الرئيسية/فتاوى/حكم اجتماع الطلبة في ما يسمى يوم الهمة لمراجعة القرآن
file_downloadshare

حكم اجتماع الطلبة في ما يسمى يوم الهمة لمراجعة القرآن

السؤال :

نودُّ سؤالَكُم حول ما جرتْ عليهِ كثيرٌ من دورِ التَّحفيظ أو حلقات التَّحفيظِ مؤخرًا من عقدِ فعاليَّةٍ بعنوان “يومُ الهمَّة” بحيث يُخصصُ يومٌ لمراجعة وتثبيت حفظ الطَّالباتِ منسوبات الدارِ وغيرِهِم مِن أهالي الأحياء، ويتمُّ عرضُ الحفظُ على معلمات متمكنات طوال اليوم من الصَّباحِ إلى المساء، وبعضهم أقلُّ مِن ذلكَ وبعضُهُم أطولُ مِن ذلك، وتتفاوتُ فيه نسبةُ الأجزاء المحفوظة مِن ثلاثة أجزاءِ إلى خمسةَ عشرَ وأحيانًا القرآنُ كاملاً، فتكونُ المراجعةُ سردًا على المعلمةِ أو المعلمِ، أو اختيار مقاطع عديدة تشملُ النِّصابَ الكاملَ لكلِّ طالبةٍ، والهدفُ مِن ذلك كلّه مراجعةُ القرآن وتثبيتُهُ، فما رأيكم بهذه الطَّريقة ؟

الحمدُ لله، سبقَ أني سُئِلتُ يعني معنى هذا السؤال، لكن بشيءٍ مِن الإجمالِ، وقلتُ: إنَّ تعييِّنَ يوم باسمِ “يوم الهمة” يعني فيه ما يُشعِرُ بالبِدعةِ، “يومُ الهمةِ” فيه يعني تخصيصٌ بهذا الاسم، وكذلك لاحظتُ فيه يعني أنَّه يتضمَّنُ الإفراطَ في تلاوةِ القرآن، الرَّسولُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- نهى عن أنْ يُقرأَ القرآنُ بأقلَّ من ثلاثةِ أيامٍ، وهذا يسردُ القرآنُ يعني كلُّهُ، هذا يجرُّ إلى الإفراطِ في التّلاوةِ وفي أداءِ القرآنِ.
أمَّا تعيينُ يومٍ لمراجعةِ الحفظِ فهذا مَطلبٌ؛ لأنَّنا نوصي الطّلابَ والطَّالباتِ نوصيهم بتعاهدِ القرآنِ ومراجعتِه بأنفسهم أو كذلك بتخصيصِ يومٍ من قِبَلِ المعلمين والمعلمات، تخصيصُ يومٍ لمراجعةِ القرآنِ يُراجع كلّ حفظه، من يَحفظُ جزءا أو جزأين أو ثلاثة.
لكن لا يصحُّ أنَّ مَن كان حافظًا للقرآنِ يمكن يُقَسطُ عليه بيومين، ما المانعُ؟ يعني ليسَ بلازم أن نحشر المراجعةَ في يومٍ واحدٍ، الذي يحفظ جزءا وجزأين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو خمسة عشر ممكن أنَّه.. لكن نحشرها يعني نحشرُ المراجعةَ في يومٍ معيَّنٍ، ممكن أن يجعلَ للمراجعةِ يومين، ما المانع؟ التزامُ يومٍ معيَّن ثم نجعلُ له عنوانا هو “يومُ الهمةِ”، “يومُ الهمَّة” هذه مِن أين جاءتْ؟ يعني هذا يؤدِّي إلى أن يكون هناكَ يوم له خصوصيَّةٌ، يومُ الهمَّة، والأيام الأخرى هي يعني أيام.. يعني مَن عنده همةٌ قويةٌ فكلُّ أيامه أيامُ همَّة، مَن تكون عنده همةٌ عاليةٌ وعزيمةٌ صادقةٌ فكلُّ أيامِهِ أيامُ همة.
أنا أقترحُ أن يكونَ “يوم المراجعة” اسم طبيعيّ مُعبِّر، حتى إذا سمَع الإنسانُ “يوم الهمة” لابدَّ يسأل يقول: أيش [ما] معنى الهمة؟ وتبغى لها ترجمة وتبغى لها شرح [تحتاجُ ترجمة وشرحًا]، لكن “يوم المراجعةِ” سمِّه بالاسمِ الدالِّ على مقصودِه، وجزى الله القائمين على تحفيظِ القرآنِ وتعاهد الطّلابِ والطَّالبات بمراجعةِ حِفظهم، جزى الله الجميعَ خيرًا، وسدَّدَ الله الجميع.

طالب: في حالِ تغييرِ الاسمِ ليومِ المراجعة، يكونُ فيه ما يكونُ في اليوم يعني الذي كان يُسمَّى سابقًا “يوم الهمّة” أو غير ذلك؟
الشيخ:
يومُ مراجعة، يومُ مراجعة.. وش فيه؟ يوم المراجعة مُعدَّل
طالب: ويُقرأ فيه القرآن كاملا في يوم؟
الشيخ:
لا يُعجبني أن يُجعَل من برنامجِ هذا اليوم تلاوةُ القرآنِ كاملاً، ما ينبغي أن يُلتزم هذا، يُجعل في يومين، المراجعة تكون في يومين حتى يَقرأ القارئ أو القارئة تقرأه قراءةً هادئةً يعني ليسَ فيها إجهادٌ لأنفسهم وإفراط في أداءِ القرآن.

طالب: أحسن الله إليكم، بعضُ الإخوة يعني جرَّبوا مثل هذا، يقول: أنه يَقرأ القرآن كاملاً يعني في خمس عشرة ساعة بطريقة يعني مُرَتَّلة ولا يكون فيها مشقَّة.
الشيخ:
هذي حالات يعني فردية خاصّة، لكن هذا يُجعل برنامجا، أمّا واحد يعني له طبيعة خاصّة هو أعلمُ بنفسه، إذا استطاعَ أن يقرأ القرآن هذا للتعبِّدِ، أمَّا في المراجعةِ يُراجِعُ مع نفسه بكيفه، لكن هذا عبارة أمر مطلوبٌ من الحافظِ أن يَقرأ القرآن في يوم، ولا يلزم أنَّ كلَّ حافظٍ للقرآنِ يُمكنه أن.. لابدّ إذا كانت يعني مقدرتُه في التلاوة لابدَّ أن يشدّ على نفسه، ويُجهد نفسَه، ويُبالغ في سرعة التّلاوةِ، فننصح أن يكونَ يومُ المراجعةِ وأن يُجعل يعني المطلوب مِن كلِّ طالب بحسبِ ما يتيسرُ له مِن غيرِ أن يُفرضَ عليه مثلاً.. خصوصًا من يكون حافظا القرآن كاملاً، إن تيسرَ أن يقرأهُ في ذلك اليوم بدون عناءٍ وبدون تكلُّفٍ، وإلا يُجعل في يومين والحمدُ لله، لا بأس .