الرئيسية/فتاوى/توجيه حديث توسل الأعمى بالنبي عليه الصلاة والسلام
file_downloadshare

توجيه حديث توسل الأعمى بالنبي عليه الصلاة والسلام

السؤال :

نريد التّعليق على حديث الأعمى الذي أتى إلى النّبي وطلبَ مِن النّبي الدّعاء له.

التّعليق: يستدلُّ أهلُ البدع الذين يتوسّلون بالأنبياء والصّالحين في دعائهم، وربما استدلّوا بالحديث على دعاء الأنبياء على الشّرك، ولا حجّة لهم فيه؛ فإنّ الحديث -التّحقيق فيه- أنّه مِن قبيل التوسّل بدعاء النّبي، فالصّحابة كانوا إذا أجدبوا يطلبون مِن النّبي أن يستسقي لهم، فهم يتوسّلون بدعائه، قال عمر -رضي الله عنه-: "اللهمّ إنّا كنّا نتوسّلُ إليكَ بنبيّنا -يعني بدعائه- فتسقينا"، ثمَّ بعد موته يقول: "وإنّا نتوسّل إليكَ بعمِّ نبيّنا -يعني بدعائه- قُم يا عباس فادعُ".
هذا الأعمى جاء يطلب مِن النّبي أن يدعو له أن يردّ الله عليه بصره، فخيّره أن يصبر أو يدعو له، فقال: ادعُ، فالرّسول قال له: (ائتِ المطهرة وتوضّأ وصلّ ركعتين، وقل: اللهمّ إنّي أتوسّل إليكَ بنبيّكَ نبي الرّحمة اللهمّ شفّعه فيَّ) فيه "شفّعه" يعني يطلب مِن ربّه أن يستجيب لنبيّه في دعائه- (اللهمَّ شفعه فيَّ)، فلا حجّة لهم فيه.