الرئيسية/شروحات الكتب/التبصرة في أصول الدين/(19) قوله “ثم ذكر قول المعتزلة وقول الأشاعرة”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(19) قوله “ثم ذكر قول المعتزلة وقول الأشاعرة”

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (التَّبصرةُ في أصولِ الدِّينِ) لأبي الفرج الشّيرازي
الدِّرس: التاسع عشر

***    ***    ***    ***

 

- عقيدة المصنف في كلام الله مذهب السالمية [1] - المفاضلة بين مذهب الكرامية والأشعرية في كلام الله [2] - الفرق بين العلم والقدرة في تعلقهما بالممكن والمستحيل [3] - تفسير المحدث بأنه محدث إنزاله [4]

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أمَّا بعدُ قالَ أبو الفرجِ الشِّيرازيُّ –رحمَهُ اللهُ تعالى-:


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 عقيدة المصنف في كلام الله مذهب السالمية قالَ: فإنْ قيلَ أحسنَ اللهُ إليكَ، قالَ: هوَ في أوَّلِ الفصلِ: فصلٌ: وأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ تعالى مُنَزَّلٌ غيرُ مخلوقٍ، منهُ بدأَ وإليهِ يَعودُ، تكلَّمَ اللهُ تعالى بِه في القِدَمِ بحرفٍ يُكْتَبُ، وصوتٍ يُسمَعُ، ومعنىً يُعلَمُ. وقلْتُم أحسنَ الله إليكم في التَّعليق على هذا: قلتم: هذا التَّفصيلُ مِن المؤلِّفِ يبيِّنُ مذهبَه في كلام اللهِ، وأنَّه يذهبُ فيه مذهبَ السَّالميَّة، وهو مذهبٌ باطلٌ تردُّه النُّصوصُ الصَّريحةُ والعقلُ. ثمَّ ذكرَ أيضًا - الشيخ : لا إله إلَّا الله، مدارُ الكلام على "في القدِمِ"، "تكلَّمَ اللهُ بِه في القِدَمِ" فعليه أنَّ الكلامَ، أنَّ القرآنَ قديمٌ، والقرآن.. ويعنون بالقديم: القدمَ المطلقَ الَّذي لا نهايةَ له في الأزلِ، اللهُ أكبرُ.   - القارئ : ثمَّ ذكرَ قولَ المعتزلةِ وقولَ الأشاعرةِ، وقولَ الكرَّاميَّةِ والإماميَّةِ. ثمَّ قالَ: والدَّلَالةُ على بطلانِ قولِ الأشاعرةِ، وساقَ عشرةَ -أحسنَ اللهُ إليكَ- أدلَّةٍ في ذلكَ. ثمَّ قالَ: فإنْ قيلَ - الشيخ : ذكرَ مذاهبَهم؟ - القارئ : إي نعم إي قالَ هنا: وقالَتْ المعتزلةُ: القرآنُ مخلوقٌ وهوَ الَّذي بينَ أيدينَا، وقالَتْ الأشاعرةُ: كلامُ اللهِ - الشيخ : يعني هذا واضح مذهبهم، إنَّ هذا الَّذي بينَ أيدينا هو القرآنُ ولكنَّه مخلوقٌ، ليس كلامًا لله، لم يتكلَّم اللهُ به - القارئ : وقالَتْ الأشاعرةُ: كلامُ اللهِ ليسَ بحرفٍ ولا صوتٍ - الشيخ : إي صحيح، إنَّه معنىً نفسيٌّ، مشِّ بعده  
2  المفاضلة بين مذهب الكرامية والأشعرية في كلام الله - القارئ : وقالَت الكُرَّاميَّةُ والإماميَّةُ: القرآنُ حادثٌ، ومعنى الحادثِ عندَهم: أنَّه لم يتكلَّمْ الباري بِهِ في قِدَمِهِ، وإنَّما تكلَّمَ به لَمَّا خلقَ الخَلْقَ، ولا يقولونَ: إنَّهُ مخلوقٌ - الشيخ : كلامُهم هذا -على ما فيه من الفساد- هو خيرٌ من قولِ الأشاعرةِ، أنَّه يتكلَّمُ بحرفٍ وصوتٍ، لكن هم المعروفُ أنَّهم يقولون: إنَّ اللهَ صارَ متكلِّمًا بعدَ أن لم يكن متكلِّمًا، فجنسُ كلامِه حادثٌ، والصَّوابُ: أنَّ كلامَ الله قديمُ النَّوع، حادثُ الآحادِ، تكليمُه لموسى حادثٌ في وقته، نداؤُه للأبوين حادثٌ في وقته، وتكليمُه لأهل الموقفِ يومَ القيامة للمشركين وغيرهم حادثٌ في وقته، ولكنَّه لم يزل يتكلَّمُ في الأزل بما شاءَ إذا شاءَ كيف شاءَ، ولا يزالُ في المستقبل يتكلَّمُ بما شاءَ إذا شاءَ كيف شاءَ.   - القارئ : قالَ: فإنْ قيلَ: إذا قلْتُم أنَّهُ متكلِّمٌ فيما لم يزلْ، ولا مُكلَّمٌ هناكَ ولا هوَ مفتقرٌ إلى أنْ يتذكَّرَ كانَ كلامُهُ عبثًا - الشيخ : أعوذُ بالله - القارئ : والجوابُ عنهُ مِن وجوهٍ كثيرةٍ: أحدُها: أنَّ العبثَ هوَ الكلامُ الفاسدُ، وكلامُ الباري تعالى ليسَ بفاسدٍ، ألا ترى أنَّهُ لا يُوصَفُ بالعبثِ والهذيانِ، إلَّا كلُّ كلامِ المتكلِّمِ الَّذي لا معنى لكلامِهِ سواءً أكانَ بحضرةِ مَن يسمعُهُ أو لم يكنْ، ولا يكنْ خلوُّهُ عن المُكلَّمِ عبثًا، والدَّليلُ على صحَّةِ ما ذهبْنا إليهِ: هوَ أنَّ كلَّ مَن خلا بنفسِهِ في تصنيفِ كتابٍ، أو تسجيعِ خطبٍ، أو نظمِ شعرٍ مِن حكمةٍ أو غيرِهِ لا يُقالُ أنَّهُ عابثٌ؛ لخلوِّهِ عن المُكلَّمِ والمُخاطَبِ، فكذلكَ في مسألتِنا - الشيخ : اللهُ أكبرُ - القارئ : وجوابٌ آخرُ: وهوَ أنَّهُ سبحانَهُ وتعالى لم يزلْ عالمًا قادرًا بنفسِهِ ولا مقدورَ عليهِ ولا معلومَ ولم يُنسَبْ إلى العبثِ، فكذلكَ في مسألتِنا - الشيخ : اللهُ.. الرَّدُّ والمردودُ كلُّه فيه - القارئ : لم يزلْ عالمًا قادرًا بنفسِهِ ولا مقدورَ عليهِ ولا معلومَ  
3  الفرق بين العلم والقدرة في تعلقهما بالممكن والمستحيل - الشيخ : كلام! العلمُ لا يختصُّ بالموجود، والقدرةُ لا تختصُّ بالموجود، بل تتعلَّقُ بالموجود والمعدوم، لكنَّها لا تتعلَّقُ إلَّا بالممكن، وأمَّا العلمُ فهو يتعلَّقُ بكلِّ شيءٍ: بالموجودِ والمعدومِ والممتنعِ والقديمِ والحديثِ، فتعبيرُ أنَّه "عالمٌ بلا معلومٍ" كأنَّه يريدُ أنَّه عالمٌ ولا معلوم موجود، لكن فيه معلوم، المعلومُ لا يتقيَّدُ بموجودٍ. الله المستعان.   - القارئ : فإنْ احتجَّ المخالِفُ بقولِهِ تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأنبياء:2] فالجوابُ عنهُ مِن وجوهٍ كثيرةٍ: أحدُها: أنَّ معنى قولِهِ: {مُحْدَثٍ} أي: جليٌّ واضحٌ - الشيخ : {مُحْدَثٍ} جليٌّ؟ - القارئ : نعم، لأنَّ العربَ تقولُ  
4  تفسير المحدث بأنه محدث إنزاله - الشيخ : أقول جلي ... هذا تفسيرٌ لم.. يعني: قرأنا في تفسيره، لا أذكرُ أحدًا قالَ بهذا التَّفسير، يقول.. أكثرُ من يعبِّرُ من المفسِّرين يقول: مُحْدَثٍ إنزالُه، مُحْدَثٍ إنزالُه، يتحاشون نسبةَ الحدوثِ إلى القرآن.   - القارئ : أنَّ معنى قولِهِ: {مُحْدَثٍ} أي: جليٌّ واضحٌ؛ لأنَّ العربَ تقولُ: "أحدثَ الصقيلُ السَّيفَ والمرآةَ" إذا جلَّاهما - الشيخ : هذا معنىً غريبٌ، ولكن ما في تناسب - القارئ : ومنهُ قولُ جريرٍ: ضربْتَ بهِ عندَ الإمامِ فأُرعِشَتْ ... يداكَ وقالُوا: مُحدَثٌ غيرُ صارمِ أي: سيفٌ جليٌّ غيرُ قاطعٍ، فيكونُ معنى الآيةِ المبالغةُ في ذمِّهم؛ لأنَّهم سمعُوا ذكرًا جليًّا واضحًا فلعبُوا عن سماعِهِ. - الشيخ : راجع، من قالَ هذا التَّفسير، ما أدري والله - القارئ : يقولُ المحقِّقُ: انظرْ تفسيرَ الثَّعلبيِّ والسَّمعانيِّ والبغويِّ وابنِ الجوزيِّ والقرطبيِّ وغيرِها، فقد حكَوا هذا القولَ ضمنَ أقوالٍ - الشيخ : إي، أقول: يجمعون، "حكَوا هذا القولَ" لكن ما أدري أيش موقفُهم منه، "حكوا هذا القولَ" يجمعونَ، يجمعونَ كلَّ ما قيلَ من غثٍّ وسمينٍ، وزين القديم وقريب، سبحان الله.   - القارئ : والجوابُ الثَّاني: هوَ أنَّ معنى قولِهِ: {مُحْدَثٍ} المرادُ بهِ ذكرُ غيرِ القرآنِ؛ لأنَّهُ ذُكِرَ مُنَكَّرًا - الشيخ : مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ الأنبياء:2، والله هذه الأجوبة! - القارئ : والجوابُ الثَّالثُ: هوَ أنَّ قولَهُ: {مُحْدَثٍ} عائدٌ إلى استماعِهم دونَ الذِّكرِ - الشيخ : لا حول ولا قوَّةَ إلَّا بالله - القارئ : والَّذي يدلُّ - الشيخ : عائد - القارئ : إلى استماعِهم دونَ الذِّكرِ - الشيخ : {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} الأنبياء:2 استماعُهم! هذا معنى كلامِه، إي طيب - القارئ : والَّذي يدلُّ على صحَّةِ هذا التَّأويلِ: هوَ أنَّ الخبرَ غيرُ المُخبَرِ عنهُ، الخبرُ ها هنا القرآنُ، والمُخبَرُ عنهُ هم المستمعونَ - الشيخ : {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} الأنبياء:2 طيب - القارئ : والجوابُ الرَّابعُ: وهوَ أنَّ الآيةَ حجَّةٌ على المخالِفِ، وهوَ أنَّ حرفَ "مِن" للتَّبعيضِ، وهذا يدلُّ على أنَّ ثمَّةَ ذكرٌ قديمٌ، وليسَ عندَهم ذكرٌ قديمٌ - الشيخ : من هم؟ من هم؟ من هم؟ من يعني؟ ما هم الأشاعرة؟ - القارئ : الإماميَّةُ أحسن اللهُ إليك، أقولُ: الإماميَّةُ والكرَّاميَّةُ عندَهم القرآنُ حادثٌ - الشيخ : هو معَ الكرَّاميَّة، أقول: الكلامُ مع الكرَّاميَّة، أقول: مع الكرَّاميَّة؟ - القارئ : لا، ليس مع الكرَّاميَّة وحدَهم، على كلِّ من ينفي القدمَ عنده - الشيخ : لا إله إلَّا الله، طيب مشِّ بعده - القارئ : والجوابُ الخامسُ: وهوَ أنَّ معنى قولِهِ: {مُحْدَثٍ} أي: مُحدَثُ التَّنزيلِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى تكلَّمَ - الشيخ : هذا المشهورُ، هذا هو المشهورُ في كتب التَّفسيرِ، هذا هو المشهورُ - القارئ : لأنَّ اللهَ تعالى تكلَّمَ بهِ في القدمِ، ولمَّا بعَثَ محمَّدًا أنزلَهُ عليهِ. ثمَّ قالَ: واحتجَّ المخالفُ أيضًا بقولِهِ تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ الزمر:62، ثمَّ ذكرَ الإجابةَ - الشيخ : إلى هنا بس يكفي، اللَّهمَّ لكَ الحمدُ، الحمدُ للهِ.  

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله