الرئيسية/فتاوى/حكم الأخذ من كتب المبتدعة
file_downloadshare

حكم الأخذ من كتب المبتدعة

السؤال :

هناكَ مَن يقول: لا بأسَ بالأخذ مِن كتبِ الصّوفيَّةِ والأشاعرةِ ونحوهم، وحجَّتُهم بهذا أنَّنا نأخذُ مِن كتبِ الحافظِ ابنِ حجرٍ والنوويِّ وكذلكَ بأنَّ أبا هريرةَ أخذَ العلمَ مِن الشيطان.

بسمِ اللهِ، أعوذُ باللهِ مِن الشّيطانِ، تعبيرٌ قبيحٌ؛ أخذَ العلمَ مِن الرَّسولِ ما أخذَه مِن الشَّيطانِ. أقول: أبو هريرةَ أخذَ العلمَ مِن الرَّسولِ، ما نقول أخذَه من الشيطانِ، لكنَّ الشَّيطانَ لما صار عندَه المعلومة وقال لأبي هريرة عرضَ الأمرَ على الرسولِ فأقرَّه بس [فقط]، إذاً المصدر الحقيقيٌّ لهذا العلم الذي يذكر هو الرسول، والشَّيطان والفاسد قد يعلم مِن الحقِّ ما يعلم، فإذا قُدِّرَ أنَّ الإنسانَ سمعَ معلومة مِن فاسقٍ أو كافرٍ أو جنيٍّ يسأل عنها، إن كانَ الشَّرعُ يقرُّها خلاص، يصير المعوّل على الشرع ما هو على كلام الشَّيطان، كلام، أخذ العلم عن الشيطان! تعبيرٌ قبيحٌ، نعم.

القارئ: هي تسألُ عن أخذِ كتبِ الصوفيَّة..
الشيخ:
الذي عنده بصيرة وعنده معرفة في عقيدة أهل السُّنَّة: فلا عليه أن يأخذ الفوائد مِن هذه الكتب وهذه المصادر، أمّا مَن لا بصيرةَ له: فينبغي أن يسترشدَ بِمَن يثقُ به مِن أهلِ العلمِ؛ ماذا يقرأ؟ ماذا يأخذ؟ وماذا يترك؟ فالعلماءُ يرجعون للمصادر والكتب، يقرؤون كتبَ الصّوفيّة وكتب مذاهب المتكلِّمين، ولكنَّهم عندهم فرقان، أمّا مَن لا فرقان له: فلا ينبغي أن يقرأ بلا بصيرة ولا معرفة .