الرئيسية/فتاوى/التمييز بين البلاء والعقوبة
file_downloadshare

التمييز بين البلاء والعقوبة

السؤال :

كيفَ يُمَيِّزُ الإنسانُ بينَ البلاءِ والعقوبةِ ؟

ما أنتَ بمشغول فيه، حاسبْ نفسكَ، وجاهدْ نفسكَ، والله أعلم، البلاءُ والعقوبةُ يمكن أنّه يبدو مِن بعضِ القَرائِنِ أحيانًا، يمكن يبدو أنَّ هذا عقوبة أو أنَّ هذا مَحْضُ ابتلاءٍ.
فنحنُ نقولُ مثلاً: ما جرى على المسلمينَ في يومِ أُحُدٍ هو بلاءٌ على أكثرِهم، ابتلاءٌ لأكثرِ النّاسِ، حتى الرّسولُ ابتلاءٌ للرّسولِ والصَّحابةِ، وهو عقوبةٌ للذين عَصَوا، عقوبةٌ للذين عَصَوا، الذين عَصَوا هو عقوبةٌ عليهم.
وقد يأتي العقابُ بسببِ معاص، بسببِ المعاصي الفاشيةِ، فتكونُ ابتلاءً للصَّالحين الذين لم تكن منهم معصيةٌ، فالشّيءُ الواحدُ يكونُ بلاءً على قومٍ وعقوبةً لآخرين.
وعلى الإنسانِ أنْ يُحاسِبَ نفسَهُ إذا ابْتُلِي بشيءٍ مِن هذا عليهِ أنْ يُحاسِبَ نفسَهُ ويستغفرَ ربَّهُ، ولا يُحسِن الظنَّ بنفسِه، يُزكيِّها، بعضُ الجهلةِ يقولُ: يا ربِّ أنا أيش الي مسويه [عملتُهُ] ! ؟
 
القارئ: أحسنَ الله إليكم، ويقولُ كذلك: وهل كلُّ بلاءٍ بعدَ ذنبٍ يكونُ عقوبةً ؟
الشيخ:
ممكن، يمكن عقوبة، ويُلاحظُ أنّه بالنّسبةِ للمؤمنِ يكون عقوبة يكون فيها تمحيصٌ لَه وتطهيرٌ، يُكَفِّرُ اللهُ بها حتى الشّوكة؛ (لا يُصيبُ المؤمنَ هَمٌّ ولا غَمٌّ ولا نَصَبٌ ولا حَزَنٌ، حتى الشّوكةُ يُشاكُها إلا كفَّرَ اللهُ بها) الحمدُ لله، كلمةٌ "عقوبة" لا تعني السَّخَطَ والغضبَ مِن اللهِ تعالى على عبدِهِ، لا، يكونُ فيها تمحيصٌ وتطهيرٌ، تطهيرٌ لَه، المؤمن لَه حالٌ، أمَّا ما يصيبُ الكفرةَ فهو عقوباتٌ تنزل بهم؛ وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ [الرعد:31] قَوارِع.