الرئيسية/فتاوى/حكم القول بالتفاوت البلاغي بين آيات القرآن
file_downloadshare

حكم القول بالتفاوت البلاغي بين آيات القرآن

السؤال :

جاءَ في تفسيرِ الجلالينِ عندَ قولِهِ: ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ [الدخان:48] "أَيْ مِنْ الْحَمِيمِ الَّذِي لَا يُفَارِقُهُ الْعَذَابُ فَهُوَ أَبْلَغُ مِمَّا فِي آيَةِ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ [الحج:19]" انتهى، فهل يصحُّ القولُ بالتَّفاوتِ البلاغيِّ بينَ آيِ القرآنِ معَ أنَّ الكلَّ مُنزَلٌ مِن عندِ اللهِ، وكلُّ حرفٍ في المصحفِ واقعٌ موقعَهُ، لا يغني عنهُ غيرُهُ؟

 

في موقعِهِ هوَ في محلِّه ولا يغني عنهُ غيرُه، لكن ما يلزمُ أنْ يكونَ مماثلًا للآيةِ الأخرى، ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ وقولُهُ: يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ معناهما متقاربٌ أو معناهما واحدٌ، الأوَّلُ خبرٌ عمَّا يُفعَلُ، والثَّاني خبرٌ عن الأمرِ بهِ، فاللهُ يأمرُ يقولُ: ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ وفي الآيةِ الأخرى:  يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ خبرٌ عن فعلِ ما أُمِرَتْ به الخزنةُ، خبرٌ عمَّا أُمِرُوا به، وأنَّهم فعلُوا ما أُمِرُوا بهِ، أُمِرُوا بصبِّ الحميمِ على رأسِ الكافرِ ثمَّ فعلُوا.