الرئيسية/شروحات الكتب/نونية ابن القيم/(143) فصل في حلي أهل الجنة
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(143) فصل في حلي أهل الجنة

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: الثّالث والأربعون بعد المئة

***    ***    ***

- حلي أهل الجنة [1] - زيادة من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل [2] - استحالة إطالة الغرة في الوضوء [3] - بعض صفات حور العين [4] - ضبط كلمة القربان [5] - معنى قاصرات الطرف [6] - غض البصر عن نساء الدنيا المتبرجات [7]

 
 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أمَّا بعدُ فقالَ ابنُ القيِّمِ -رحمَهُ اللهُ تعالى-:
فصلٌ: في حُليِّ أهلِ الجنَّةِ.

والحَلْيُ أصفى لؤلؤٍ وزبرجدٍ  …     
– الشيخ: اللؤلؤ في القرآن أمَّا الزبرجد ..
القارئ:
                                    …     وكــذاكَ أسورةٌ مِن العقيانِ
ما ذاكَ يختصُّ الإناثَ وإنَّما        هوَ للإناثِ كذاكَ للذُّكرانِ
التَّاركينَ لباسَهُ في هـذهِ الدُّ         نيا لأجــلِ لباسِهِ بجنانِ

– الشيخ: الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
– القارئ:
أوَ مَا سمعْتَ بأنَّ حليتَهم إلى           حيثُ انتهاءِ وضوئِهم بوزانِ
– الشيخ: تبلغُ الحليةُ من المؤمنِ ما يبلغُ الوضوءَ.
– القارئ:
وكذا وضوءُ أبي هريرةَ كانَ قد           فازَتْ بهِ العضدانِ والسَّاقانِ
– الشيخ: يعني يرفع يرفع أبو هريرة كان يبالغُ يغسلُ عَضُض، فازت به العضدان والساقان.
– القارئ:
وسواهُ أنكرَ ذا عليـهِ قائلاً         ما الساقُ موضعُ حُليةِ الإنسانِ
ما ذاكَ إلَّا موضعُ الكعبَينِ والز     ندَينِ لا الساقـانِ والعضـدانِ
ولذاكَ أهلُ الفقهِ مختلفونَ فـي      هـذا وفيــهِ عندَهُـم قـــولانِ
 

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 حلي أهل الجنة
- الشيخ: الله أكبر في حُليِّ أهل الجنّة يلبسون، يُحلَّون فيها يُحلَّون فيها من أساورَ مِن ذهبٍ ولؤلؤ، يُحلَّونَ فيها يُحلَّون فيها من أساورَ من ذهبٍ ولؤلؤٍ ولباسُهم.
- القارئ:
2 زيادة من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل
- الشيخ: يعني في مسألة فهم الغُرَّة والتحجيل وهذا يرجع إلى الرواية: (مَن استطاعَ منكم أنْ يُطيلَ غُرَّتَهُ وتحجيلَهُ فليفعلْ)، ومنهم من يقول أنَّ هذا مرفوع من كلامِ الرسولِ ومنهم من يقول لا هذا من قول أبي هريرة وهو الَّذي ذكرَهُ ابنُ القيِّمِ وسيذكرُه الآنَ في هذهِ الأبياتِ، (وإنَّ أُمَّتي يأتونَ يومَ القيامةِ غُرَّاً مُحَجَّلينَ مِن آثارِ الوضوءِ فمَن استطاعَ منكم أنْ يُطيلَ غُرَّتَهُ وتحجيلَهُ فليفعلْ)، لا إله إلَّا الله.
- القارئ:
ولذاكَ أهلُ الفقهِ مختلفونَ في           هـذا وفيهِ عندَهُـم قولانِ
والراجحُ الأقوى انتهاءُ وضوئِنا           للمرفقَينِ كذلكَ الكعبـانِ
هذا الَّذي قدْ حدَّهُ الرَّحمنُ في الـ           ـقرآنِ لا تعـدلْ عن القرآنِ
فاحفظْ حدودَ الربِّ لا تتعدَّهــا            وكذاكَ لا تجنحْ إلى النُّقصـانِ
وانظرْ إلى فعلِ الرسولِ تجدْهُ قـدْ         أبدى المُرادَ وجاءَ بالتبيانِ

