الرئيسية/فتاوى/تفسير آية التعدد
file_downloadshare

تفسير آية التعدد

السؤال :

ما معنى الآية في سورة النّساء: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ [النساء:3] فهل التّعدد هنا فقط لليتامى؟ أي أنّ الشّخص إن كان يريد أن يتعدد زوجاته أن يأخذ مِن اليتامى فقط؟

لا، ما له أصل هذا، غلط، للآية سبب وهو أنّ الرّجل قد تكون عنده اليتيمة فيرغب في نكاحها لأنّها ذات جمال ومال، ويمكن أنّه إذا رغبَ في زواجها لا يقسط لها في الصَّدَاق؛ يتيمة يعني "بنت عم" مثلاً، هو وليّها ما لها وليّ إلا هو، تكون عنده اليتيمة فلا يقسط لها، يرغب في نكاحها ولا يقسط لها في المهر.
المعنى عند أهل العلم: فلا تنكوحهن "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى" يعني ألا تُعطونهنَّ مِن المهر ما يُعطيه لهنّ غيرُكم، فلا تنكوحهن وانكحوا ما طاب لكم مِن النّساء مثنى وثلاث ورباع، يعني مِن غيرهنَّ، يعني المجال واسع، فالله قد أذن لكم أن يتزوّج الرّجلُ اثنتين وثلاث وأربع، هذا هو المعنى، ليس المراد: انكحوا ما طاب لكم مِن اليتامى! الله ما قال: انكحوا ما طاب لكم مِن اليتامى مثنى وثلاث ورباع! وراجعي -بارك الله فيك- تفسير ابن كثير وتفسير السّعدي.
جاء في الصّحيح عن أم المؤمنين عائشة بذكْر سبب نزول هذه الآية، وهو أنّ الرّجل تكون عنده اليتيمة تعجبه ويرغب في نكاحها، ولكن يخشى أن يتعرّض لعدم الإقساط وعدم العدل في صَداقها، قال تعالى: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى -يعني في نكاحهنً واعطائهنَّ حقهنَّ مِن المهر- فلا تنكحوهن -هذا المعنى- وانكحوا ما طاب لكم مِن النّساء غيرهن.