الـمُشَبِّهُ يزعمُ أنَّ الله موصوفٌ بمثل صفاتِ المخلوق، يقول: "له سمعٌ كسمعي وبصرٌ كبصري"، فهذا يعبدُ.. فهذا الإله الذي يُوصَفُ بمثل صفاتِ المخلوق هو أشبهُ بالصَّنم، موجودٌ له صفات المخلوق، وأما الـمُعَطِّلُ فهو ينفي جميعَ الصّفات، ومَن لا تقوم به أيُّ صفة هذا في حكمِ العدم؛ لأنَّ مِن المقرر أن نفي جميع الصّفات يستلزمُ نفيَ الذَّات، المقرَّرُ والمعلومُ بالضَّرورة أن نفيَ جميع الصّفات يستلزمُ نفيَ الذَّات، إذن الـمُعَطِّلُ بزعمِه يعبدُ ما لا وجودَ له، ما ليس بموجود، وأمَّا الـمُشَبِّهُ فهو يعبدُ مخلوقًا لأنَّه إذا قال: إن له سمعًا كسمعي وبصرًا كبصري، جعلَه في حكم المخلوق.