- الشيخ: عليه الصلاة والسلام، الله أكبر الله أكبر، رحمه الله، الله أكبر مقدرة على التعبيرِ والآن ذكر القضيّة وذكر الخلاف وذكر ورجَّح وذكر الدليل.
القارئ:
وانظرْ إلى فعلِ الرسولِ تجدْهُ قـدْ         أبدى المُرادَ وجاءَ بالتبيـانِ
- الشيخ: صلَّى الله عليه وسلَّم، اللَّهم صلِّ وسلِّمْ، نعم.
- القارئ:
ومَنِ استطاعَ يطيلُ غرَّتَهُ فمو           قوفٌ على الراوي هوَ الفوقاني
- الشيخ: أبو هريرة .
- القارئ:
فأبو هريرةَ قالَ ذا مِن كيسِـهِ           فغدا يميِّزُهُ أولـو العرفــانِ
- الشيخ: أهل العلم هم الَّذين الأئمة ميَّزوه وقالوا هذا من قول أبي هريرة، أعد البيت.
القارئ: 
فأبو هريرةَ قالَ ذا مِن كيسِـهِ           فغـدا يميــزُهُ أولـو العرفـانِ
ونعيمٌ الراوي لهُ قدْ شكَّ فـي          رفعِ الحديثِ كذا روى الشيباني
وإطالةُ الغرَّاتِ ليسَ بمُمكــنٍ          أبـــداً وذا فـي غايـــــةِ التبيانِ
 
3 استحالة إطالة الغرة في الوضوء
- الشيخ: الغُرَّة كيف تكون الغُرَّة؟ غسل الوجه وبس حدود الوجه معروفة، إطالة الغرة هنا تقتضي أن أن يغسل مُقَدَّم رأسه، محلَّها ما هو محلُّ زينة.. أعد أعد البيت، أعد البيت الأخير.
- القارئ:
وإطالةُ الغرَّاتِ ليسَ بمُمكنٍ          أبـداً وذا فـي غايةِ التبيـانِ
- الشيخ: رحمه الله، نعم بعده.
- القارئ: فصلٌ: في صفةِ عرائسِ الجنَّةِ وحسنِهنَّ وجمالِهنَّ ولذَّةِ وصالِهنَّ ومهورِهنَّ.
 
4 بعض صفات حور العين
- الشيخ: والله.. ويُمعن يُمعن في هذا الفصل، الله أكبر الله أكبر، يا طالب الحور الحسان يا طالب الحور الحسان وطالب.
يا خاطــبَ الحورِ الحسـانِ وطالبــاً         لوصالهــنَّ بجنَّــةِ الحيـوانِ
لو كنْتَ تدري مَن خطبْتَ ومَن طلبْـ        ـتَ بذلْتَ ما تحوي مِن الأثمانِ
اللهُ يذكرُ الحورَ الأزواج يذكرُها في مواضعَ كثيرةٍ، في سورةِ البقرة وفي سورةِ آل عمران وفي سورٍ عديدة ٍكما في سورةِ في سورٍ كثيرةٍ في الطورِ والواقعةِ وسورةِ النبأ: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا[النبأ31-33]
وأزواجٌ مُطهَّرةٌ أزواجٌ مُطهَّرةٌ، لا إله إلَّا الله، ويُذكرْنَ بهذا الوصفِ: الحور، وقصر الطرف: قاصرات الطرف، وعندهم قاصراتُ الطرفِ، يعني وصفَهنَّ بأنَّهنّ عين وحور وقاصرات الطرف، وسيُطربُ ابنُ القيّمِ نأخذُ بعضه فصل طويل كذا؟

- القارئ: أي نعم، أحسن الله إليك.
يا مَن يطوفُ بكعبةِ الحُسنِ الَّتي        حفَّتْ بذاكَ الحِجرِ والأركانِ
ويظلُّ يسعى دائماً حولَ الصَّفــا        ومُحسِّرٌ مسعـاهُ لا العلمانِ
ويرومُ قربانَ الوصالِ على مِنــى       والخيفُ يحجبُهُ عن القُربـانِ

- الشيخ: عن ال كأن القِربان عندك ولا القُربانِ؟
- القارئ: قُربان، أحسن الله إليك
- الشيخ: بالضم؟
- القارئ: إي نعم، أحسن الله إليك
 
5 ضبط كلمة القربان
- الشيخ: القُربان لا ما هو قِربان، قَرُبَ منه قِربان وقُربان هو ما يُتَقَرَّبُ به يظهر أنَّه، ما علّقوا عليها بشيء؟
- القارئ: ما ذكروا شيء أحسن الله إليك.
- الشيخ: لكن شوف أبو أيوب قُربان قِربان، إذا القِربان هو القُرب من الشيء لا تقربه، فإن القِربان من من القرب من الشيء، والقُربانُ هو ما يُتَقَرَّبُ به.
- طالب: الشيخ الهرَّاس فسَّرَها بالقرب.

- الشيخ: من الشيخ؟
- طالب: الشيخ عبد الله محمد خليل الهرَّاس فسَّرها بالقُرب.

- الشيخ: خليل وش [ما] فسَّرها؟
- طالب: بالقُرب وليس القُربان.

- الشيخ: أي بس كسرها ولا ضمها بس [فقط]؟
- طالب: هي غير مضبوطة لكن في شرح الأبيات علَّق عليها بالقُرب.

- الشيخ: من القُرب نعم من القُرب من الشيء نعم هو كذلك نعم.
- طالب: ضمة يا شيخ، القُربان كلُّ ما يُتقرَّبُ به إلى الله عزَّ وجلَّ.

- الشيخ: خلص هذا القُربان لكن هنا ليس المُراد التقرُّب، يُراد القرب من الشيء، والخَيْفُ يَحجُبُهُ  يَحجُبُهُ من القِربانِ، ما يستطيع يَقْرُب ما يَقْرُب نعم.
- القارئ:
فلذا تراهُ مُحرَّماً أبداً ومـو          ضعُ حلِّهِ منهُ فليسَ بدانِ
يبغي التَّمتُّعَ مفرداً عن حِبِّهِ       متجرِّداً يبغي شفيعَ قِـرانِ

- الشيخ: هذا تمهيد للموضوع الكبير.
- القارئ:
فيظلُّ بالجمراتِ يرمي قلبَهُ            هذي مناسكُهُ بكلِّ زمانِ
- الشيخ: لا لا، هذه مدى الأزمان، عندكم أيش [ماذا]؟ هذي مناسكُهُ؟
- القارئ: بكلِّ زمانِ
- الشيخ: عندكم كذا الكلّ؟
- الحضور: نعم.

- الشيخ: كلِّ زمانِ؟
- الحضور: نعم.

- الشيخ: أنا أحفظها مدى الأزمان، هذي مناسكه هذي مناسكه بكلِّ زمان، لا الصواب مدى الأزمان مدى الأزمان، نعم ما في تعليق؟ فُروق بين النسخ؟
- القارئ: ما ذكروا شيئا -أحسن الله إليك- لكن في نسخة الشيخ الهرَّاس قال: هذي مناسكُهُ وكلُّ زمانِ، يعني أبدلَ الباءَ بالواوِ
- الشيخ: لا لا هذي مناسكه هذي مناسكه بكلِّ زمان، ما يخالف مشي..
- القارئ:
والناسُ قدْ قضَّوا مناسكَهم وقـدْ         حثُّوا ركائبَهم إلى الأوطـانِ
وحدَتْ بهِم هِممٌ لهُـم وعزائــمٌ           نحوَ المنازلِ أوَّلَ الأزمــانِ
رُفِعَتْ لهم في السيرِ أعلامُ الوصا      لِ فشمّرُوا يا خيبةَ الكسلانِ
ورأَوا على بعدٍ خياماً مُشــرِفا        تٍ مُشرِقاتِ النورِ والبرهانِ
فتيممُوا تلكَ الخيامَ فآنسُوا            فيهــنَّ أقمـاراً بِلا نُقصانِ

- الشيخ: كلَّ هذا يعني تصوير يعني وتخيُّل لطلَّابِ لأهلِ الهممِ العاليةِ طُلَّابِ الجنَّة طُلّاب النعيم المقيم، الله أكبر الله أكبر، رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران:194]
ورأوا على بُعدٍ نعم ورأوا..

- القارئ:
ورأَوا على بعـدٍ خيامــاً مُشـــرِفا     تٍ مُشرِقاتِ النورِ والبرهــانِ
فتيممُــوا تلكَ الخيــامَ فآنسُــوا        فيهـنَّ أقمــاراً بِلا نقصــانِ
مِن قاصراتِ الطرفِ لا تبغى سوى   محبوبَها مِن سائرِ الشُّبَّـانِ
قصرَتْ عليهِ طرفُها مــن حسنِـهِ     فالطرفُ في ذا الوجهِ للنسوانِ
أو أنَّها قصــرَتْ عليهــا طرفـَـهُ      مِن حسنِها فالطرفُ للذكـرانِ
 
6 معنى قاصرات الطرف
- الشيخ: يُفسِّر قاصرات الطرف، الطرف قاصرات طرفهنَّ على أزواجهنَّ لحُسنهم أو قاصرات أو قاصرات طرف أزواجهنَّ عليهن من حُسنهنَّ، قولانِ قولانِ للمفسِّرين، قاصراتُ الطرفِ يعني قاصرات طرفهنَّ على أزواجهنَّ لحُسنِهِم، أو قاصراتُ طرفِ أزواجهنَّ عليهنَّ لحُسنهنَّ.
- القارئ:
قصرَتْ عليهِ طرفُها مـن حسنِـهِ       فالطرفُ في ذا الوجهِ للنسوانِ
أو أنَّها قصــرَتْ عليهـا طرفـَــهُ        مِن حسنِها فالطرفُ للذكـرانِ
والأوَّلُ المعهـودُ مِن وضعِ الخطـا     بِ فلا تَحِدْ عن ظاهرِ القـرآنِ

- الشيخ: يعني أنَّ هذا الطرف للنساء، قاصرات طرفهنَّ على أزواجهنَّ لحسنهم.
- القارئ:
ولربَّما دلَّـتْ إشارتـُـهُ على الثـــ        ـــــاني فتلكَ إشـارةٌ لمعــانِ
هذا وليسَ القاصراتُ كمَن غدَتْ       مقصورةً فهُمــا إذاً صنفــانِ

- الشيخ: اقرأ أول الأبيات، أول الأبيات قاصراتُ.
- القارئ:
مِن قاصراتِ الطرفِ لا تبغى سوى     محبوبِها مِن سائرِ الشُّبَّــان
قُصِرَتْ عليهِ طرفُها مــن حسنِـهِ       فالطرفُ في ذا الوجهِ للنسوانِ

- الشيخ: إلى آخره يطول، بعده بعده الأبيات شوي.
- القارئ:
هذا وليسَ القاصراتُ كمَن غدَتْ       مقصورةً فهُما إذاً صنفـانِ
- الشيخ: يشيرُ إلى قولِهِ: فيهنَّ خيراتٌ حِسانٌ، لا إله إلَّا الله، نعم بعده.
- القارئ:
يا مطلقَ الطرفِ المعذَّبِ في الأُلى     جُرِّدْنَ عن حسنٍ وعن إحسـانِ
لا تسبيَنَّكَ صـورةٌ مـِـن تحتِهـا         الداءُ الدويُّ تبوءُ بالخسرانِ
قَبُحَتَ خلائقَها وقُبِّـحَ فعلُهـا            شيطانةٌ في صورةِ الإنســانِ
تنقـادُ للأنذالِ والأرذالِ هـــم          أكفَّاؤُها مِن دونِ ذي الإحسانِ
ما ثَمَّ مِـن ديـنٍ ولا عقـلٍ ولا         خلقٍ ولا خوفٍ مِن الرَّحمـنِ
وجمالُهـا زورٌ ومصنوعٌ فإنْ       تَركْتَهُ لم تطمحْ لها العينانِ
طُبِعَتْ على تركِ الحفاظِ فما لها      بوفاءِ حقِّ البعـلِ قــطُ يــدانِ
 
7 غض البصر عن نساء الدنيا المتبرجات
-
الشيخ: يُنكر على الّذين تتعلّق أبصارهم بالنساء بالنساءِ المتبرِّجاتِ المتبذِّلاتِ، أمّا من يعشقُ النساءَ الصالحاتِ وينكحُ من النساءِ الصالحات فلا ينطبقُ عليه هذا الكلام، لا ينطبقُ عليهنَّ ولا على من ولا على أزواجهنّ، هو يجرحُ بهذا الكلام ويعيبُ أولئك الّذين تتعلّقُ أبصارهم بالنساء السيِّئات أو المتبرِّجات الَّتي يتصنَّعْنَ للفتنة نسألُ الله العافية، فهي سيِّئةُ الأخلاقِ سيِّئةُ المخبرِ والمظهرِ نسأل الله العافية، طويل طويل الفصل.
- القارئ: أحسن الله إليك، باقي قُرابة خمسة عشر بيت ثمّ يبدأ بفصلٍ آخرَ اللي هو وصف الحور العين.
- الشيخ: الفصل وش هو اللي بعده [ما هو الفصل التالي]؟
- القارئ: فصلٌ: ثم فاسمع صفات عرائس أهل الجنّة.
- الشيخ: لا إله إلَّا الله لا إله إلّا الله، حسبُك.. اقرأ لنا أوّل شرح الشيخ الهرَّاس أوّل الفصل بس هو لو تعليق عليه.
يا مَن يطوفُ بكعبةِ الحُسنِ الَّتي        حُفَّتْ بذاكَ الحِجرِ والأركانِ
نعم من القارئ؟ من هو؟ فهد؟
- الحضور: إي نعم.

- الشيخ: يقول الشيخ محمَّد..
- القارئ: قالَ الشيخُ محمَّدُ خليل هرَّاس -رحمَهُ اللهُ تعالى-:
في هذا الفصلِ والَّذي بعدَهُ تظهرُ عبقريَّةُ المُؤلِّفِ وَتَرِقُّ حواشي شعرِهِ وهوَ يصفُ عرائسَ الجنَّةِ وخرائدَها الحسانِ وصفاً يُزري بكلِّ ما قيلَ مِن غزلٍ ونسيبٍ، ويكثرُ في كلامِهِ هنا التوريةُ، وهوَ أرادَ معانٍ بعيدةً غيرَ الَّتي تعطيها ظواهرُ الألفاظِ، فهوَ ينادي هذا الَّذي يهيمُ في أوديةِ الجمالِ وينشدُ وصلَ ربَّات الحجالِ وبينَهُ وبينَهنَّ حواجز يعقْنَهُ عن الوصالِ، فيظلُّ يسعى بينَ صفاءٍ يرجوهُ وحسرةٍ تلوعُهُ، وينشدُ بلوغَ المُنى بقربِ وصالِها، ولكنَّ خوفَهُ مِن العواذلِ والرُّقباءِ يمنعُهُ مِن قربانِها، فيظلُّ يقاسي ألمَ الحرمانِ، ويرى يومَ الوصلِ منهُ غيرُ دانٍ، فهوَ يطلبُ التَّمتُّعَ بمحبوبِهِ خالياً بهِ، وينشدُ شفيعاً إليهِ يقرِّبُهُ منهُ فيظلُّ قلبُهُ مُتَّقِداً بنارِ الغرامِ، مشبوباً بلواذعِ الهجرِ.

- الشيخ: ثمَّ يستعيرُ مصطلحاتٍ النسك من التمتُّع والإخراد والقِران، يستعيرُ أسماءَ المناسكِ يستعيرُها في هذا المقام، متمتِّعاً متجرِّداً يبغي شفيع قِرانه، نعم كمّل.
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، وينشدُ شفيعاً إليهِ يقرِّبُهُ منهُ فيظلُّ قلبُهُ متَّقداً بنارِ الغرامِ، مشبوباً بلواذعِ الهجرِ والحرمانِ، وهذهِ مناسكُهُ على مدى الأيَّامِ لا ينقضي ما بقلبِهِ مِن وجدٍ وهيامٍ، ولكنَّ الأكياسَ الفطناءَ مِن الأنامِ لم يتعلَّقُوا مِن هذهِ الدُّنيا بحسنٍ زائفٍ ولا بجمالٍ زائلٍ، بل جرّدُوا مِن ذلكَ قلوبَهم ورنَوا بأبصارِ بصائرِهم إلى الغاياتِ البعيدةِ، فحثُّوا إليها ركائبَ العزائمِ وامتطَوا صهواتِ الهممِ وجدُّوا في بلوغِ هاتيكَ المنازلِ الَّتي هيَ المنازلُ الأولى والأوطانُ الأصيلةُ الَّتي كانُوا يسكنونَها وهم في صلبِ أبيهم آدمَ، قبلَ أنْ يرتكبَ الخطيئةَ ويهبطَ الى الأرضِ.
وقدْ رُفِعَتْ لهم في سيرِهم أعلامُ الوصالِ..

- الشيخ: إلى آخره.
- القارئ: أحسن الله إليكم.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة