الرئيسية/فتاوى/حكم طلب العلم وكيفية معرفة فرض الكفاية فيه
file_downloadshare

حكم طلب العلم وكيفية معرفة فرض الكفاية فيه

السؤال :

يقولُ السَّائلُ مِن بلادِ القُوقاز: ما حكمُ طلبِ العلمِ الشَّرعيِّ ؟

العلمُ الشَّرعيُّ طلبُه على وجهَيْنِ: ما لا يستقيمُ دينُ العبد إلا به؛ هذا فرضُ عينٍ، على كلِّ أحدٍ أن يطلب مِن العلم الشَّرعي ما يُقيمُ به دينَه، لابدَّ أن يتعلَّمَ كيف يُصلِّي، ويتعلَّم كيف يصوم، وإذا أراد الحجَّ يتعلَّم كيف يحجُّ، لابدَّ أن يعرف، أما تفاصيلُ الأحكام فهذا فرضُ كفايةٍ في الأمة، التَّفاصيلُ معرفة الأحكام تفصيلًا، يعني الخلاصةُ أنَّ تعلُّمَ العلمَ الشرعي منه: ما هو فرضُ كفاية ومنه ما هو فرضُ عينٍ، مثل القرآن: تعلُّمُ القرآنِ وحفظُهُ كلُّه هذا مستحبٌّ وهو فرض كفاية يجب على الأمة أن تحفظَ القرآن، وسورةُ الفاتحةِ حفظُها وتعلُّمها فرضُ عينٍ الفاتحة؛ لأنها شرط وركنُ الصَّلاة، لا تصحُّ الصَّلاة إلا بها، فلابدَّ للمسلم أن يتعلَّمَ الفاتحةَ ويحفظ الفاتحةَ؛ ليقرأَها في صلاته .

 

القارئ: وكيف يُعرَفُ أنَّ العددَ الكافي قامَ بهذه المهمَّةِ بحيثُ سقطَ الإثمُ عن الباقين ؟

الشيخ: هذا لا يُحاط به، علمُ الشَّريعة واسعٌ هذا لا يُحاط به، على الإنسان أن يفعلَ مِن الخير ما يستطيعُهُ وليس مسؤولًا عن الآخرين، عليه أن يفعلَ ما يستطيع مِن هذا الواجب وكفى، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]. يجبُ على المسلمين أن يجتهدُوا فإذا اجتهدَ كلُّ واحد بحسب استطاعتِه حصلَ الخيرُ وعمَّ النفع وانتشرَ العلم، لكن إذا قصَّرَ هذا وقصَّرَ هذا فرَّطُوا في ما أوجبَ الله، المهم كلُّ إنسان مسؤولٌ عن نفسه عليه أن يجتهدَ في تعلُّم العلمِ الشرعيِّ والعمل به .