الرئيسية/فتاوى/كيف ينهى الرجل عن المعاصي مع وقوعه فيها
file_downloadshare

كيف ينهى الرجل عن المعاصي مع وقوعه فيها

السؤال :

كيفَ نوفِّقُ بينَ قولِكم: أنَّ المبتلَى بالمعاصي عليهِ أنْ ينهى النَّاسَ عنها ولو كانَ مُبتلىً بها، معَ قولِهِ تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:3] ؟

لا إله إلا الله، المقتُ متوجِّهٌ إلى فعلِ المخالف، لا إلى القولِ الحقِّ، مثل: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ [البقرة:44] الإثم أو اللَّوم لقوله: وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ يعني ما هو متوجِّهٌ إلى قوله: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ العتبُ والإنكارُ متوجِّهٌ ومتعلِّقٌ بقوله: وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ أمَّا الأمرُ بالبرِّ فهو حقٌّ، حتَّى يقول بعضُ أهل العلم يقولونَ: إنَّه على -يعني مبالغة في تقرير هذا المعنى- يقولون: الَّذي يشربُ الخمرَ مع آخرين معَ شاربين عليه أن ينهاهم، يقول: "خافوا اللهَ، اتَّقوا اللهَ" فلو قالوا له: "طيِّب أنت الآن …" قالَ: "أعوذُ بالله أنا مبتلىً بهذا عسى اللهُ يعينني على تركِه" وهذا مدخل، يعني كونك، هاتوا -يمكن بعض الأشياءِ يمكن ما تتَّضحُ فيها الصورةُ، هات الغيبة الَّتي نُبتلَى بها كثيرًا، نُبتلَى بالغيبة كثيرًا في الحديثِ مع النَّاس، أيليقُ أنَّنا لا ننهى عن الغيبةِ؟ يصحُّ؟ نجاهدُ أنفسَنا، علينا واجبٌ، واجب أنْ نجاهدَ أنفسنا في اجتنابها والتحرُّزِ منها، وعلينا أن ننهى الآخرين .