الرئيسية/فتاوى/الجنة التي كان فيها آدم وحواء – نصيحة للمبتعثين
file_downloadshare

الجنة التي كان فيها آدم وحواء – نصيحة للمبتعثين

السؤال :

 (مبتعث سعودي) السؤال الثاني: هل والدينا "أدم وحواء" كانوا في الجنّة في سماء الدّنيا أم الجنة كانت في الأرض، ويطلب الدعاء؟

: هذه مسألة خلافية، أمرها سهل، المهم أنّهم كانوا في جنّة وكانوا في نعيم، وجرى القدر على أن يخدعهما إبليس بالأكل مِن الشّجرة التي نُهيا عن الأكل منها، ثم جرى عليهما ما جرى وأُهبِطا مِن الجنة، والأمرُ في هذا سهل، وإن كان كثير مِن أهل العلم مِن المسلمين كثير يرجّحون أنّها الجنة التي في السّماء التي هي الجنة المعدَّة للمتّقين جزاءً لهم، لكن ليست مِن الأمور التي تُشكل أو يترتب عليها شيء، الأمر فيها سهل.
لمّا بُليتم بهذا الابتعاث وعرّضتم أنفسَكم لطرح الشّبهات عليكم بمعاشرتهم وبالجلوس بين أيادي الأساتذة؛ أساتذتكم مِن يهود ونصارى وملاحدة، لما عرّضتم أنفسكم لهذا البلاء: الحذر الحذر ولا تفتحوا المجال، اشتغلوا بدروسكم التي أنتم ذهبتم مِن أجلها وسدّوا الباب، فإن أكثر الدّارسين لا يقوى على ردّ كثير مِن الشّبهات لأنّ هؤلاء الكفرة عندهم أطروحات وشبهات مدروسة، مِن دراساتهم -مثلًا- تتبّعُ الشّبهات التي يعارضون بها الإسلام، فإنّهم محاربون الإسلام حربًا مسلحة وحربًا فكريّة وصلت إلى قُعرِ دارنا، فكيف إذا صرتم أنتم في قعر دارهم! فأنتم الله يردّكم سالمين الله يردّكم سالمين.
فهذا الابتعاث مِن مجالات الخطر، ومِن تعريض شباب المسلمين للفتنة، للفتنة في الدّين، فمنهم مَن يرجع وهو كافر ملحد، ومنهم مَن يرجع وإيمانه قد تزعزع، ومنهم مَن يرجع وقد تلبّس ببعض أنواع الفسوق، ومنهم مَن يرجع وهو قد ثبّته الله ورجع سالمًا، وأظنّ هذا الصّنف قليل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونقول: ثبتكَ الله وردّك سالمًا وجعلكَ مِن الصّالحين، والحذر الحذر، كونوا على حذر مِن أعداء الله، فإنّكم قد طُرحتم وألقي بكم بين أيديهم، ولا ريبَ أنّ مِن أهم المهمّات عندهم: التأثير على أخلاقكم وعلى فكركم، ومِن البلاء العظيم: إلقاء البنات وابتعاث البنات، هذا أسوأ وأسوأ، لأنّ البنات معرّضات لفساد أخلاقهم، والاعتداء على شرفهن، وفضيلتهن، وكرامتهن، فالمرأة أضعف عقلًا، فهي معرّضة أكثر وأكثر لفساد معتقدها، لكن هذا مِن البلاء، لِيَبلُوَكُم هذا بلاء حتى يتبيّن، نسأل الله العافية، هذا مطلب مِن مطالب الكفار؛ أن نبعثَ أولادنا إليهم ليكونوا قريبين منهم وتلاميذ لهم، الآن لو جاء بعض المدرسين منهم في بعض التخصصات النّادرة ودرّسوا هنا: كان المدرسُ لابدّ أن يقف عند حدّه، ولا يستطيع أن يتمادى لأنّه تحت سلطاننا وإدارتنا ورقابتنا، أمّا الدّراسة هناك: لا، هناك التّلميذ يكون ذليلاً خاضعًا لأنّه يخافه ويرجوه، يخاف ويرجو هذا المعلم، فلابدّ أن يصانعه ويتلطّف معه ولا يجرح شعوره، هل يستطيع أحد منكم أن يقول "إن دينكم باطل؟! وأن دين الإسلام هو الدّين الحق، وأن دين النّصرانيّة باطل!" لا أدري هل تملكون هذا أو لا؟ إن كنتم تملكون هذا: فاذكر ذلك بارك الله فيك.