الرئيسية/فتاوى/أسئلة الملاحدة عن عدم ذكر الديناصورات في القرآن
file_downloadshare

أسئلة الملاحدة عن عدم ذكر الديناصورات في القرآن

السؤال :

سائل -مبتعث سعودي- يقول: نشهد الله على حبكم ونسأل الله أن يحفظكم، نحن المبتعثون نواجه أسئلة مِن الملاحدة كثيرًا عن ديننا، ومِن ضمن الأسئلة: هل القرآن والسنّة جاء فيهما ذكر الدّيناصورات أو الحيوانات الضّخمة التي لم يشاهدها الإنسان؟

لا ما جاء ذكر الديناصورات، الله يقول: وَيَخلُقُ مَا لَا تَعلَمُونَ [النحل:8] يعني أشياء مجملة، الله ذكر الأمور النّافعة مِن بهيمة الأنعام؛ الإبل، والبقر، والغنم، وامتنّ على عباده بِمَا خلق لهم، وذكر ما ينتفع به مِن حيوانات البحر، وامتنّ عليهم بأكل اللحم الطّري؛ وَمِن كُلّ تَأكُلُونَ لَحمًا طَرِيًّا وَتَستَخرِجُونَ حِليَة تَلبَسُونَهَا [فاطر:12]
أمّا الغرائب هذه التي لا تُعرف: فلا أذكر أن القرآن ذكرها، بل لم يذكر منها شيء في القرآن، وليس مِن شأن القرآن ذكر الحيوانات، إنّما يأتي ذكر الحيوان -غير ما سيق للامتنان- يأتي عرضًا لارتباطه بشيء؛ أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحَٰبِ ٱلفِيلِ [الفيل:1] هذا إشارة للقصة، والفيل ليس مقصودا، ليس المقصود الحديث عن الفيل.
وكذلك ذُكرت أشياء حقيرة، والكفار قد يسخرون، لكن ذُكرت لضرب الأمثال؛ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَستَحيِۦٓ أَن يَضرِبَ مَثَلا مَّا بَعُوضَة فَمَا فَوقَهَا [البقرة:26] بعوضة وعنكبوت، لكن سيقت لضرب الأمثال؛ مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَولِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَت بَيتاً وَإِنَّ أَوهَنَ ٱلبُيُوتِ لَبَيتُ ٱلعَنكَبُوتِ لَو كَانُواْ يَعلَمُونَ [العنكبوت:41] وهذا لا يتوجّه إلينا ولا يقدح في كتاب ربّنا أنّه ما ذُكِر مثل هذه الأشياء.
ثم هذه الحيوانات التي يزعمونها هي ظنون، مبنية على يمكن بعض الآثار وما أشبه ذلك وبحث، زعم، وليس لها أهمية، الذي يُذكَرُ يُذكَرُ لمعنى، والقرآن ليس كتاب كما يقال “كتاب حيوانات” تُذكر فيه أنواع الحيوان؛ الموجود والمنقرض، لكن ذُكرت أشياء مجملة، الله تعالى يقول: وَمَا مِن دَآبَّة فِي ٱلأَرضِ وَلَا طَٰٓئِر يَطِيرُ بِجَنَاحَيهِ [الأنعام:38]  كلّه كلام عام، وهكذا قوله تعالى: وَمِن ءَايَٰتِهِۦ خَلقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّة [الشورى:29] كلام عام، أمّا تعيين وتخصيص: هذا لا يذكر إلا لمعنى يقتضي هذا التخصيص.