الرئيسية/شروحات الكتب/مختصر الصواعق المرسلة/(67) تابع توحيد الجهمية والفلاسفة مناقض لتوحيد الرسل
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(67) تابع توحيد الجهمية والفلاسفة مناقض لتوحيد الرسل

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (مُـختصر الصَّواعقِ الـمُرسلة على الجهميَّة والـمُعطِّلة) للموصلي
الدّرس: السَّابع والسّتون

***    ***    ***
 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله. قال ابن القيم غفرَ الله لنا وله:
الْوَجْهُ الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُعَارِضِينَ لِلْوَحْيِ بِآرَائِهِمْ جَعَلُوا كَلَامَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنَ الطُّرُقِ الضَّعِيفَةِ الْمُزَيَّفَةِ الَّتِي لَا يتَمَسَّكُ فِيها الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ.

– طالب: عندي: "لا يُتَمَسَّكُ بها في العلمِ واليقين"
– الشيخ: صح، "لا يُتَمَسَّكُ فيها"، أيش؟
– طالب: "لا يُتَمَسَّكُ بها في العلمِ واليقينِ"
– الشيخ: في العلمِ، في العلمِ، بس هذه، ها؟
– طالب: في الأصلِ: "لا يُتَمَسَّكُ فيها بالعلمِ واليقين"
– الشيخ: قل ماشي
– القارئ: الَّتِي لَا يُتَمَسَّكُ فِيها في الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ
– الشيخ: يعني ما عندكَ: "في"؟ ولّا أيش؟
 – القارئ: نعم، يوجد: "في" أحسنَ اللهُ إليك
– الشيخ: أيش تقول؟
– القارئ: الَّتِي لَا يُتَمَسَّكُ فِيها في الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ.
– الشيخ: لكن أصلُ ما قرأتَ، بدون ما فيها: "في"
– القارئ: الَّتِي يُتَمَسَّكُ فِيها في الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ
– الشيخ: في: "يُتَمَسَّكُ"؟
– القارئ: نعم، أحسنَ اللهُ إليك.
– الشيخ: إي، لا، "لَا يُتَمَسَّكُ فِيها بالْعِلْمِ وَالْيَقِينِ"
– القارئ: عفواً يا شيخ، قالَ: مِنَ الطُّرُقِ الضَّعِيفَةِ الْمُزَيَّفَةِ الَّتِي لَا يُتَمَسَّكُ فِيها في الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ.
– الشيخ: عندَهم، عندَهم عند الملحدين.
– القارئ: قَالَ الرَّازِيُّ فِي نِهَايَتِهِ: الْفَصْلُ السَّابِعُ فِي تَزْيِيفِ الطُّرُقِ
– الشيخ: في نِهَايَتِهِ؟ أيش قال المحقق؟
– القارئ: "نهايةُ العقولِ" أحسنَ اللهُ إليك.
قَالَ الرَّازِيُّ فِي نِهَايَتِهِ: الْفَصْلُ السَّابِعُ فِي تَزْيِيفِ الطُّرُقِ الضَّعِيفَةِ وَهِيَ أَرْبَعٌ: فَذَكَرَ نَفْيَ الشَّيْءِ لانْتِفَاءَ دَلِيلِهِ، وَذَكَرَ الْقِيَاسَ، وَذَكَرَ الْإِلْزَامَاتِ، ثُمَّ قَالَ: الرَّابِعُ: هُوَ التَّمَسُّكُ بِالسَّمْعِيَّاتِ
– الشيخ: هذا الشاهد.
– القارئ: وَهَذَا تَصْرِيحٌ بِأَنَّ التَّمَسُّكَ بِكَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنَ الطُّرُقِ الضَّعِيفَةِ الْمُزَيَّفَةِ، وَأَخَذَ فِي تَقْرِيرِ ذَلِكَ فَقَالَ: الْمَطَالِبُ عَلَى أَقْسَامٍ ثَلَاثَةٍ: مِنْهَا مَا يَسْتَحِيلُ حُصُولُ الْعِلْمُ بِهَا بِوَاسِطَةِ السَّمْعِ، وَمِنْهَا مَا يَسْتَحِيلُ حُصُولُ الْعِلْمُ بِهَا إِلَّا من السَّمْعَ، وَمِنْهَا مَا يَصِحُّ حُصُولُ الْعِلْمِ بِهَا مِنَ السَّمْعِ تَارَةً، وَمِنَ الْعَقْلِ أُخْرَى.
قَالَ: أَمَّا الْقِسْمُ الْأَوَّلُ فَكُلُّ مَا يَتَوَقَّفُ الْعِلْمُ بِصِحَّةِ السَّمْعِ عَلَى الْعِلْمِ بِصِحَّتِهِ اسْتَحَالَ تَصْحِيحُهُ بِالسَّمْعِ مِثل الْعِلْمِ بِوُجُودِ الصَّانِعِ، وَكَوْنِهِ مُخْتَارًا وَعَالماً بِكُلِّ الْمَعْلُومَاتِ وَصِدْقِ الرَّسُولِ.
قَالَ: وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّانِي فَهُوَ تَرْجِيحُ أَحَدِ طَرَفَيِ الْمُمْكِنِ عَلَى الْآخَرِ إِذَا لَمْ يَجِدْهُ الْإِنْسَانُ في نَفْسِهِ وَلَا يُدْرِكْهُ شَيْءٌ مِنْ حَوَاسِّهِ، فَإِنَّ حُصُولَ غُرَابٍ عَلَى قُلَّةِ "جَبَلٍ قَافٍ" إِذَا كَانَ جَائِزَ الْوُجُودِ وَالْعَدْلِ مُطْلَقًا، وَلَيْسَ هُنَاكَ مَا يقتضي وُجُوبُ أَحَدِ طَرَفَيْهِ أَصْلًا، وَهُوَ غَائِبٌ عَنِ الْحِسِّ وَالنَّفْسِ اسْتَحَالَ الْعِلْمُ بِوُجُودِهِ إِلَّا مِنْ قَوْلِ الصَّادِقِ.

– الشيخ: نعم، إلا بخَبَرِ الرسولِ يعني.
– القارئ: وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّالِثُ فَهُوَ مَعْرِفَةُ وُجُوبِ الْوَاجِبَاتِ، وَإِمْكَانُ الْمُمْكِنَاتِ، وَاسْتِحَالَةُ الْمُسْتَحِيلَاتِ، الَّذِي يَتَوَقَّفُ الْعِلْمُ بِصِحَّةِ السَّمْعِ عَلَى الْعِلْمِ بِوُجُوبِهَا وَإِمْكَانِهَا وَاسْتِحَالَتِهَا، مِثْلَ مَسْأَلَةِ الرُّؤْيَةِ وَالصِّفَاتِ، والْوَحْدَانِيَّةِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ عَدَّدَ أَمْثِلَةً.
ثُمَّ قَالَ: إِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَنَقُولُ: إمَّا إِنَّ الْأَدِلَّةَ السَّمْعِيَّةَ لَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهَا فِي الْأُصُولِ فِي الْقِسْمِ الْأَوَّلِ فَهُوَ ظَاهِرٌ، وَإِلَّا وَقَعَ الدَّوْرُ، وَإِمَّا أَنَّهُ يَجِبُ اسْتِعْمَالُهَا فِي الْقِسْمِ الثَّانِي فَهُوَ ظَاهِرٌ كَمَا سَلَفَ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَنَفْيُ جَوَازِ اسْتِعْمَالِ الْأَدِلَّةِ السَّمْعِيَّةِ فِيهِ إِشْكَالٌ، وَذَلِكَ؛ لِأَنَّا لَوْ قَدَّرْنَا قِيَامَ الدَّلِيلِ الْقَاطِعِ الْعَقْلِيِّ عَلَى خِلَافِ مَا أَشْعَرَ بِهِ ظَاهِرُ الدَّلِيلِ السَّمْعِيِّ فَلَا خِلَافَ بَيْنِ أَهْلِ التَّحْقِيقِ بِأَنَّهُ يَجِبُ تَأْوِيلُ الدَّلِيلِ السَّمْعِيِّ

