لو لم يكونوا شعوبًا وقبائل كيف يعرف بعضهم بعضًا، لكن الناس الآن يقال: فلان ابن فلان، هذا من تميم، هذا من قريش، هذا من كذا، هذا من ثقيف، فالقبائلُ سببٌ للتعارف، مَن فلان؟ فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني ينتهي إلى قبيلته، فجعلهم شعوب وقبائل من أجل أن يتعارفوا، يعرف بعضهم بعضًا، لو لم يكونوا أنواعًا ما تعارفوا، لو صاروا كلهم يعني قبيلة واحدة، كلهم، ما في فارق، لكن الآن يُفرِّق الناس بعضهم بعض بالأنساب، ولهذا تقول فلان ابن فلان، أيش بعده؟! محمد بن خالد، أيش اللي بعده؟ تقول التميمي، فلان ابن فلان كذا.
وهناك وسائل للتعارف غير يكونون شعوب وقبائل، قد يكون شعوب وقبائل من حيث الأنساب، وقد يكونون شعوبًا باعتبار البلاد والأوطان، ولهذا اختلافُ الأوطان هي من أسباب التعارف.
فالتعارف يكون بالأنساب وبالأوطان وقد يكون بالصنائع، ولهذا يقال: فلان القصاب أو الزيات أو البنَّاء، يميزون ويعرف بعضهم بعض بالصنائع، لكن أول وسيلة لتعارف النسب