تفسير آية "ولا يَزالونَ مُختلِفين" وآية "ولذلكَ خلقهم"
السؤال : قالَ أحدُ طلبةِ العلمِ: قالَ كثيرٌ مِن المُفسِّرينَ لقولِهِ تعالى: وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود:118-119] أنَّ قولَهُ تعالى: وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ اختلفَ فيهِ النَّاسُ فقالَ بعضُهم: خلقَهم ليختلفَ بعضُهم عن الحقِّ ويوافقَهُ آخرونَ فيرحمُ اللهُ الَّذينَ وافقُوهُ ويعذِّبُ الَّذينَ خالفُوا الحقَّ، فتكونُ "اللَّامُ" لتعليلِ الإرادةِ الكونيَّةِ مِن خلقِ الخلقِ، وقالَ آخرونَ: بل هيَ الإرادةُ الشَّرعيَّةُ أي: خلقَهم يريدُهم أنْ يوافقُوا الحقَّ كلُّهم .
الجواب : لا، لا، اللَّام للتَّعليلِ بالإرادةِ الكونيَّة، هذا ما حرَّرَه شيخَنا الشَّيخ الشّنقيطي في الجمع بينَ هذه الآيةِ وآيةِ:
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] .