العملُ الَّذي ينقطعُ هو العملُ الَّذي يُرجَى بهِ الثَّوابُ، وأمَّا هذا فهذا دعاءٌ عندَ خشيةٍ، إذا أعطاهم اللهُ النُّورَ وطفِئَ نورُ المنافقين سألُوا اللهَ أنْ يتمَّ لهم نورَهم، خلافُ ما يقعُ للمنافقينَ، يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ [الحديد:13]، فحينئذٍ المؤمنونَ يسألونَ اللهَ أنْ يتمَّ لهم نورَهم، وهذا الدُّعاءُ أيضًا قولُهم أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا [التحريم:8] طلبٌ لدوامِ المغفرةِ، وإلَّا فما دخلُوا الجنَّةَ إلَّا وقد غفرَ اللهُ لهم، لكنَّهم يسألونَ اللهَ أنْ يديمَ عليهم هذهِ النِّعمةَ نعمةَ المغفرةِ، كما أنَّهم يسألونَ اللهَ أنْ يديمَ لهم النُّورَ الَّذي أعطاهم وأنْ يتمَّهُ حتَّى لا ينطفئَ كما حصلَ للمنافقين.