الرئيسية/فتاوى/رأي الشيخ البراك في مسألة المجاز في اللغة والقرآن
file_downloadshare

رأي الشيخ البراك في مسألة المجاز في اللغة والقرآن

السؤال :

ما قولُكم في نفيِ المجازِ في القرآنِ واللُّغةِ، وكلامِ الإمامِ ابنِ تيميةَ وابنِ القيِّمِ والشَّيخِ الشَّنقيطيِّ؟

 

الَّذي يظهرُ لي أنا: أنَّ المجازَ واقعٌ في اللُّغةِ وفي القرآنِ، وهو اصطلاحٌ، تقسيمُ الكلامِ إلى حقيقةٍ ومجازٍ هذا اصطلاحٌ، كما اصطلحَ النُّحاةُ أنْ يسمُّوا مصطلحاتِهم المعروفةَ، يسمُّونَ هذا فاعلًا، وهذا مبتدأ، ويسمُّونَ هذا مفعولًا، فهو اصطلاحٌ، وكما يُقالُ: لا مُشاحَّةَ في الاصطلاحِ، وإذا سمعْنا اللهَ يقولُ: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا [النساء:10] نعلمُ أنَّ ما يأكلونَهُ ليسَ النَّارُ الَّتي تُحرقُ مَن باشرَها، لكنَّه سببٌ، أكلُ مالِ اليتيمِ سببٌ لأكلِ النَّارِ والعذابِ بالنَّارِ، وحديثُ: (الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ) يعلمُ كلُّ عاقلٍ أنَّ ما يشربُه الشَّاربُ في إناءِ الفضَّةِ ليسَ نارًا، لكنَّه سببٌ أنْ يُسقَى من حميمِ جهنَّمَ، فهو مِن التَّعبيرِ بالـمُسبَّبِ عن السَّببِ، وأنواعُ المجازِ كثيرةٌ ومعروفةٌ، يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ [البقرة:19]، قالُوا: إنَّهم أنَّما يجعلونَ أطرافَ أصابعِهم وأناملِهم، وأشياءٌ كثيرةٌ مِن هذا النَّوعِ، وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ [النساء:2] آتوا اليتامى أموالَهم، اليتيمُ لا يُعطَى مالَهُ، إنَّما يُعطَى ماله إذا بلغَ، وإذا بلغَ فليسَ بيتيمٍ، قيلَ إنَّ هذا مجازٌ؛ لأنَّهُ سُمِّيَ يتيمًا باعتبارِ ما كانَ.