الرئيسية/فتاوى/الوقوف للضابط في السلك العسكري
file_downloadshare

الوقوف للضابط في السلك العسكري

السؤال :

رجل يعمل في السّلك العسكري يقول: إذا دخل علينا ضباط ونحن جلوس نُلزَم بالقيام كما في القوانين العسكريّة، فهل هذا مِن القيام الذي يدخل في التعظيم. وأهل الفضل من هذه المراتب هل يُنصحون؟

هذا تعظيم ولكن تحيّة، وهذا عمل منكر، هذا القانون العسكري هذا منكر، هذا قانون مُجتلَب مِن أمم الغرب، مظاهر التشبّه هذه سارية في الأمة في قطاعات كثيرة، ولاسيما في القطاع العسكري؛ لأنّ القوانين العسكريّة مبنيّة على القوانين الغربيّة، فهذا من ضعف البصيرة عند مَن قرر هذه الأنظمة، منشؤهُ الجهلُ والضّعف والذلَّة، والمفروض أن يكون للمسلمين أنظمة في أمورهم فيها استقلالية وفيها إبراز شخصيّة المسلم، هذه مفاسد؛ إذلالٌ لذي المرتبة الدّنيا وحملٌ لذي المرتبة العُليا على التكبّر والغطرسة، فهذا مُبتلى بالكبر حيث يغضب إذا لم يقوموا له فيُخشى عليه أن يكون مِن الذين جاء فيهم الحديث: (مَن أحبَّ أن يتمثَّلَ لهُ الرّجال قيامًا فليتبوّأ مقعدهُ مِن النَّار)
فإذا أحبَّ الضّابط أن يُفعل له ذلك فهو مِن أهل ذلك الوعيد، لا حول ولا قوة إلا بالله، لكن مَن يفعل ذلك خشية الضّرر: معذور من أجل ذلك، إذا خاف أن هذا يتسلّط عليه؛ يؤذيه، يفصله، ينقله، يسجنه، فهو معذور، يقوم وهو كاره ولا يتحمّس، لا يتحمّس بالقيام كما يريدون، يريدون أن تكون ثابتًا كأنّك خشبة منصوبة! لا، بل تقوم قيامّا بدون هذا التحمّس.
وينبغي للضّباط ألّا يُطالبوا مَن دونهم بشيء، وأن يتسامحوا لأنّ هذا راجع إليهم، يعني يأتيهم توجيه بأنكم لماذا تقرّون العسكري على ترك التّحية هذا مِن حقك، هو مِن حقك، فمادام أنّه مِن حقّك فلا تطالب به، هو مِن حقك  أعني في النظام فعليك ألا تطالب به، يجب على ذي المرتبة الرفيعة ألا يطالب بهذا الحق وجوبًا ، يجب عليه ألا يطالب، وإن طالب فهو أثم، وكما ذكرت حديث الوعيد، وبعض الضّباط الفضلاء لا يطالبون ولا يغضبون بل يمنعون، وهذا مِن حسن ذاتهم ومِن وعيهم ومِن بصيرتهم وفقهم وكرم أخلاقهم، ولا يطالب بهذا إلا إنسان ناقص، ناقص العقل.
"السلام عليكم.. وعليكم السلام حياكم الله" هذه الكلمات الطّيبة خير مِن كونه يقف ويضرب برجله كما يفعلون.