الرئيسية/فتاوى/فوائد ومعان من سورتي الفلق والناس
file_downloadshare

فوائد ومعان من سورتي الفلق والناس

السؤال :

قال الله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ما معنى هذه الآية وما الفوائد المستنبطة منها؟

هذه اسمها "المُعوِّذة"، ومع السورة الأخرى يُقال لهما "المُعوِّذَتان" لأن أمر اللهُ نبيّه -وفي هذا تعليم له ولأمته- أن يتعوّذوا، أعوذ بربّ الناس، العياذ: اللجأ والاعتصام والاحتماء، أعتصم وأحتمي بربّ العالمين، بربّ النّاس، وملك النّاس، وإله النّاس، وهذه الصّفات كلّها لربّنا، هو ربّ النّاس، هو ربّ العلمين، مالك النّاس ومالك كلّ شيء وهو إله كلّ شيء الإله المستحق للعبادة في السموات والأرض.
والوسواس: هو الشيطان، مِن شَرِّ ٱلوَسوَاسِ ٱلخَنَّاسِ جاء في التفسير أنهُ يخنس عند الذكر ويوسوس على الغفلة، فإذا العبدُ ذكر الله: خنس وانكمش وضعف وتوقّف عن إلقاء الوساوس، وإذا العبدُ غفل: نشط وطمع وألقى بذوره إلخ..
وذكر شيخ الإسلام ما معناه أنَّ التعوّذ بالله مِن الوسواس يتضمّن التعوذ من جميع الشرور؛ لأنّ كلّ الشّرور -الكفر والمعاصي وما ينتج عنهما- كلّها مِن أثار الوسواس.
في سورة الفلق: المتعوّذ به صفة واحدة قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ والمستعاذ منه أشياء كثيرة، أمّا هُنا: فلما كان المستعاذ منه أعظم الشرور وأعظم الأخطار جاءَ التعوّذ منه بثلاث صفات عظيمة جامعة، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ * مَلِكِ ٱلنَّاسِ * إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ * مِن شَرِّ ٱلوَسوَاسِ ٱلخَنَّاسِ [الناس: 1-4] ولهذا شُرع للأمة أن يتعوذوا بهاتين السّورتين في الصّباح والمساء، وفي أدبار الصّلوات.
ينبغي إذا قرأها العبد يستحضر مضمونها ودلالتها ويلجأ إلى ربّه بقلبه أن يعصمه من هذا العدو الشيطان؛ إِنَّ ٱلشَّيطَٰنَ لَكُم عَدُوّٞ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ [فاطر:6] وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيطَٰنِ نَزغٞ فَٱستَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلعَلِيمُ [فصلت:36]