الرئيسية/فتاوى/الجمع بين ثناء الله على الموفين بالنذر مع كراهيته للنذر
file_downloadshare

الجمع بين ثناء الله على الموفين بالنذر مع كراهيته للنذر

السؤال :

إذا كانَ النَّذرُ مكروهًا فكيفَ يمتدحُهم اللهُ جلَّ وعلا بقولِهِ: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} [الإنسان:7] ؟

 “فكيف” هذه ما تصلح تقول: “فكيف”، “إذا كانَ مكروهًا فكيف الله..”، يعني كأنَّه اعتراضٌ، العبارة لا تصلحُ أن تكون.. كيف اللهُ يأمرُ.. الَّذي أثنى على الموفين بالنَّذر هو الَّذي نهى عن النَّذر، الَّذي قالَ صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَن نذرَ أن يطيعَ اللهَ فليطعْهُ) هو الَّذي قالَ: (النَّذرُ لا يأتي بخيرٍ، وإنَّما يُستخرَجُ بهِ مِن البخيلِ)، فالسُّنَّةُ دلَّتْ على كراهة النَّذر، وقالوا بالتَّحريم ؛ لأنَّ اللهَ قال: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ [التوبة:75-76] ، خصوصًا النَّذرُ المعلَّقُ على شيءٍ، مثل مَن يقول: “إنْ شفى اللهُ مريضي، صمْتُ شهرًا”، أو: “تصدَّقْتُ بألفٍ”، أو ما أشبهَ ذلك، يُستخرَجُ، يعني كأنَّه يشترطُ على ربِّه “إنْ شفى اللهُ مريضي فعلْتُ كذا وكذا من .. فهذا خطرٌ، مَن نذرَ نذرًا على هذه الصِّيغة فمِن الخطرِ ألَّا يوفيَ؛ لأنَّه يدخل في هذا الوعيدِ الشَّديد: فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ [التوبة:76].