أمّا كونهم "الجنّ فوقَ بعضِهم من غيرِ تماسٍ" ما ندري عنهم تماس ولا مِن غير تماس، هذا أمرٌ سهلٌ ولا يعنينا، المهمّ أنّ الجنّ يترادفون بعضهم فوقَ بعضٍ، ويبلغون ما شاءَ اللهُ في الهواء وفي السماءِ ويسترقون السمع.
ويقول الله عنهم -سورة الجنّ فيها ذكر لبعض أمور الجنّ وقد تكلّموا بذلك عن أنفسهم-: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَاْ، وذكر ما قالوه: وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ، وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ إلى قولِهِ: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ، وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا [الجن:1-9] فالأمرُ سهلٌ، يعني مِن غير تماسٍ أو بتماس هذا الأمر لا يترتّب عليه شيء .