أنا أُفَضِّلُ القراءةَ مِن المصحف، وأظنُّ لي فتوىً في هذا قديمة، أُفَضِّلُ القرآن مِن القرآن، مِن وجهين: مِن جهةِ أن هذا هو الأصل، وأنَّ هذه وسيلة حديثة، والجوَّالُ فيه مشاغلُ يمكن أنْ يتعلَّقَ بها نظرُ الإنسانِ أو يتعلَّقَ بها قلبُه أو يتعلَّقَ بها فكرُه، والمصحفُ المكتوبُ ينظرُ إلى حروفِهِ ويقرؤها مكتوبةً الكتابةَ الأصليةَ الحقيقيةَ، فإني أنا أُفضِّلُ أُفضِّلُ تلاوةَ القرآنِ مِن المصحفِ، لكن هذا أيسرُ؛ لأنه قد يقالُ إنه لا يَتوقَّف.. لا تجبُ الطهارة في تلاوةِ القرآنِ أو حَمْلِ الجوّالِ عند فتحِ القرآنِ منه، قد تكونُ التلاوة.. وهذا هو الجاري الآن، الناسُ يُفضِّلونَهُ؛ لأنه أيسرُ، ولا يُكلِّفُهم شيئًا، الجوَّال في جيبِهِ وما هي إلا حركةٌ يسيرةٌ وتطلع الصفحة على الشاشةِ فيقرأ، أمَّا المصحفُ يحتاجُ إلى شيءٍ مِن الأفعالِ الأخرى.