الرئيسية/فتاوى/الرد على كلام ابن الجوزي في لجوئه إلى قبور الصالحين
file_downloadshare

الرد على كلام ابن الجوزي في لجوئه إلى قبور الصالحين

السؤال :

ما رأيكم بهذه العبارة لابن الجوزي، قال : " كَثُرَ ضجيجي مِن مرضي وعجزتُ عن طبِّ نفسي، فلجأتُ إلى قبورِ الصَّالحين وتوسّلتُ في صلاحي، فاجتذبني لطفُ مولاي بي إلى الخلوةِ على كراهة مني، وردَّ قلبي علي بعد نفورٍ مني "  ؟

أما قوله : " لجأتُ إلى قبور الصَّالحين " فهذا يعني باطلٌ وخطأ منه رحمه الله وعفا عنا وعنه وتاب الله، ولعلَّه لجأ إلى قبور الصَّالحين ليدعو عندها ، والدّعاء عند قبور الصَّالحين ليس بمشروع ، تحرّي الدّعاء عند قبور الصَّالحين هذا بدعة منكرٌ، لكنَّه يقع مِن كثير مِن النَّاس، فهذا يُعتبرُ إذا صحَّ عن ابن الجوزي فهو مِن أخطائه ؛ فلا يُتابعُ عليه ولا يُغترّ به رحمه الله، هذا في ما يتعلّق بقوله: "لجأت إلى قبور الصَّالحين" .
وأما قوله : " توسلتُ في صلاحي " العبارة فيها إشكال ، يعني ما هي بواضحة ، توسّلتُ يعني توسَّل إلى الله بصلاحه ؛ أي بعمله الصَّالح، إذا كانَ هذا معناه : فالتّوسلُ إلى الله بالعمل الصَّالح مشروعٌ كما في حديث الثلاثة ، وإن كان يريدُ " توسلتُ إلى الله بصلاحهم -بصلاحهم-" : فهو توسلٌ بعمل الغيب، فهو أيضًا كذلك بدعة ، ليس للإنسان أن يتوسَّلَ بعمل غيره ، لا ؛ يتوسَّل بعمله الصَّالح كما في حديث الثلاثة.
على كلِّ حال العبارة هذه بكمالها يعني مدخولة ومعلولة ، فلا يُغترُّ به ولا يُتابعُ عليه ، عفا الله عنا وعنه ، لكن السَّائل ما أحال على الموضع مِن أين اخذ هذه العبارة ؟ والعبارة طويلة يعني تبغى لها شرح ؛ يقول أنَّه مرض مرضًا شديدًا وأنَّه كثرَ ضجيجه ، يمكن توجعه إلى آخره. المهم النقطتين التي قلناها ؛ قوله : لجأتُ إلى قبور الصَّالحين، وتوسَّلتُ بصلاحي أو بصلاحهم .
 
طالب: الذهبي يقول أنَّ الدّعاء عند قبور الصَّالحين مجرَّب أنَّه مجاب .
الشيخ:
غلط منه، مجرب ! يقول بعضهم : قبر فلان مِن الصَّالحين ترياق مجرَّب ! هذا وسيلة إلى الشّرك ، بدعة ، إذا كان يدعو الله إذا كان المقصود أنَّه يدعو الله عنده ، يعني يزعم أنَّ قبر العبد الصَّالح يعني مكان مِن الأمكنة التي يُستجاب عندها أو فيها الدّعاء ، هذه بوابة الشّرك الأكبر ، مدخل عفا الله عنا .
 
القارئ: يبدو أن هذا مِن " صيد الخاطر" .
الشيخ:
إي ما هو بعيد فيه علل، الكتاب هذا فيه إشكالات .