– الشيخ: إذا تعارضَ الظَّني والقَطعي، عندَهم دلالةُ العقلِ قطعيةٌ، ودلالةُ السمعِ ظنيةٌ، فيجبُ تأويلُ الدليلِ الظنيّ؛ لأنَّهُ لا يُعَارَضُ بهِ الدليلُ القطعيّ، فالقطعيّ مُقَدَّم، ولكن الشأنَ فيما يَدَّعُون فيهِ القطعيةَ، فكثيرٌ من الأدلةِ التي يَزعمُونَ أنَّها قطعيةٌ هِي ظنيةٌ أو أَدْنى مِن الظَّنيةِ، أَدْنى مِن الظَّنيةِ، فيَزعمُونَ أنَّها قطعيَّاتٌ وهِي معَ التحقيقِ والتَّمحيصِ يتبيَّنُ أنَّها جَهْلِيَّاتٌ، بل هي عَقْلِيَّاتٌ مُنَاقِضَةٌ للعقولِ الصحيحةِ.
 
– القارئ: قال: وَذَلِكَ لِأَنَّا لَوْ قَدَّرْنَا قِيَامَ الدَّلِيلِ الْقَاطِعِ الْعَقْلِيِّ عَلَى خِلَافِ مَا أَشْعَرَ بِهِ ظَاهِرُ الدَّلِيلِ السَّمْعِيِّ فَلَا خِلَافَ بَيْنِ أَهْلِ التَّحْقِيقِ بِأَنَّهُ يَجِبُ تَأْوِيلُ الدَّلِيلِ السَّمْعِيِّ، لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يُمْكِنِ الْجَمْعُ بَيْنَ ظَاهِرِ النَّقْلِ وَبَيْنَ مُقْتَضَى الدَّلِيلِ الْعَقْلِيِّ ; فإما أن نُكَذِّبَ بالعقلِ، وإِمَّا أَنْ نُؤَوِّلَ النَّقْل، فَإِنْ كَذَّبْنَا الْعَقْلَ مَعَ أَنَّ النَّقْلَ لَا يُمْكِنُ إِثْبَاتُهُ إِلَّا بِالْعَقْلِ فَإِنَّ الطَّرِيقَ إِلَى إِثْبَاتِ الصَّانِعِ وَمَعْرِفَةِ النُّبُوَّةِ لَيْسَ إِلَّا الْعَقْلُ، فَحِينَئِذٍ تَكُونُ صِحَّةُ النَّقْلِ مُتَفَرِّعةً عَلَى مَا يَجُوزُ فَسَادُهُ وَبُطْلَانُهُ، فَإِذًا لَا يَكُونُ الْعَقْلُ مَقْطُوعَ الصِّحَّةِ، فَإِذًا تَصْحِيحُ النَّقْلِ يَرُدُّ الْعَقْلَ وَيَتَضَمَّنُ الْقَدْحَ
– الشيخ: تصحيحُ النقلِ الـمُعارِضِ للعقلِ، تصحيحُ النقلِ الـمُعارِضِ للعقلِ يُفْضِي إلى إفسادِ الدليلِ العقليِّ أو عدمِ صحةِ الدليلِ العقليِّ على الرسالةِ.
 
– القارئ: فَإِذًا لَا يَكُونُ الْعَقْلُ مَقْطُوعَ الصِّحَّةِ، فَإِذًا تَصْحِيحُ النَّقْلِ يَرُدُّ الْعَقْلَ وَيَتَضَمَّنُ
– طالب: في الأصل أحسنَ اللهُ إليك
– الشيخ: نعم أيش عندك؟
– طالب: فَإِذًا تَصْحِيحُ النَّقْلِ بِرَدِّ الْعَقْلِ يَتَضَمَّنُ الْقَدْحَ فِي النَّقْلِ
– القارئ: بالباءِ في الأصلِ، أحسنَ اللهُ إليكم
– الشيخ: قل العبارة شوي
– طالب: فَإِذًا تَصْحِيحُ النَّقْلِ
– الشيخ: تَصْحِيحُ النَّقْلِ، يعني: النقلُ الـمُعارِضِ للعقل
– طالب: قالَ: فَإِذًا تَصْحِيحُ النَّقْلِ بِرَدِّ الْعَقْلِ يَتَضَمَّنُ الْقَدْحَ فِي النَّقْلِ
– الشيخ: إيه، تَصْحِيحُ النَّقْلِ، كأنَّهُ وَرَدَ تصحيحُ النقلِ وَرَدُّ، عندك: "بِرَدِّ" ؟
– طالب: نعم
– الشيخ: لا، لا، لعلَّ الباءَ "يَرُدُّ" "يَرُدُّ"، اقرأها كدا "يَرُدُّ"
– القارئ: في المختصرِ -أحسنَ اللهُ إليكم-: "فَإِذًا تَصْحِيحُ النَّقْلِ يَرُدُّ الْعَقْلِ"
– الشيخ: بالضبط، بالضبط الباء، التي عندك ياء، "يَرُدُّ"، "يَرُدُّ"
– القارئ: فَإِذًا تَصْحِيحُ النَّقْلِ يَرُدِّ الْعَقْلِ يَتَضَمَّنُ الْقَدْحَ فِي النَّقْلِ. وَمَا أَدَّى ثُبُوتُهُ إِلَى انْتِفَائِهِ كَانَ بَاطِلًا، وَتَعَيَّنَ تَأْوِيلُ النَّقْلِ
– الشيخ: نسألُ اللهَ العافية، أعوذُ باللهِ من هذا الكلام.
– القارئ: فَإِذَا الدَّلِيلُ السَّمْعِيُّ لَا يُفِيدُ الْيَقِينَ بِوُجُودِ مَدْلُولِهِ إِلَّا بِشَرْطٍ أَنْ لَا يُوجَدُ دَلِيلٌ عَقْلِيٌّ عَلَى خِلَافِ ظَاهِرِهِ، فَحِينَئِذٍ لَا يَكُونُ الدَّلِيلُ النَّقْلِيُّ مُفِيدًا لِلْمَطْلُوبِ إِلَّا إِذَا تَبَيَّنَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْعَقْلِ مَا يَقْتَضِي خِلَافَ ظَاهِرِهِ، وَلَا سَبِيلَ لَنَا إِلَى إِثْبَاتِ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ وَجْهَيْنِ: إِمَّا أَنْ نُقِيمَ دَلَالَةً عَقْلِيَّةً عَلَى صِحَّةِ مَا أَشْعَرَ بِهِ ظَاهِرُ الدَّلِيلِ النَّقْلِيِّ، وَحِينَئِذٍ يَصِيرُ الِاسْتِدْلَالُ بِالنَّقْلِ فَضْلًا غَيْرَ مُحْتَاجٍ إِلَيْهِ
– الشيخ: "فضل" ولَّا "فَضْلَة"؟
– القارئ: "فَضْلًا"
– طالب:
– الشيخ: "فَضْلَة" أحسن، جيّد "فَضْلَة"
– القارئ: وَحِينَئِذٍ يَصِيرُ الِاسْتِدْلَالُ بِالنَّقْلِ فضلةً غَيْرَ مُحْتَاجٍ إِلَيْهِ، وَإِمَّا بِأَنْ نُزَيِّفَ أَدِلَّةَ الْمُنْكِرِينَ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِرُ النَّقْلِ، وَذَلِكَ ضَعِيفٌ؛ لِمَا بَيَّنَّا مِنْ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ فَسَادِ مَا ذَكَرُوهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ مَعَارِضٌ أَصْلًا، إِلَّا أَنْ نَقُولَ: إِنَّهُ لَا دَلِيلَ عَلَى هَذِهِ الْمُعَارَضَاتِ، فَوَجَبَ نَفْيُهُ، لَكِنَّا زَيَّفْنَا هَذِهِ الطَّرِيقَةَ، يَعْنِي انْتِقَاءَ الشَّيْءِ لِانْتِفَاءِ دَلِيلِهِ، أَوْ نُقِيمُ دَلَالَةً قَاطِعَةً عَلَى أَنَّ الْمُقَدِّمَةَ الْفُلَانِيَّةَ غَيْرُ مُعَارِضَةٍ لِهَذَا النَّصِّ وَلَا الْمُقَدِّمَةِ الْأُخْرَى، وَحِينَئِذٍ يحْتَاجُ إِلَى إِقَامَةِ الدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمُقَدِّمَاتِ الَّتِي لَا نِهَايَةَ لَهَا غَيْرَ مُعَارِضَةٍ لِهَذَا الظَّاهِرِ.
فَثَبَتَ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ حُصُولُ الْيَقِينِ بِعَدَمِ مَا يَقْتَضِي خِلَافَ الدَّلِيلِ النَّقْلِيِّ، وَثَبَتَ أَنَّ الدَّلِيلَ النَّقْلِيَّ تَتَوَقَّفُ إِفَادَتُهُ لِلْيَقِينِ عَلَى مُقَدِّمَةٍ غَيْرِ يَقِينِيَّةٍ، وَهِيَ عَدَمُ دَلِيلٍ عَقْلِيٍّ، وَكُلُّ مَا تَنْبَنِي صِحَّتُهُ عَلَى مَا لَا يَكُونُ يَقِينًا لَا يَكُونُ هُوَ أَيْضًا يَقِينًا، فَثَبَتَ أَنَّ الدَّلِيلَ النَّقْلِيَّ مِنْ هَذَا الْقِسْمِ لَا يَكُونُ مُفِيدًا لِلْيَقِينِ.

