الرئيسية/الكلمات العامة/قيام رمضان من أسباب المغفرة
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

قيام رمضان من أسباب المغفرة

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ

قيام رمضان مِن أسباب المغفرةِ
 

وصلّى الله على عبده ورسوله، نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يبارك لنا ولكم في هذا الشهر العظيم، وأن يجعلنا وإيَّاكم ممَّن يصومه ويقوم ليله إيمانًا واحتسابًا، فإنَّ ذلك من أعظمِ أسبابِ المغفرة، (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
وفي الحديث الآخر: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
وإنَّما على العبد أن يعظِّم هذا الشهر في فعلِ ما فرض الله وفعلِ ما يحبُّ الله من الأقوال والأعمال، وأن يحذر من كلِّ ما يُسخطُ الله، من كلِّ ما يبغضُه الله من المحرَّمات القوليَّة والفعليَّةِ؛ وإنَّ أخطرَ ما على الناس في هذا الوقت القنوات الأثيمة الَّتي شرُّها الــ (mbc) أقولُ: شرُّها، فإنَّها قناةٌ ملعونةٌ مؤسَّسةٌ على الشرِّ والفسادِ، فاحذوها ومَن يشترك فيها لا شكَّ أنَّه آثمٌ، بل إنَّه فاسقٌ، وكذلك القناة (العربيَّة)، فكلُّها منابرُ فسادٍ فاحذروها واحذروا ما أشبهها.
احذروا جميع.. احذروا مشاهدة البرامج الأثيمة والمسلسلات والأغاني، احذروها في كلِّ وقتٍ ولا سيَّما في هذا الشهر، ولا سيَّما في شهرِ الصيام المبارك، المسلمون والمؤمنون -سلفًا وخلفًا- يعمرونه بالخير والذكر وطاعة الله، والآن كثيرٌ مِن الناس يعمر ليله بالباطل باللغو بالإثم بالمعاصي، بمشاهدة هذه المسلسلات وهذه البرامج الأثيمة.
اتقوا الله وحذّروا وصونوا بيوتكم، صونوا بيوتكم وأسركم مِن اعتياد مشاهدة هذه الأباطيل وأنواع الآثام، صونوا أهليكم، صونوا أولادكم بنين وبنات، احفظوهم فأنتم عنهم مسؤولون؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[التحريم:6].
وفي الحديث الصحيح: (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ). فاجتهدوا وصونوا أنفسكم أوَّلاً، قوا أنفسكم واحفظوا أهليكم وذرياتكم كما أمر الله: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وإنَّما يكون هذا: بصيانة الجميع مِن معاصي الله، وبحملهم على طاعة الله، أي: بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وما هذه الشّرورُ الَّتي تُبثُّ وتُنشَرُ إلَّا بلاءٌ وابتلاءٌ، ليتبيَّنَ الصادقُ مِن الكاذبِ في إيمانه ودعواه.
فاتقوا الله، واجتهدوا في طاعة الله، وتذكَّروا أنَّ هذه الأيَّام منصرمةٌ وذاهبةٌ، لا يدري الإنسانُ متى يفجؤُهُ الموتُ يفارقُ هذه الدُّنيا بما فيها، ويقدم على ربِّه بعمله، نسألُ الله أن يثبِّتنا على الإيمان وأن يُحسن لنا بمنِّه وكرمه الخاتمةَ، إنَّه على كلِّ شيءٍ قديرٌ.