الرئيسية/فتاوى/أيهما أفضل الانشغال بتدبر القرآن أم الحفظ والمراجعة
share

أيهما أفضل الانشغال بتدبر القرآن أم الحفظ والمراجعة

السؤال :

أيُّهُمَا أفضلُ: الانشغالُ بتدبُّرِ القرآنِ، أو الحفظُ والمراجعةُ؟

إذا كان يقصدُ.. إذا كان له هِمَّة في حفظِ القرآنِ فالأَوْلى أنْ يُركّزَ على المراجعة، (تَعَاهَدُوا هذا القرآنَ) الرَّسولُ أوصى بتعاهدِهِ، وما يتيسَّرُ مِن التدبّر، ليس مِن شرطِ التدبُّر أن يقفَ عند كلِّ كلمةٍ، ليس هذا هو التَّدبُّر، ممكن أن تتدبَّر وأنتَ تَهُذُّ هَذًّا، المهم تدبُّرُ القرآن يحصلُ بحضورِ القلبِ لتصوُّرِ المعاني، وأنتَ تقرأ: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ [البقرة:43] تشعرُ بمعنى وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ، لكن ما يلزمُ أنك تقفُ عند: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وتفكّر فيها، كلّ.. يعني حتى عوام المسلمين يعني هناك معاني يعرفُها كل مسلم، كما قال ابن عباس: “تفسيرٌ تعرفُه العربُ مِن كلامِها، وتفسيرٌ لا يعلمُهُ إلا الله..” إلى آخرِ الأثرِ، أرأيتَ عندما يقرأ المسلم: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ [آل عمران:190] يُفكِّر في هذه المخلوقات.. وفي هذه الآية تذكيرٌ بعظمةِ هذه المخلوقات وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [آل عمران:191]، ليس المقصودُ التدبُّر المعاني الدقيقة التي لا تتيسَّرُ إلا بوقفةٍ، وقفات، أما “تفسيرٌ يعرفُهُ العرب” فهذا لا يحتاجُ إلى توقّف، “وتفسيرٌ لا يُعذَرُ أحدٌ بجهلِهِ” كذلك لا يحتاجُ إلى توقفٍ، مثل الحلال والحرام، وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا [الإسراء:32]، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ [الإسراء:33]، هذا لا يحتاجُ إلى توقُّفٍ للتدبُّر، لكن معانٍ دقيقة واستنباطات وهو التفسيرُ الذي تعرفُهُ العلماء فهذا هو الذي يحتاجُ إلى توقفٍ وطولِ نظرٍ وطولِ تفكيرٍ، والله أعلم.