الرئيسية/فتاوى/انتشار رسالة فيها شكر ليوسف عليه السلام
file_downloadshare

انتشار رسالة فيها شكر ليوسف عليه السلام

السؤال :

انتشرتْ عبرَ بعضِ مواقعِ التواصلِ رسائل تتحدَّث عن قصة يوسفَ عليهِ السلام، وهِيَ بالنَّصِّ التالي:
1- شكرًا يوسفُ مِن قصتِكَ تعلَّمْتُ أنَّ بعضَ الناسِ يكرهونَنَا لِمَزَايانا وليسَ لعُيوبِنا، فقدْ كرهوكَ لأنَّكَ جميلٌ وطيبٌ ولا تشبهُهم، والناسُ لا يريدونَ مَنْ يُذكِّرُهم بنقصِهم.
2- شكرًا يوسفُ مِن قصتِكَ تعلَّمْتُ أنَّ الطعنةَ تأتي أحيانًا مِن حيثُ لا نحتسبُ، وأنكَ حينَ سَلِمْتَ مِن الذئبِ لم تسلم مِن إخوتِكَ.
 3- شكرًا يوسفُ مِن قصتِكَ تعلَّمْتُ أنْ لا أقصُصَ على الجميعِ كلَّ خيرٍ وهبَنِي اللهُ إيَّاهُ؛ لأنَّ البعضَ عيونُهم ضيقةٌ وقلوبُهم أضيقُ، ينظرونَ إلى ما في أيدي الآخرينَ أكثرَ ممَّا ينظرونَ إلى ما في أيديهم.

4- شكرًا يوسفُ مِن قصتِكَ تعلَّمْتُ أنَّ المجرمينَ يَلبسونَ أحيانًا ثيابَ النَّاصحين..

إلى آخره..
يوسفُ عليه السّلام ليسَ هو الذي قَصَّ علينا القصةَ، قصةُ يوسف جَرَتْ بقدرِ اللهِ عليه وعلى والديهِ وعلى إخوتِهِ، وللهِ الحكمةُ البَالغةُ في ذلكَ، وأمَّا عِلْمُنا بها فهذا مِن خَبَرِ اللهِ ووحيهِ، خُتمَتْ السورةُ: ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ * وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:102-103]  فقلْ بدلَ هذا: شُكْرًا للهِ أنْ قَصَّ عَلَيْنَا وأخبرَنَا بقصةِ يوسف بما اشتملَتْ عليهِ مِن الفوائدِ.
أمَّا: "شكرًا يا يوسفُ" لا، لا، هذا غَلَط، يوسفُ ليسَ له.. فُعِلَ بِه أمورٌ؛ منها ما كانَ على أيدي إخوتِهِ، ومنها ما كانَ بسببِ المرأةِ، ومنها، ومنها، ابتلاءاتٌ، ابتلاءاتٌ، فأظهرَ اللهُ فضلَهُ وأكرمَهُ ورفعَ مِن شأنِهِ ونوَّهَ به، وقصَّ علينا قصّتَه.
هذا غلطٌ من يفعلُ ذلكَ "شكرًا يا يوسف" وأينَ يوسف تشكرُهُ وتُعبِّر عنه؟ فما جرى على يوسف هذا بقدرِ اللهِ ولَهُ الحكمةُ البالغةُ، وأمَّا علمنَا بما اشتملَتْ عليه القصَّةُ مِن الفوائدِ فهذا مِن نِعَمِ اللهِ علينا، فاشكرِ اللهَ.