لأنَّ التشبيه يتناول يعني التمثيل عندهم، هو ما يجوز على أحد الشيئين، ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما يمتنع عليه، وأمَّا الشبيه والشبه فهذا يجري في الأشياء المشتركة، فنقول: بين الخالق والمخلوق قدرٌ مشترك، فهذا القدر المشترك هو نوع شَبَه، نوع شِبْه شِبه في القدر المشترك، وأمَّا المماثلة فلا يوجب هذا، فلا يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما اتحادهما ولا تماثل حقيقتهما، والله -تعالى- لما قال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ [الشورى:11] لم يقل: ليس شبهه شيء؛ بل قال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ.