الرئيسية/فتاوى/رد على فتاوى إباحة الغناء
file_downloadshare

رد على فتاوى إباحة الغناء

السؤال :

أريد ردّاً شافيًا بخصوص الفتاوى الصّادرة بجواز الأغاني؟

لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا مِن البلاء والفتن، لا إله إلا الله، حسبنا الله ونعم الوكيل، اقرئي في "إغاثة اللهفان" فإنّ الإمام ابن القيم قد استوفى هذا المقام بما لا نظير له في هذا الكتاب، فذكر الأدلّة مِن القرآن والأدلّة مِن السّنّة والآثار ورد على الشّبهات، سبحان الله العظيم.
إنّ هذا لعجب! في هذا الوقت الذي غرق فيه كثير مِن الناس في طوفان اللهو والطّرب والغناء والمزامير والمعازف يفاجئنا بعضُ النّاس بتجديد الموضوع، يعني كان موضوع الغناء محلّ جدلٍ في السّبعينات قديمًا، أوّل ما بدأ بثُّ الغناء في الإذاعة، ثم سكت النّاس ومشت الأمور ويغنون ليل نهار، تعزف الإذاعات والمحطات، تعزف بأقبح وأخبث أنواع الأغاني، ثم يأتي مَن لم يوفّق لإثارة الموضوع مِن جديد! وكأنه يحمل دعوى إلى التمادي في الغناء، أي مناسبة في هذا الوقت لهذا الطرح!؟
هذا مثل الذين تكلموا عن صلاة الجماعة، كأنّه يقول للنّاس: لماذا أنتم تحرصون على الجماعة!؟ أنا أُمثّل مَن قال مثل ذلك كأنّه يقفُ في باب المساجد ويقول: يا جماعة صلاة الجماعة ليست بواجبة، كأنّه تنفير عن بيوت الله، وهذا كأنه دعوى للغناء، كأنّه يقول: لا تتحفظون ولا تتحاشون مِن استماع الغناء والطرب ولا يهمنّكم العلماء الذين أصيبوا بجرثومة التّحريم -على ما حدّ قيل-.
ما مِن باطل مِن هذه المسائل إلا وهناك مَن قال بها، لكن كثير ممن قال ذلك عن اجتهاد، لكن لا يلزم، وهذا بلاء مسألة استغلال الخلاف، ليس كلّ خلاف معتبر، كثير مِن الآراء يجب طرحها لمخالفتها موجب الأدلّة مع أنّ لهم شبهات، حتى الجهميّة لهم شبهات الجهميّة والمعطّلة لهم شبهات "هذا فيه خلاف"، المعتزلة والقدريّة كلّهم عندهم شبهات واستدلالات، وهم كبار أيضا ولهم أقاويل، فالاستدلال بأقوال النّاس -فلان وفلان- ليس بحجّة، كون الرأي قالَ به قائل هذا لا يكفي.