِّ الحاجة إلى هذا الجمعِ في هذا الزمن.
– الشيخ: لأن في جَمع مُذكّر سالم، وفي جَمع مؤنّث سالم، هذه جَمع مُخنّث سالم، نعم، انتهى؟
– القارئ: انتهى كلام الشيخ أحمد
إنَّ هذه المطالبَ المُنْحَرِفة تُساقُ باسم تَحْريرِ المرأةِ في إطارِ نَظريّتين هُما: حُريّةُ المرأةِ والمساواةُ بينَ الرجلِ والمرأة، وهُما نَظريّتانِ غَرْبيّتانِ باطِلتانِ شَرْعاً وعَقلاً، لا عهدَ للمسلمينَ بِهما..
– الشيخ:
نقفُ على هذا الكلامِ الطيّب، الله أكبر، حسبُنا الله، حسبُنا الله ونعم الوكيل، حسبُنا الله ونعم الوكيل، يا الله يا الله، لا إله إلّا الله، أعوذُ بالله، يا الله، قدَّر الله وما شاء فعل لا إله إلا الله.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله