الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية/(88) فصل تفنيد مراد النصارى بظهور الله في عيسى قوله “ومما يوضح هذا أن الشيء له وجود في نفسه هو”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(88) فصل تفنيد مراد النصارى بظهور الله في عيسى قوله “ومما يوضح هذا أن الشيء له وجود في نفسه هو”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الجواب الصَّحيح لِمَن بدّل دين المسيح) لابن تيمية
الدّرس الثّامن والثّمانون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين، نبيَّنا محمَّد وعلى آلِهِ وأصحابِه أجمعينَ، أمَّا بعدُ فيقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ – (الجوابُ الصحيحُ لمَن بدَّلَ دينَ المسيحِ) يقولُ -رحمَهُ اللّهُ تعالى-:
وَمِمَّا يُوَضِّحُ هَذَا أَنَّ الشَّيْءَ لَهُ وُجُودٌ فِي نَفْسِهِ هُوَ، وَلَهُ وُجُودٌ فِي الْمَعْلُومِ وَالْأَذْهَانِ..
– الشيخ:
يمكن ما يناسب "في العلوم"، على نسق الأذهان، وجود أيش، له وجود.
– القارئ: وَمِمَّا يُوَضِّحُ هَذَا أَنَّ الشَّيْءَ لَهُ وُجُودٌ فِي نَفْسِهِ هُوَ، وَلَهُ وُجُودٌ فِي الْمَعْلُومِ وَالْأَذْهَانِ
– الشيخ:
هذا وجود في نفسه وما هو موجود في الأعيان، هذا وجود وله وجود في العلم والدين، ولكن عبارته تقتضي في العلوم والأذهان.
– القارئ: وَلَهُ وُجُودٌ فِي الْمَعْلُومِ
– الشيخ
: لا بأس، وله وجود، ما هي في المعلوم! وجود في العلم، عندك في العلم أيش في بعدها؟
– القارئ: في الأذهانِ
– الشيخ:
في العلم والأذهان، ما هي معلوم، نعم
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكُم، وَلَهُ وُجُودٌ فِي الْعلم وَالْأَذْهَانِ، وَوُجُودٌ فِي اللَّفْظِ وَاللِّسَانِ، وَوُجُودٌ فِي الْخَطِّ وَالْبَيَانِ، وَوُجُودٌ عَيْنِيٌّ شَخْصِيٌّ
– الشيخ: لا لا، أيش قلت؟
– القارئ: وَوُجُودٌ عَيْنِيٌّ شَخْصِيٌّ وَعِلْمِيٌّ وَلَفْظِيٌّ، وَرَسْمِيٌّ
– الشيخ:
يعني رجع لها يعني رجع لها يعني…. هي هي، وش [ماذا] بعدها قل؟ أعد أعد، وجود في العلم والأذهان وش [ماذا] بعدها؟
– القارئ: وَلَهُ وُجُودٌ فِي العلمِ وَالْأَذْهَانِ، وَوُجُودٌ فِي اللَّفْظِ وَاللِّسَانِ، وَوُجُودٌ فِي الْخَطِّ وَالْبَيَانِ..
– الشيخ:
الخطّ؟
– القارئ: الْخَطِّ وَالْبَيَانِ
– الشيخ:
لا، البنان، المناسب: "البنان"
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَوُجُودٌ عَيْنِيٌّ شَخْصِيٌّ
– الشيخ:
لا لا وجود بدون واو بدون واو، وجود رجع إليها طريقة يعني اللفظ والنشر المرتّب، يعني تأكيد، وجود عينيّ، نعم، بدون واو وجود.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَوُجُودٌ عَيْنِيٌّ شَخْصِيٌّ، وَعِلْمِيٌّ وَلَفْظِيٌّ، وَرَسْمِيٌّ
– الشيخ:
لاحظت أنو رجع لهي ها؟
– القارئ: نعم، يعيدُها
– الشيخ:
هي هي، وجود عينيّ هو اللي قال عنه في الأول أيش؟ وجود في نفسه، وجود في نفسه في الأعيان، وجودٌ في العلم والأذهان، وجودٌ في اللفظ واللسان، وجودٌ في الرسمِ والبيان، والبنان، نعم.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَذَلِكَ كَالشَّمْسِ مَثَلًا..
– الشيخ:
كالشمس هذا مثال، مثال الشمس، لها وجودٌ عينيٌّ وهوَ وجودها في مدارها في مجالها في السماء، وجودها نافع وجود عيني، متحقّقة هناك ووجود حقيقيّ، ولها وجود في العلم، في علم يعني كونها معلومة، هي معلومة، ولها وجود في اللفظ إذا تكلّم الإنسان بالشمس، طلعت الشمس، هل هنا الشمس موجودة على لسانه؟
– القارئ: لا
– الشيخ:
إذا قلت طلعت الشمس فالشمس موجودة على لسانك، وإذا كتبت الشمس الشمس جرم عظيم، خلقه الله موجودة في الرسم، نعم، فمثال ذلك الشمس.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَذَلِكَ كَالشَّمْسِ مَثَلًا فَلَهَا تَحَقُّقٌ فِي نَفْسِهَا، وَهِيَ الشَّمْسُ الَّتِي فِي السَّمَاءِ.
– الشيخ
: نعم، فلها تحقّق في نفسها، هذا وجود عينيّ.
– القارئ: ثمَّ يتصوَّرُ بالقلبِ الشمسَ
– الشيخ:
يتصوّر الإنسان في قلبه الشمس، على وجود علميّ.
– القارئ: ثمَّ ينطقُ اللسانُ بلفظِ الشَّمسِ
– الشيخ:
نعم، يقول طلعت الشمس، نعم، ثم يكتب
– القارئ: ويكتبُ بالقلمِ الشمسَ..
– الشيخ
: نعم، هذا وجود، هذه أنواع الوجودات، العينيَّ والعلميَّ واللسانيَّ والرسميَّ.
– القارئ: وَالْمَقْصُودُ بِالْكِتَابَةِ مُطَابَقَةُ اللَّفْظِ، وَبِاللَّفْظِ مُطَابَقَةُ الْعِلْمِ، وَبِالْعِلْمِ مُطَابَقَةُ الْمَعْلُومِ.
– الشيخ
: مطابقة المعلوم، وبالعلم؟
– القارئ: مُطَابَقَةُ الْمَعْلُومِ.
– الشيخ:
أعد الكلمات ال….
– القارئ: ثُمَّ يَنْطِقُ اللِّسَانُ بِلَفْظِ الشَّمْسِ، وَيُكْتَبُ بِالْقَلَمِ الشَّمْسُ.
– الشيخ:
هذا وجودها الخطيّ الرسميّ البنانيّ، نعم.
– القارئ: وَالْمَقْصُودُ بِالْكِتَابَةِ مُطَابَقَةُ اللَّفْظِ، وَبِاللَّفْظِ مُطَابَقَةُ الْمعلوم.
– الشيخ:
وباللفظ مطابقة …
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَبِاللَّفْظِ مُطَابَقَةُ الْمعلومِ، وبالعلمِ مطابقُ المعلومِ.
– الشيخ:
ما في نسخة فيها المعلوم …؟ كلكم المعلوم؟ مطابقة … مطابقة المعلوم في وجوده الخارجيّ، في وجوده … وبالعلم مطابقة المعلوم في نفسه، مطابقة المعلوم في نفسه.
– القارئ: فَإِذَا رَأَى الْإِنْسَانُ فِي كِتَابٍ خَطَّ الشَّمْسِ، أَوْ سَمِعَ قَائِلًا يَذْكُرُ
– الشيخ
: رجع يؤكّد، فإذا..
– القارئ: فَإِذَا رَأَى الْإِنْسَانُ فِي كِتَابٍ خَطَّ الشَّمْسِ، أَوْ سَمِعَ قَائِلًا
– الشيخ:
يعني اسم الشمس مكتوباً
– القارئ: أَوْ سَمِعَ قَائِلًا يَذْكُرُ قَالَ: هَذِهِ الشَّمْسُ قَدْ جَعَلَهَا اللَّهُ سِرَاجًا وَهَّاجًا، وَهَذِهِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ مِنَ الْمَشْرِقِ وَتَغْرُبُ فِي الْمَغْرِبِ، فَهُوَ يُشِيرُ إِلَى مَا سَمِعَهُ مِنَ اللَّفْظِ وَرَآهُ مِنَ الْخَطِّ، وَلَيْسَ مُرَادُهُ نَفْسَ اللَّفْظِ وَالْخَطِّ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ الشَّمْسَ..
– الشيخ:
فإن ذلك وش [ماذا] هو؟
– القارئ: فَهُوَ يُشِيرُ إِلَى مَا سَمِعَهُ مِنَ اللَّفْظِ
– الشيخ:
لا إله إلّا الله، قبل شوي
– القارئ: فَإِذَا رَأَى الْإِنْسَانُ فِي كِتَابٍ خَطَّ الشَّمْسِ
– الشيخ:
خط الشمس يعني أسم الشمس مكتوبا، الشمس.
– القارئ: أَوْ سَمِعَ قَائِلًا يَذْكُرُ قَالَ: هَذِهِ الشَّمْسُ قَدْ جَعَلَهَا اللَّهُ سِرَاجًا وَهَّاجًا
– الشيخ:
أو يقول طلعت الشمس..

– القارئ: وَهَذِهِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ مِنَ الْمَشْرِقِ وَتَغْرُبُ فِي الْمَغْرِبِ، فَهُوَ يُشِيرُ إِلَى مَا سَمِعَهُ مِنَ اللَّفْظِ وَرَآهُ مِنَ الْخَطِّ ، وَلَيْسَ مُرَادُهُ نَفْسَ اللَّفْظِ وَالْخَطِّ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ الشَّمْسَ الَّتِي تَطْلُعُ وَتَغْرُبُ، وَإِنَّمَا مُرَادُهُ مَا يُقْصَدُ بِالْخَطِّ وَاللَّفْظِ وَيُرَادُ بِهِمَا، وَهُوَ الْمَدْلُولُ الْمُطَابِقُ لَهُمَا، وَكَذَلِكَ قَدْ يُرَى اسْمُ اللَّهِ مَكْتُوبًا فِي كِتَابٍ، وَمَعَهُ اسْمُ صَنَمٍ، فَيَقُولُ: آمَنْتُ بِهَذَا، وَكَفَرْتُ بِهَذَا، وَمُرَادُهُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ كَافِرٌ بِالصَّنَمِ، فَيُشِيرُ إِلَى اسْمِهِ الْمَكْتُوبِ وَمُرَادِهِ الْمُسَمَّى بِهَذَا الِاسْمِ..
– الشيخ:
يعني أمور معقولة، لكن تشتبه يعني أحياناً، وعندما يقول: آمنت بهذا، يريد يريد الاسم المكتوب؟! يريد المسمَّى، المسمَّى بهذا الاسم.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، وَكَذَلِكَ إِذَا سَمِعَ مَنْ يَذْكُرُ أَسْمَاءَ اللَّهِ الْحُسْنَى قَالَ: هَذَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَمُرَادُهُ: الْمُسَمَّى بِتِلْكَ الْأَسْمَاءِ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ أَنَسِ بْنِ مالكٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-: كانَ نقشُ خاتمِ النبيِّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ثلاثةُ أسطرٍ: محمٌدٌ رسولُ اللهِ، "محمَّد" سطرٌ، و"رسول" سطرٌ، و"الله" سطرٌ.
ومُرادُه بهذهِ الأسماءِ الخطُّ لهذا وهذا وهذا، لا اللفظُ ولا المُسمَّى وممَّا يشبهُ هذا ما يُرى في المرآةِ أو الماءِ، مثلُ أنْ يرى الشمسَ أو غيرَها في ماءٍ أو مرآةٍ، فيُشارُ إلى المرئيِّ فيُقالُ: هذا الشمسُ، وهذا وجهي أو وجهُ فلانٍ، وليسَ مُرادُه أنَّ نفسَ الشَّمسِ أو وجهَه أو وجهَ فلانٍ حلَّ في الماءِ أو المرآةِ، ولكنْ لمَّا كانَ المقصودُ بتلكَ الرؤيةِ هوَ الشمسُ وهوَ الوجهُ ذكرَهُ، ثمَّ قد يُقالُ: رآهُ رؤيةً مقيَّدةً في الماءِ، أو المرآةِ، وقد يُقالُ: رآهُ بواسطةِ الماءِ والمرآةِ، وقد يُقالُ: رأى مثالَهُ وخيالَهُ المُحاكي لهُ، ولكنِ المقصودُ بالرؤيةِ هوَ نفسُه.
 ومثلُ هذا كثيرٌ، فمعلومٌ أنَّ ما في القلوبِ مِن المثالِ العلميِّ المُطابِقِ للمعلومِ أقربُ إليهِ مِن اللفظِ، واللفظُ أقربُ مِن الخطِّ، فإذا كانَ قد يُشارُ إلى اللفظِ والخطِّ، والمُرادُ هو نفسُه، وإنْ لم يكنِ الخطُّ واللفظُ هو ذاتُه، بل بهِ ظهرَ وعُرِفَ، فلِأنَّ يُشارُ إلى ما في القلبِ، ويُرادُ به المعروفُ الّذي ظهرَ للقلبِ وتجلَّى للقلبِ، وصارَ نورُهُ في القلبِ بطريقِ الأولى، والعقلاءُ إنَّما تتوجَّهُ قلوبُهم إلى المقصودِ المُرادِ دونَ الوسائلِ، ويُعبِّرون بعباراتٍ تدلُّ على ذلكَ لظهورِ مُرادِهم بها، كما يقولون لمَن يعرفُ علمٌ غيرُه، أو لمَن يأمرُ بأمرِه، ويُخبرُ بخبرِهِ، هذا فلانٌ، فإذا كانَ مطلوبُهم علمُ عالمٍ أو طاعةُ أميرٍ، فجاءَ نائبُه القائمُ مقامُه في ذلكَ، قالُوا: هذا فلانٌ، أي: المطلوبُ منهُ هوَ معَ هذا، فالاتَّحادُ المقصودُ بهما يعبِّرون عن أحدِهما بلفظِ الآخرِ، كما يُقالُ: عكرمةُ هو ابنُ عبَّاسٍ -رضيَ اللهُ عنهما-، وأبو يوسفَ هو أبو حنيفةَ -رحمَهما الله-
– الشيخ:
أيش أيش؟
– القارئ: أبو يوسف هو أبو حنيفة
– الشيخ:
أي يقول أبو يوسف هو أبو حنيفة
– القارئ: ومِن هذا البابِ ما يُذكَرُ عن المسيحِ -عليهِ السلامُ- أنَّه قالَ: أنا وأبي واحدٌ، مَن رآني فقد رأى أبي.
وقولُه تعالى فيما حكاه عن رسولِه:
(عبدي مرضْتُ فلم تعدْني، عبدي جعْتُ فلم تطعمْني) ويشبهُه قولُه: (إنَّ الَّذينَ يبايعونك إنَّما يبايعون اللهَ)
فينبغي أنْ يعرفَ هذا النوعَ مِن الكلامِ، فإنَّه تنحلُّ به إشكالاتٌ كثيرةٌ، فإنَّ هذا موجودٌ في كلامِ اللهِ ورسلِه عليهم الصلاةُ والسلامُ وكلامُ المخلوقين، في عامَّةِ الطوائفِ معَ ظهورِ المعنى ومعرفةِ المُتكلِّمِ والمُخاطبِ أنَّه ليسَ المُرادُ أنَّ ذاتَ أحدِهما اتَّحدتْ بذاتِ الآخرِ.
بل أبلغُ مِن ذلكَ يُطلَقُ لفظُ الحلولِ والاتَّحادِ، ويُرادُ بهِ معنىً صحيحٌ، كما يُقالُ فلانٌ وفلانٌ بينَهما اتَّحادٌ، إذا كانَا متَّفقين فيما يحبَّان ويبغضان، ويواليان ويعاديان، فلمَّا اتَّحدَ مرادُهما ومقصودُهما صارَ يُقالُ: (هما متَّحدانِ، وبينَهما اتَّحاد)، ولا يعني بذلكَ أنَّ ذاتَ هذا اتَّحدت بذاتِ الآخرِ، كاتَّحاد النارِ والحديدِ، والماءِ واللَّبنِ، أو النفسِ والبدنِ، وكذلكَ لفظُ الحلولِ، والسُّكنى، والتخلُّلِ وغيرِ ذلكَ، كما قيلَ:
قد تخلّلت مسلكَ الروحِ مِنَّي         وبذا سُمِيَ الخليلُ خليلاً
والمتخلِّلُ مسلكُ الروحِ منهُ هوَ محبتُه لهُ وشعورُه به، ونحوُ ذلكَ، لا نفسَ ذاتِه، وكذلكَ قولُ الآخرِ:
ساكنٌ في القلبِ يَعمرُهُ              لسْتُ أنساهُ فأذكرُهُ
والساكنُ في القلبِ هوَ مثالُهُ العلميُّ ومحبتُه ومعرفتُه، فتسكنُ في القلبِ معرفتُه ومحبتُه لا عينَ ذاتِهِ، وكذلكَ قولُ الآخرِ:
إذا سكنَ الغديرُ على صفاءٍ         وجُنِّبَ أنْ يحرِّكَهُ النسيمُ
بدتْ فيهِ السماءُ بلا امتراءٍ
– الشيخ:
جَنْبٌ؟ أيش، وجُنِبَ؟
– الحضور: عندنا: وجُنِّب أن يحرِّكه النسيم
– الشيخ: وجُنِّب أن يحركه، زين، وجُنِّب أن يحرِّكه النسيمُ، يمكن
 إذا سكن الغدير على صفاءٍ      وجُنِّب أن يحركه النسيمُ
– القارئ: بدتْ فيه السماءُ بلا امتراءٍ
– الشيخ:
أيش؟
– القارئ: بدتْ فيه السماءُ بلا امتراءٍ
– الشيخ:
بدت لي فيهِ
– الحضور: بدت فيهِ
– الشيخ:
بدت فيهِ، نعم
– القارئ: أحسن الله إليكم
بدتْ فيهِ السماءُ بلا امتراءٍ            كذاكَ الشمسُ تبدو والنجومُ
كذاكَ قلوبُ أربابِ التجلِّي            يُرَى فـي صفوِها اللهُ العظيمُ
وقد يُقالُ: فلانٌ ما في قلبِه إلَّا اللهُ، وما عندَه إلَّا اللهُ، يُرادُ بذلكَ: إلَّا ذكرُه ومعرفتُه ومحبتُه وخشيتُه وطاعتُه، وما يشبهُ ذلكَ، أي: ليسَ في قلبِه ما في قلبِ غيرِه مِن المخلوقين، بل ما في قلبِه إلَّا اللهُ وحدَه، ويُقالُ: فلانٌ ما عندَه إلّا فلانٌ، إذا كانَ يلهجُ بذكرِه، ويفضِّلُه على غيرِه.
وهذا بابٌ واسعٌ، معَ علمِ المُتكلِّمِ والمُستمِعِ أنَّ ذاتَ فلانٍ لم تحلّ في هذا، فضلاً عن أنْ تتَّحدَ بهِ، وهو كما يُقالُ عن المرآةِ، إذا لمْ تقابلْ إلَّا الشمسَ: ما فيها إلَّا الشمسُ، أي: لم يظهرْ فيها غيرُ الشَّمسِ.
وأيضاً فلفظُ الحلولِ يُرادُ بهِ حلولُ ذاتِ الشيءِ تارة، وحلولُ معرفتِه ومحبَّتِه ومثالِه العلميِّ تارة ًكما تقدَّمَ ذكرُه، وعندَهم في النبوَّاتِ أنَّ اللهَ حلَّ في غيرِ المسيحِ مِن الصالحين، وليسَ المُرادُ به أنَّ ذاتَ الربِّ حلَّتْ فيهِ، بل يُقالُ فلانٌ ساكنٌ في قلبي وحالٌّ في قلبي وهوَ في سرِّي، وسويداءِ قلبي، ونحوِ ذلكَ، وإنَّما حلَّ فيهِ مثالُه العلميُّ، وإذا كانَ كذلكَ فمعلومٌ أنَّ المكانَ إذا خلا ممَّن يعرفُ اللهَ ويعبدُه لمْ يكنْ هناكَ ذكرُ اللهِ ولا حلَّتْ فيهِ عبادتُه ومعرفتُه، فإذا صارَ في المكانِ مَن يعرفُ اللهَ ويعبدُه ويذكرُه ظهرَ فيهِ ذِكرُه والإيمانُ بهِ وحلَّ فيهِ الإيمانُ باللهِ وعبادتُه وذكرُه، وهو بيتُ اللهِ عزَّ وجلَّ فيُقالُ: إنَّ اللهَ فيه، وهو حالٌّ فيهِ.
كما يُقالُ: إنَّ اللهَ في قلوبِ العارفين، وحالٌّ فيهم، والمُرادُ به حلولُ معرفتِه والإيمانِ به ومحبتِه، ونحوِ ذلكَ، وقد تقدَّمَ شواهدُ ذلكَ، فإذا كانَ الربُّ في قلوبِ عبادِه المؤمنين، أي: نورُهُ ومعرفتُه، وعُبِّرَ عن هذا بأنَّه حالٌّ فيهم وهم حالُّون في المسجدِ قيلَ: إنَّ اللهَ في المسجدِ، وحالٌّ فيه، بهذا المعنى.
 كما يُقالُ: اللهُ في قلبِ فلانٍ، وفلانٌ ما عندَه إلَّا الله، كما قالَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- في الحديثِ الصحيحِ: (أما علمْتَ أنَّ عبدي فلاناً مرضَ فلو عُدْتُه لوجدْتَني عندَهُ).
وممَّا يزيدُ ذلكَ إيضاحاً ما يراهُ النائمُ مِن بعضِ الأشخاصِ.
– الشيخ:
إلى آخره، إلى آخره.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم.
– الشيخ:
 … مثل ما تقدّم … في قلبه، يعني هو في قلبه، محبوبه في قلبه، فقط وجوده العلميّ.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة