بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (مُـختصر الصَّواعقِ الـمُرسلة على الجهميَّة والـمُعطِّلة) للموصلي
الدّرس: الرَّابع والأربعون
*** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ المؤلِّفُ -غفرَ اللهُ لنا ولهُ-:
فَالْمُتَشَابِهُ مَا كَانَ لَهُ وَجْهَانِ يَخْدَعُونَ بِهِ جُهَّالَ النَّاسِ، فلا إلهَ إلَّا اللهَ، كَمْ قَدْ ضَلَّ بِذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ بَنِي آدَمَ! وَاعْتَبِرَ ذَلِكَ بِأَطْهَرِ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ
– الشيخ: بأظهرِ؟
– القارئ: بأطهرِ
– الشيخ: لا كأنّه "بأظهرِ" أظهر.
– طالب: هي "أظهر" عندي.
– الشيخ: "بأظهر، بأظهر" ما في مناسبة "أطهر".
– طالب: النسخة القديمة عندنا "بأطهرِ".
– الشيخ: خلاص خلاص، نعم.
– القارئ: وَاعْتُبِرَ ذَلِكَ بِأَظْهَرِ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ الَّذِي حَقِيقَتُهُ إِثْبَاتُ صِفَاتِ الْكَمَالِ لِلَّهِ تعالى وَتَنْزِيهُهُ عَنْ أَضْدَادِهَا، فَاصْطَلَحَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى وَضْعِهِ للتعطيلِ المحضِ، ثُمَّ دَعَوُا النَّاسَ إِلَى التَّوْحِيدِ.
– الشيخ: اصطلحَ أهلُ الباطلِ أيش؟
– القارئ: عَلَى وَضْعِهِ للتَّعطيلِ المحضِ.
– الشيخ: لا حول ولا قوّة إلّا بالله، "وضعه" ما فيها شي عندكم؟ كلّها وضعه؟
– القارئ: نعم.
– طالب: أحسنَ اللهُ إليكَ النسخة القديمة: فَاصْطَلَحَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى وَضْعِهِ، فقط أمّا المحض ليستْ عندنا.
– الشيخ: أي سهلة اصطلح أهل الباطل على وضعه..
– القارئ: بعدَها أحسنَ اللهُ إليكم سيشرعُ في تعريفِ التّوحيدِ عند الفلاسفةِ والجهميَّةِ.
– الشيخ: اصبر، يعني على وضع التوحيد وضعه يعني جعلوا التوحيدَ اسماً كلّ هذا معنى كلامه، جعلُوا التوحيدَ الّذي ألفاظه ونصوصه أظهر الأشياء اصطلحَ أهلُ التعطيلِ على وضعِ هذا الاسمِ على التعطيلِ المحضِ.
فعندَ مثلاً على سبيلِ عندَ المعتزلةِ يسمّونهم فيسمّونهم أهلُ التوحيدِ، ما التوحيد عندهم؟ نفي الصفات فجعلُوا اسمَ التوحيدِ الّذي هو اسمُ أشرفِ الأشياءِ جعلوه اسماً لما هو أقبحُ الاعتقاداتِ التعطيل، جعلوه اسماً للتعطيلِ، وهذا معنى قولِه: وضعُوه للتعطيلِ المحضِ.
– القارئ: فَاصْطَلَحَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى وَضْعِهِ للتعطيلِ المحضِ، ثُمَّ دَعَوُا النَّاسَ إِلَى التَّوْحِيدِ فَخَدَعُوا بِهِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ مَعْنَاهُ فِي اصْطِلَاحِهِمْ.
– الشيخ: أها جاؤوا دعوة التوحيد والتوحيد عندَ عامّة المسلمين شي طيّب وعظيم، صاروا يدعون إلى التوحيد لكن أيّ توحيد؟ التوحيد في مفهومهم.
– القارئ: ثُمَّ دَعَوُا النَّاسَ إِلَى التَّوْحِيدِ فَخَدَعُوا بِهِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ مَعْنَاهُ فِي اصْطِلَاحِهِمْ، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ التَّوْحِيدَ هُوَ الَّذِي دَعَتْ إِلَيْهِ الرُّسُلُ.
وَالتَّوْحِيدُ اسْمٌ لِسِتَّةِ مَعَانٍ: تَوْحِيدُ الْفَلَاسِفَةِ، وَتَوْحِيدُ الْجَهْمِيَّةِ، وَتَوْحِيدُ الْقَدَرِيَّةِ الْجَبْرِيَّةِ، وَتَوْحِيدُ الِاتِّحَادِيَّةِ، فَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ مِنَ التَّوْحِيدِ جَاءَتِ الرُّسُلُ بِإِبْطَالِهَا
– الشيخ: كلُّها باطلةٌ
– القارئ: وَدَلَّ عَلَى بُطْلَانِهَا الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ، فَأَمَّا تَوْحِيدُ الْفَلَاسِفَةِ فَهُوَ
– الشيخ: أمّا التوحيد الّذي جاءت به الرسلُ فهو الإيمان بأنّه تعالى الأحدُ الصمدُ الّذي لا شريك له ولا شبيه، الموصوف بكلِّ صفاتِ الكمال وبالإلهيّة فلا يستحقُّ العبادة سواه، فجاؤوا بالتوحيدين: التوحيد العلميّ وهو اعتقاد كمال الربّ في ذاته وصفاته وأفعاله، والتوحيد العمليّ وهو إفرادُه بالعبادةِ وتخصيصُه بالعبادةِ. فهذان التوحيدان هما الّلذان جاءَت بهما الرسلُ، والأربعة الأخرى كلّها من افتراءِ المبطلين.
– القارئ: قال: فَأَمَّا تَوْحِيدُ الْفَلَاسِفَةِ فَهُوَ إِنْكَارُ مَاهِيَّةِ الرَّبِّ الزَّائِدَةِ عَلَى وُجُودِهِ، وَإِنْكَارُ صِفَاتِ كَمَالِهِ.
– الشيخ: لا إله إلّا الله لا إله إلّا الله، يعني كأنّه يقولُ إنكار ماهيّته إنكار حقيقة الربّ، الماهيّةُ يطلقونها على الحقيقةِ حقيقة الشيء ماهيّة الشيء هي حقيقة الشيء، إنكارُ ماهيّة إنكار ماهيّة الرب أيش الزائدة؟
– القارئ: نعم مَاهِيَّةِ الرَّبِّ الزَّائِدَةِ عَلَى وُجُودِهِ.
– الشيخ: هذا في المختصر تقرأه ولا؟
– القارئ: نعم أحسنَ اللهُ إليكم.
– الشيخ: والأصل فيه..؟
– القارئ: ما أحضرْتُهُ -أحسنَ اللهُ إليك-، قالَ: إِنْكَارُ مَاهِيَّةِ الرَّبِّ الزَّائِدَةِ عَلَى وُجُودِهِ، وَإِنْكَارُ صِفَاتِ كَمَالِهِ.
– الشيخ: نعم كمّلْ
– القارئ: وَأَنَّهُ لَا سَمْعَ لَهُ وَلَا بَصَرَ، وَلَا قُدْرَةَ وَلَا حَيَاةَ وَلَا إِرَادَةَ وَلَا كَلَامَ وَلَا وَجْهَ وَلَا يَدَيْنِ، وَلَيْسَ فِيهِ مَعْنيانِ يَتَمَيَّزُ أَحَدُهُمَا عَنِ الْآخَرِ الْبَتَّةَ، قَالُوا: لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مُرَكَّبًا وَكَانَ جسمًا مُؤَلَّفًا، وَلَمْ يَكُنْ وَاحِدًا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَجَعَلُوهُ مِنْ جِنْسِ الْجَوْهَرِ الْفَرْدِ الَّذِي لَا يُحَسُّ وَلَا يُرَى وَلَا يَتَمَيَّزُ مِنْهُ جَانِبٌ عَنْ جَانِبٍ
– الشيخ: خيال.. مصطلح من مصطلحات المتكلّمين يقولون إنّه الجزء الّذي الجوهر الفرد هو الجزء الّذي لا يتجزّأ، وهم يصفونه بأنّه لا يتميّزُ منه شيءٌ عن شيءٍ ولا جانبٌ عن جانبٍ، الله المستعان نعم فجعلوه.
– القارئ: قالوا: فَجَعَلُوهُ مِنْ جِنْسِ الْجَوْهَرِ الْفَرْدِ الَّذِي لَا يُحَسُّ وَلَا يُرَى وَلَا يَتَمَيَّزُ مِنْهُ جَانِبٌ عَنْ جَانِبٍ، بَلِ الْجَوْهَرُ الْفَرْدُ يُمْكِنُ وُجُودُهُ، وَهَذَا الْوَاحِدُ الَّذِي جَعَلُوهُ حَقِيقَةَ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَسْتَحِيلُ وُجُودُهُ.
– الشيخ: يستحيلُ وجودُه لأنّ من الأمور العقليّةِ أنّ نفيَ جميعِ الصفاتِ عن الشيءِ يستلزمُ نفيَ الذاتِ، يقولُ ابنُ تيميةَ في العقيدة التدمريّةِ: وينفونَ الأسماءِ والصفاتِ نفياً ويعطّلون لا، ويعطّلون الأسماءَ والصفاتِ تعطيلاً يستلزمُ نفيَ الذاتِ. فنفي جميعِ الصفاتِ عن الشيء يستلزم أنّه لا وجودَ له وليسَ بشيءٍ يستلزمُ نفيَ الذاتِ. وذكرَ هذا المعنى الإمامُ أحمدُ في كتابِه الردُّ على الجهميّةِ والزنادقةِ وضربَ لهذا مثلاً قال: لو قال قائل أنا أُثبتُ نخلةً لكن ليس لها كربٌ لا عشبٌ ولا جذعٌ ولا ثمرٌ ولا شيءُ، هل يكون قد أثبت نخلة؟ أثبت وجود نخلة؟ نخلة ليس فيها كذا ولا كذا ولا كذا ولا كذا كله، إذاً أصبحت عدماً.
– القارئ: قال: وَهَذَا الْوَاحِدُ الَّذِي جَعَلُوهُ حَقِيقَةَ رَبِّ الْعَالَمِينَ
– الشيخ: تعالى الله عن قولهم.
– القارئ: يَسْتَحِيلُ وُجُودُهُ. فَلَمَّا اصْطَلَحُوا عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فِي التَّوْحِيدِ وَسَمِعُوا قَوْلَهُ: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ [البقرة:163]. وَقَوْلَهُ: وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إلهٌ واحدٌ [آل عمران:62]. نَزَّلُوا لَفْظَ الْقُرْآنِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الِاصْطِلَاحِيِّ.
– الشيخ: يعني فسَّرُوا الواحدَ والأحدَ في القرآنِ فسّروه بالمصطلحِ عندَهم أنَّ الواحدَ هو ما لا يتميّز منه شيءٌ عن شيءٍ، وما لا تقوم به أيّ.. وهذا من طرقِ الضلالِ وهو تفسيرُ القرآنِ بالمصطلحاتِ، لأ يجبُ تفسير القرآن بما توجبه اللغة وما يقتضيه تقتضيه نصوصُ الشرعِ.
– القارئ: نَزَّلُوا لَفْظَ الْقُرْآنِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الِاصْطِلَاحِيِّ، وَقَالُوا: لَوْ كَانَ لَهُ صِفَةٌ أَوْ كَلَامٌ أَوْ مَشِيئَةٌ، أَوْ عِلْمٌ، أَوْ حَيَاةٌ أوَقُدْرَةٌ، أَوْ سَمْعٌ أَوْ بَصَرٌ، لَمْ يَكُنْ وَاحِدًا، وَكَانَ مُرَكَّبًا مُؤَلَّفًا..
– الشيخ: سبحانَكَ هذا بهتانٌ عظيمٌ.
– القارئ: فَسَمَّوْا أَعْظَمَ التَّعْطِيلِ بِأَحْسَنِ الْأَسْمَاءِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ، وَسَمَّوْا أَصَحَّ الْأَشْيَاءِ وَأَحَقَّهَا بِالثُّبُوتِ، وَهُوَ صِفَاتُ الرَّبِّ، بِأَقْبَحِ الْأَسْمَاءِ، وَهُوَ التَّرْكِيبُ وَالتَّأْلِيفُ، فَتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ الصَّحِيحَةِ لِلْمَعْنَى الْبَاطِلِ جَحْدُ حَقَائِقِ أَسْمَاءِ الرَّبِّ.
– الشيخ: … "الصَّحيحة" وش [ما] بعدها شوي؟
– القارئ: فَتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ الصَّحِيحَةِ لِلْمَعْنَى الْبَاطِلِ
– الشيخ: حسبُك، من بينِ فتولّد من بينِ؟
– القارئ: فَتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ الصَّحِيحَةِ.
– الشيخ: إي وش بعدها التسميةِ الصحيحةِ وش بعدها؟ فتولّد من بين؟
– القارئ: فَتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ الصَّحِيحَةِ لِلْمَعْنَى الْبَاطِلِ جَحْدُ حَقَائِقِ أَسْمَاءِ الرَّبِّ وَصِفَاتِهِ.
– الشيخ: المناسب هذه التسمية … تعطيلُ التوحيدِ هذه تسميةٌ قبيحةٌ، تسميةُ الباطلِ باسمِ الحقِّ هيَ ما هيَ تسميةٌ صحيحةٌ، ما يصير العبارة غلط لابدّ.. الأصل للكلمتين بعده.. فتولَّدَ مِن بينِ هذهِ التسميةِ القبيحةِ للتعطيلِ كذا؟
– القارئ: فتولَّدَ مِن بينِ هذهِ التسميةِ القبيحةِ للمعنى الباطلِ
– الشيخ: تسميةِ المعنى الباطل توحيد هذه تسميةٌ قبيحةٌ، غيرُ صحيحةٍ كيف تكون صحيحة.
– القارئ: ممكن يا شيخ الاسم صحيح لكن..
– الشيخ: ما هي بصحيحة كيف تكون تسمية الباطل تسمية صحيحة! نعم بعده.
– القارئ: فَتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ القبيحةِ لِلْمَعْنَى الْبَاطِلِ جَحْدُ
– الشيخ: خلاص النتيجة تناسب تأصيل تناسبُ التأصيلَ، سمّوا التعطيلَ توحيداً وهي تسميةٌ قبيحةٌ منكرةٌ، تسميةُ الخبيثِ طيّبٌ ها تسميةٌ صحيحةٌ؟! تسميةُ الخبيثِ طيّبٌ؟
– القارئ: نعم غير صحيحة يا شيخ.
– الشيخ: تسمية فيها مغالطة نعم بعده.
– القارئ: فَتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ القبيحة لِلْمَعْنَى الْبَاطِلِ جَحْدُ حَقَائِقِ أَسْمَاءِ الرَّبِّ وَصِفَاتِهِ، بَلْ وَجَحْدُ مَاهِيَّتِهِ وَذَاتِهِ وَتَكْذِيبُ رُسُلِهِ، وَنَشَأَ مَنْ نَشَأَ عَلَى اصْطِلَاحِهِم مَعَ إِعْرَاضِهِ عَنِ اسْتِفَادَةِ الْهُدَى وَالْحَقِّ مِنَ الْوَحْيِ، فَلَمْ يَعْرِفْ سِوَى الْبَاطِلِ الَّذِي اصْطَلَحُوا عَلَيْهِ فَجَعَلُوهُ أَصْلًا لِدِينِهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ يُعَارِضُهُ قَالَ: إِذَا تَعَارَضَ الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ قُدِّمَ الْعَقْلُ.
التَّوْحِيدُ الثَّانِي تَوْحِيدُ الْجَهْمِيَّةِ: وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ تَوْحِيدِ الْفَلَاسِفَةِ.
– الشيخ: قريبٌ منه ما يبعدُ نعم بس أشدّ الفلاسفة أقوى.
– القارئ: وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ تَوْحِيدِ الْفَلَاسِفَةِ، وَهُوَ نَفْيُ صِفَاتِ الرَّبِّ كَعِلْمِهِ، وَكَلَامِهِ، وَسَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ وَحَيَاتِهِ، وَعُلُوِّهِ عَلَى عَرْشِهِ وَنَفْيُ وَجْهِهِ، وَيَدَيْهِ، وَقُطْبُ رَحَى هَذَا التَّوْحِيدِ جَحْدُ حَقَائِقِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ.
التَّوْحِيدُ الثَّالِثُ.
– الشيخ: هذا قريبٌ من الّذي قبله توحيدُ الجهميّة كما قالَ مشتقٌّ من توحيدِ الفلاسفةِ كما قال نعم الثالث..
– القارئ: التَّوْحِيدُ الثَّالِثُ: تَوْحِيدُ الْقَدَرِيَّةِ وَالْجَبْرِيَّةِ، وَهُوَ إِخْرَاجُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ أَنْ تَكُونَ فِعْلًا لَهُمْ، وَأَنْ تَكُونَ وَاقِعَةً بِإِرَادَتِهِمْ وَكَسْبِهِمْ، بَلْ هِيَ نَفْسُ فِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى، فَهُوَ الْفَاعِلُ لَهَا دُونَهُمْ، وَنِسْبَتُهَا إِلَيْهِمْ، وأنهم فِعْلُوهَا يُنَافِي التَّوْحِيدَ عِنْدَهُمْ.
الرَّابِعُ: تَوْحِيدُ الْقَائِلِينَ بِوَحْدَةِ الْوُجُودِ، وَأَنَّ الْوُجُودَ عِنْدَهُمْ وَاحِدٌ، لَيْسَ عِنْدَهُمْ وُجُودَانِ: قَدِيمٌ وَحَادِثٌ، وَخَالِقٌ وَمَخْلُوقٌ، وَوَاجِبٌ وَمُمْكِنٌ، بَلِ الْوُجُودُ عِنْدَهُمْ وَاحِدٌ بِالْعَيْنِ، وَالَّذِي يُقَالُ لَهُ الخلقُ المُشبَّهُ: الْخَلْقُ الْمُنَزَّهُ وَالْكُلُّ مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ، بَلْ هُوَ الْعَيْنُ الْوَاحِدَةُ.
فَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ الْأَرْبَعَةُ سَمَّاهَا أَهْلُ الْبَاطِلِ تَوْحِيدًا فاعْتَصَمُوا بِالِاسْمِ مِنْ إِنْكَارِ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ، وَقَالُوا: نَحْنُ الْمُوَحِّدُونَ؟ وَسَمَّوُا التَّوْحِيدَ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ: تَرْكِيبًا وَتَجْسِيمًا وَتَشْبِيهًا، وَجَعَلُوا هَذِهِ الْأَلْقَابَ لَها سِهَامًا وَسِلَاحًا يُقَاتِلُونَ بِهَا أَهْلَهُ، فَتَتَرَّسُوا بِمَا عِنْدَ أَهْلِ الْحَقِّ مِنَ الْأَسْمَاءِ الصَّحِيحَةِ وَقَاتلُوهُمْ بِالْأَسْمَاءِ الْبَاطِلَةِ، وَقَدْ قَالَ جَابِرٌ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ فَيْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «فَأَهَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّوْحِيدِ: " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ»، فَهَذَا تَوْحِيدُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَضَمِّنُ لِإِثْبَاتِ صِفَاتِ الْكَمَالِ الَّتِي يَسْتَحِقُّ عَلَيْهَا الْحَمْدَ، وَلِإِثْبَاتِ الْأَفْعَالِ الَّتِي اسْتَحَقَّ بِهَا أَنْ يَكُونَ مُنْعِمًا، وَلِإِثْبَاتِ الْقُدْرَةِ وَالْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ وَالتَّصَرُّفِ وَالْغَضَبِ وَالرِّضَى وَالْغِنَى وَالْجُودِ الَّذِي هُوَ حَقِيقَةُ مُلْكِهِ، وَعِنْدَ الْفَلَاسِفَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعَطِّلَةِ لَا حَمْدَ لَهُ فِي الْحَقِيقَةِ وَلَا نِعْمَةَ وَلَا مُلْكَ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّا لَا نُجَازِفُ فِي نِسْبَةِ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ، بَلْ هُوَ حَقِيقَةُ قَوْلِهِمْ، فَأَيُّ حَمْدٍ لِمَنْ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ، وَلَا يَعْلَمُ وَلَا يَتَكَلَّمُ وَلَا يَفْعَلُ، وَلَا هُوَ فِي هذا الْعَالَمِ وَلَا خَارِجاً عَنْهُ.
– الشيخ: أعوذُ باللهِ، نعم.
– القارئ: وَلَا هُوَ فِي هذا الْعَالَمِ وَلَا خَارِجٌ عَنْهُ وَلَا مُتَّصِلٌ بِهِ وَلَا مُنْفَصِلٌ عَنْهُ، وَلَا فَوْقَهُ وَلَا تَحْتَهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ وَلَا عَنْ يَسَارِهِ؟ وَأَيُّ نِعْمَةٍ لِمَنْ لَا يَقُومُ بِهِ فِعْلٌ الْبَتَّةِ؟ وَأَيُّ ملك لِمَنْ لَا وَصْفَ لَهُ وَلَا فِعْلَ؟ فَانْظُرْ إِلَى تَوْحِيدِ الرُّسُلِ وَتَوْحِيدِ مَنْ خَالَفَهُمْ.
وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّهُمْ سَمَّوْا تَوْحِيدَ الرُّسُلَ شِرْكًا وَتَشْبِيهًا مَعَ أَنَّهُ غَايَةٌ في الْكَمَالِ، وَسَمَّوْا تَعْطِيلَهُمْ وَإِتحَادَهُمْ وَنفيَهُمْ تَوْحِيدًا، وَهُوَ غَايَةُ النَّقْصِ; وَنَسَبُوا أَتْبَاعَ الرُّسُلِ إِلَى تَنْقِيصِ الرَّبِّ، وَقَدْ سَلَبُوهُ كُلَّ كَمَالٍ، وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ أَثْبَتُوا لَهُ الْكَمَالَ وقَدْ نَزَّهُوهُ عَنْهُ، فَهَذَا تَوْحِيدُ الملاحدةِ والْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعَطِّلَةِ.
وَأَمَّا تَوْحِيدُ الرُّسُلِ فَهُوَ إِثْبَاتُ صِفَاتِ الْكَمَالِ لَهُ وَإِثْبَاتُ كَوْنِهِ فَاعِلًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَاخْتِيَارِهِ، وَأَنَّ لَهُ فِعْلًا حَقِيقَةً، وَأَنَّهُ وَحْدُهُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ وَيُخَافَ وَيُرْجَى وَيُتَوَكَّلَ عَلَيْهِ، فَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِغَايَةِ الْحُبِّ بِغَايَةِ الذُّلِّ، وَلَيْسَ لِخَلْقِهِ مِنْ دُونِهِ وَكَيْلٌ، وَلَا وَلِيٌّ، وَلَا شَفِيعٌ، وَلَا وَاسِطَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فِي رَفْعِ حَوَائِجِهِمْ إِلَيْهِ، وَفِي تَفْرِيجِ كُرُبَاتِهِمْ وَإِجَابَةِ دَعَوَاتِهِمْ.
وبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ وَاسِطَةٌ فِي تَبْلِيغِ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَإِخْبَارِهِ، فَلَا يَعْرِفُونَ مَا يُحِبُّهُ ويُرْضِيهِ وَيُبْغِضُهُ وَيُسْخِطُهُ، وَلَا حَقَائِقَ أَسْمَائِهِ وَتَفْصِيلَ مَا يَجِبُ لَهُ وَيَمْتَنِعُ عَلَيْهِ وَيُوَصَفُ بِهِ إِلَّا مِنْ جِهَةِ هَذِهِ الْوَاسِطَةِ.
– الشيخ: الرسلُ يعني الرسلُ الواسطةُ، الواسطةُ نوعانِ واسطتانِ: واسطةُ العبادةِ هذا سبيلُ المشركين الّذين يتّخذون بينَهم وبينَ اللهِ وسائطَ في العبادةِ، ويقولون: ما نعبدُهم إلَّا ليقرِّبونا إلى اللهِ زُلفى، والواسطةُ الأخرى واسطةٌ في تبليغِ شرعِ اللهِ الرسلِ هم الواسطةُ بينَ الناسِ وبينَ ربِّهم، فالرسلُ يبلغونهم عن اللهِ أمرَه ونهيَه ويعرّفونهم به سبحانه وتعالى.
– القارئ: فَجَاءَ هَؤُلَاءِ الْمَلَاحِدَةُ فَعَكَسُوا الْأَمْرَ وَقَلَبُوا الْحَقَائِقَ; فَنَفَوْا كَوْنَ الرُّسُلِ وَسَائِطَ فِي ذَلِكَ وَقَالُوا: يَكْفِي تَوَسُّطُ الْعَقْلِ، وَنَفَوْا حَقَائِقَ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَقَالُوا: هَذَا التَّوْحِيدُ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ نُنَزِّهُ اللَّهَ عَنِ الْأَعْرَاضِ وَالْأَبْعَاضِ وَالْحُدُودِ وَالْجِهَاتِ، وَحُلُولِ الْحَوَادِثِ، فَيَسْمَعُ الْغِرُّ الْمَخْدُوعُ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ فَيَتَوَهَّمُ مِنْهَا أَنَّهُمْ يُنَزِّهُونَ اللَّهَ عَمَّا يُفْهَمُ مِنْ مَعَانِيهِمَا عِنْدَ الْإِطْلَاقِ ومِن العيوبِ وَالنَّقَائِصِ وَالْحَاجَةِ، فَلَا يَشُكُّ أَنَّهُمْ يُمَجِّدُونَهُ وَيُعَظِّمُونَهُ، وَيَكْشِفُ النَّافِذُ الْبَصِيرُ مَا تَحْتَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ فَيَرَى تَحْتَهَا الْإِلْحَادَ وَتَكْذِيبَ الرُّسُلِ، وَتَعْطِيلَ الرَّبِّ تَعَالَى عَمَّا يَسْتَحِقُّهُ مِنْ كَمَالِهِ، فَتَنْزِيهُهُمْ عَنِ الْأَعْرَاضِ هُوَ جحدُ صِفَاتِهِ كَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَحَيَاتِهِ، وَعِلْمِهِ وَكَلامِهِ وَإِرَادَتِهِ، فَإِنَّ هَذِهِ أَعْرَاضٌ لَا تَقُومُ إِلَّا بِجِسْمٍ، فَلَوْ كَانَ مُتَّصِفًا بِهَا لَكَانَ جِسْمٌ وَكَانَتْ أَعْرَاضًا لَهُ وَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنِ الْأَعْرَاضِ، وَأَمَّا الْأَغرَاضُ فَهِيَ الْغَايَةُ وَالْحِكْمَةُ الَّتِي لِأَجْلِهَا يَخْلُقُ وَيَفْعَلُ، وَيَأْمُرُ وَيَنْهَى، وَيُثِيبُ وَيُعَاقِبُ، وَهِيَ الْغَايَاتُ الْمَحْمُودَةُ الْمَطْلُوبَةُ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَفِعْلِهِ، فَيُسَمُّونَهَا أَغرَاضًا وَعِلَلًا ثم يُنَزِّهُونَهُ عَنْهَا.
وَأَمَّا الْأَبْعَاضُ فَمُرَادُهُمْ بِتَنْزِيهِهِ عَنْهَا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ وَجْهٌ وَلَا يَدَانِ؟ وَلَا يَمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرْضَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ أَبْعَاضٌ، وَاللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنِ الْأَبْعَاضِ.
وَأَمَّا الْحُدُودُ وَالْجِهَاتُ فَمُرَادُهُمْ بِتَنْزِيهِهِ عَنْهَا أَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ رَبٌّ، وَلَا عَلَى الْعَرْشِ إِلَهٌ، وَلَا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ إِلَى فَوْقٍ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِهِ، وَلَا يَنْزِلُ مِنْهُ شَيْءٌ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَيْهِ شَيْءٌ، وَلَا تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ.
– الشيخ: كلُّ هذا راجعٌ إلى نفي العلوِّ كلّ هذا نعم إلى نفي العلوّ، مادام أنّه ليسَ في السماءِ فلا ينزلُ منه شيءٌ ولا يصعدُ إليهِ شيءٌ.
– القارئ: وَلَا تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ، وَلَا رَفَعَ الْمَسِيحَ إِلَيْهِ، وَلَا عَرَجَ بِرَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْهِ، إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَزِمَ إِثْبَاتُ الْحُدُودِ وَالْجِهَاتِ لَهُ، وَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ.
– الشيخ: بزعمهم بزعمهم نعم.
– القارئ: وَأَمَّا حُلُولُ الْحَوَادِثِ فَيُرِيدُونَ بِهِ أَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ، وَلَا يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا.
– الشيخ: يعني نفي الأفعالِ يعني نفي حلولِ الحوادثِ يتوصلون بها إلى نفي الأفعالِ، فيقولون أنّه لا تقومُ به الأفعالُ الإراديّةُ لأنّه لو قامَت به لكانَ محلاً للحوادثِ لأنّ ما يحدثُ بالمشيئةِ هو حادثٌ، فيقولون أنّه منزّه عن حلولِ الحوادثِ، وهذا كلّه من الألفاظِ المجملةِ يعني القاعدةُ أنّ مثلَ هذهِ الألفاظِ كلّها لا يجوزُ قبولها ممّن أطلقَها بل يجبُ الاستفصالُ، فيُقالُ: ما تريدُ بكذا فإن أرادَ حقَّاً قُبِلَ وإن أرادَ باطلاً رُدَّ.
– القارئ: قال: وَأَمَّا حُلُولُ الْحَوَادِثِ فَيُرِيدُونَ بِهِ أَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ بِقُدْرَتِهِ
– الشيخ: متواصل الكلام؟
– القارئ: نعم أحسنَ اللهُ إليكم سينتهي بعدَ قليلٍ.
قالَ: وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَ أَنْ كَانَ رَاضِيًا، وَلَا يَرْضَى بَعْدَ أَنْ كَانَ غَضْبَاناً، وَلَا يَقُومُ بِهِ فِعْلٌ الْبَتَّةَ، وَلَا أَمْرٌ مُجَدَّدٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ.
– الشيخ: طيّب مُجدَّد، نعم.
– القارئ: وَلَا يُرِيدُ شَيْئًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُرِيدًا لَهُ، فَلَا يقومُ لَهُ كُنْ حَقِيقَةً، وَلَا اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَوِيًا عليهِ، وَلَا يَغْضَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يُنَادِيَ عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُنَادِيًا لهم، وَلَا يَقُولُ لِلْمُصَلِّي إِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حمِدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قالَ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا حَوَادِثُ، وَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنْ حُلُولِ الْحَوَادِثِ.
– الشيخ: انتهى؟
– القارئ: انتهى نعم أحسنَ اللهُ إليكَ.
– الشيخ: أحسنت فصل أيش [ماذا]؟
– القارئ: يتكلّم الآن عن توحيدِ الجهميّةِ؛ وقالَتْ الجهميَّةُ
– الشيخ: كيف انتقل كيف؟
– القارئ: قالَ: وَقَالَتِ الْجَهْمِيَّةُ: نَحْنُ نُثْبِتُ قَدِيمًا وَاحِدًا..
– الشيخ: إلى أخره.