الرئيسية/فتاوى/هل عدم سقوط الأمطار بسبب المعاصي
file_downloadshare

هل عدم سقوط الأمطار بسبب المعاصي

السؤال :

مِن بدايةِ فصلِ الشتاءِ لمْ تسقطِ الأمطارُ إلا مرةً واحدةً، فهل عدمُ سقوطِ المطرِ؛ لكثرةِ المعاصي؟ نرجو التوجيه حتى نسلم ونكون من عبادِهِ الصالحين.

الله أعلمُ، سقوطُ الأمطارِ أو القَحْطُ والجَدْبُ يكونُ ابتلاءً، ويكونُ عقوبةً، والمعاصي إجمالًا على سبيلِ الإجمالِ لا شَكَّ أنَّها سببٌ للحرمانِ، سواء باعتبارِ الفردِ أو باعتبارِ المجتمعِ.
والوضعُ العامُ فيه خَلَلٌ كثيرٌ ومعاصٍ ومجاهرةٌ ببعضِ الذنوبِ، فالواجبُ على الجميعِ أنْ يتوبوا إلى اللهِ، وأن يستغفروهُ، وأنْ يُكثروا مِن الاستغفارِ.
ولا نقولُ: أنَّ هذا يدلُّ على.. يدلُّ على وجودِ أسبابِ، ومثلِ هذهِ الأمور تكونُ عقوبات وتكون ابتلاءً، وَنَبْلُوَنَّكُمْ، الله يقولُ -خطابٌ للمؤمنين-: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155] ويقولُ سبحانه وتعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ [الروم:41] هذا وهذا.
فعلى العبادِ التّوبة إلى اللهِ دائمًا، دائمًا، الواجبُ على العبدِ والواجبُ على الجماعةِ المسلمةِ أنْ يتوبوا إلى الله، وأن يُحاسِبوا أنفسَهم، وأنْ يدعوا ربَّهم، وأنْ يُحسنوا الظنَّ باللهِ.
كما أنَّ المطرَ إذا جاءَ -لو جاءَتْ أمطارٌ هذا العام- نقول: ما شاء الله هذا يدلُّ على رضا اللهِ على النَّاسِ؟ لا، يكونُ ابتلاءً، وقد يكونُ بسببِ عفوهِ -سبحانه وتعالى- ولُطفِهِ ورَحمتِهِ.