الرئيسية/فتاوى/حكم إعطاء المال للأبناء المحتاجين دون إخبار إخوانهم الأغنياء
file_downloadshare

حكم إعطاء المال للأبناء المحتاجين دون إخبار إخوانهم الأغنياء

السؤال :

رجلٌ غنيّ وإذا طلبَ منه بعضُ أولاده مالًا يوافقُ على ذلك على شرطَ أن يكونَ المالُ دينًا وليس هبةً ، وسببُ ذلك هو أنَّه يريدُ العدلَ بين أولاده ، حيث إنَّه لا يريدُ أن يعطي أحدًا دون الآخر ، ولكن هناك مِن أولاده مَن هو غنيٌّ ولا يسأله المالَ وليسوا بحاجة إلى مال أبيهم ، فهل يجبُ أن يبلغ الأولاد الأغنياء أنَّه سيُعطي مالاً لأولاده المحتاجين ؟

المحتاجين ، كلمة "محتاجين" يعني محتاجين إلى أيش [ماذا] ؟ إلى النَّفقة ؟ هذا يجبُ عليه أن يُنفق عليهم ، أمَّا إذا كانوا محتاجين إلى مالٍ يتوسَّعون فيه ويتصرَّفون ويُتاجرون أو يشترون أشياء نافلةً زائدةً فينبغي أن يُطلعَ إخوانَهم المستغنين على ذلك لتطييبَ نفوسُهم ، قد يكون الإنسانُ وإن كان هو غنيًا وعنده مالٌ يمكن أنَّه يرغبُ أن يُعطى مثل ما أُعطي الآخرُ مِن إخوانه، يعني طبائعُ النَّاس ورغبات النَّاس تختلف، فالحاصلُ إذا كان يعلمُ أنَّ أولادَه أولئك الي [الذين] أحوالهم طيبة أنَّ نفوسهم تطيبُ أن يُعطي إخوانهم الذين هم دونهم أن يعطيهم والدُهم ما يحتاجون إليه لبعض أمورهم : فلا حرج ، الحمد لله ، المقصوُد تحقيقُ العدل وطيب النّفوس، وإذا طابت نفوسُ الآخرين : فلا يلزم أن يجعله دينًا على أولئك ، لكن لابدَّ أن يعرفَ أنَّ نفوسَهم طيبةٌ تمامًا، وهذا في الغالب في الأعطيات التي تكون جزلة ، أما في الأعطيات الجزئيَّة اليسيرة لا يلتفتُ إليها أكثرُ النَّاس ، وهذا يختلفُ باختلاف أحوال النَّاس الماليَّة، وقد يكون القليلُ كثيرًا في نفوس بعضهم .