– الشيخ: نسألُ اللهَ العافيةَ، نعوذُ بالله مِن هذا الكلام.
– القارئ: قَالَ: وَهَذَا بِخِلَافِ الْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ فَإِنَّهَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ لَا يُكْتَفَى مِنْهَا بِأَنْ لَا يُعْلَمَ فَسَادُهَا، بَلْ لَا بُدَّ وَأَنْ يُعْلَمَ بِالْبَدِيهَةِ صِحَّتُهَا، إِذْ يُعْلَمُ بِالْبَدِيهَةِ لُزُومُهَا مِمَّا عُلِمَ صِحَّتُهُ بِالْبَدِيهَةِ، وَمَتَى كَانَ كذَلِكَ اسْتَحَالَ أَنْ يُوجَدَ مَا يُعَارِضُهُ لِاسْتِحَالَةِ التَّعَارُضِ فِي الْعُلُومِ الْبَدِيهِيَّةِ.
ثُمَّ قَالَ: فَإِنْ قِيلَ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا أَسْمَعَ الْمُكَلَّفَ الْكَلَامَ الَّذِي يُشْعِرُ ظَاهِرُهُ بِشَيْءٍ، فَلَوْ كَانَ فِي الْعَقْلِ مَا يَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ ذَلِكَ الشَيْء وَجَبَ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ أَنْ يَخْطُرَ بِبَالِ الْمُكَلَّفِ ذَلِكَ الدَّلِيلَ، وَإِلَّا كَانَ ذَلِكَ تَلْبِيسًا

– الشيخ: "أنْ يُخْطِر"، وجبَ على اللهِ.
– القارئ: وَجَبَ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ أَنْ يُخْطِرَ بِبَالِ الْمُكَلَّفِ ذَلِكَ الدَّلِيلَ، وَإِلَّا كَانَ ذَلِكَ تَلْبِيسًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ
– الشيخ: "وهو" عندك أيش؟
– القارئ: "وأنَّه"
– الشيخ: كأنَّهُ "وهو غيرُ جائز"
– طالب: "وَأَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ"
– الشيخ: لا، ما هي، "وهو غَيْرُ جَائِزٍ"، "وهو غَيْرُ جَائِزٍ"، كَانَ ذَلِكَ تَلْبِيسًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَهو غَيْرُ جَائِزٍ، والحالُ أنَّ التلبيسَ غيرُ جائزٍ على الله.
 
– القارئ: قُلْنَا -والكلامُ للرازي- قالَ قلنا: هَذَا بِنَاءً عَلَى قَاعِدَةِ الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ، وَأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ شَيْءٌ، وَنَحْنُ لَا نَقُولُ بِذَلِكَ، ثم إن سَلَّمْنَا ذَلِكَ فَلِمَ قُلْتُمْ إِنَّهُ يَجِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُخْطِرَ بِبَالِ الْمُكَلَّفِ ذَلِكَ الدَّلِيلَ الْعَقْلِيَّ; وَبَيَانُهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا يَكُونُ مُلَبِّسًا عَلَى الْمُكَلَّفِ لَوْ أَسْمَعَهُ كَلَامًا يَمْتَنِعُ عَقْلًا أَنْ يُرِيدَ بِهِ إِلَّا مَا أَشْعَرَ بِهِ ظَاهِرُهُ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، لِأَنَّ الْمُكَلَّفَ إِذَا سَمِعَ ذَلِكَ الظَّاهِرَ، ثمَّ إنَّه يجوزُ أنْ يكونَ هناكَ دليلٌ عقليٌّ على خلافِ ذلكَ الظاهرِ، فَبتَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، لَمْ يَكُنْ مُرَادُ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْكَلَامِ مَا أَشْعَرَ بِهِ الظَّاهِرُ، فَعَلَى هَذَا إِذَا أَسْمَعَ اللَّهُ الْمُكَلَّفَ ذَلِكَ الْكَلَامَ فَلَوْ قَطَعَ الْمُكَلَّفُ بِحَمْلِهِ عَلَى ظَاهِرِهِ مَعَ قِيَامِ الِاحْتِمَالِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ كَانَ ذَلِكَ التَّقْصِيرُ وَاقِعًا مِنَ الْمُكَلَّفِ، لَا مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى، حَيْثُ قَطَعَ لَا فِي مَوْضِعِ الْقَطْعِ، فَثَبَتَ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِ إِخْطَارِ اللَّهِ تَعَالَى بِبَالِ الْمُكَلَّفِ ذَلِكَ الدَّلِيلَ الْعَقْلِيَّ الْمُعَارِضَ لِلدَّلِيلِ السَّمْعِيِّ أَنْ يَكُونَ مُلَبِّسًا.
قَالَ: فَخَرَجَ مما ذَكَرْنَا أَنَّ الدَّلَالَةَ النَّقْلِيَّةَ لَا يَجُوزُ التَّمَسُّكُ بِهَا فِي بَابِ الْمَسَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ، نَعَمْ يَجُوزُ التَّمَسُّكُ بِهَا فِي الْمَسَائِلِ النَّقْلِيَّةِ تَارَةً؛ لِإِفَادَةِ الْيَقِينِ كَمَا فِي مَسْأَلَةِ الْإِجْمَاعِ وَخَبَرِ الْوَاحِدِ، وَتَارَةً لِإِفَادَةِ الظَّنِّ كَمَا فِي الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ. انتهـى كَلَامُهُ.

– الشيخ: حسبُكَ يأتي كلام ابنِ القيمِ.
– القارئ: بَقِيَ صفحة تقريباً وينتهي الوجه هذا، أحسنَ اللهُ إليك.
– الشيخ: ينتهي الوجه كلام؟
– القارئ: الآن كلامُ ابنِ القيم يبدأ
– الشيخ: يعني كلام ابن القيم الآن؟
– القارئ: سيتعقّب كلام
– الشيخ: يتعقَّبُهُ في الصفحةِ ذي؟
– القارئ: نعم
– الشيخ: يعني ما طَوَّل
– القارئ: صفحة وربع تقريباً أحسنَ اللهُ إليك
– الشيخ: طيب، اقرأ، اقرأ
 
– القارئ: قال: فَلْيَتَدَبَّرِ الْمُؤْمِنُ هَذَا الْكَلَامَ وَلِيَرُدَّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ وَآخِرَهُ عَلَى أَوَّلِهِ؛ لِيَتَبَيَّنَ لَهُ مَا ذَكَرْنَاهُ عَنْهُمْ مِنَ الْعَزْلِ التَّامِّ لِلْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ مِنْ أَنْ يُسْتَفَادَ مِنْهُمَا عِلْمٌ أَوْ يَقِينٌ فِي بَابِ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَمَا يَجِبُ لَهُ وَمَا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِكَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَائِلِ
– الشيخ: أعوذُ بالله.
– القارئ: وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّدْلِيسُ والتلبيسِ عَلَى الْخَلْقِ وَتَوْرِيطُهُمْ فِي طُرُقِ الضَّلَالِ، وَتَعْرِيضُهُمْ لِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ وَالْمُحَالِ، وَإِنَّ الْعِبَادَ مُقَصِّرُونَ غَايَةَ التَّقْصِيرِ إِذَا حَمَلُوا كَلَامَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ

– الشيخ: الآن نفاةُ الصفاتِ يعني أصَّلُوا بما يزعمونَه مِن الأدلةِ العقليةِ نفيَ الصفاتِ، خلاص، هذا هو المذهبُ الحقُّ عندَهم يعني، جاءَتْ النصوصُ معارضةً، يعني المذهبُ الأولُ مبنيٌّ على الأدلةِ العقليةِ القطعية خلاص، هذا مذهبٌ معصومٌ، جاءَتْ النصوصُ تدلُّ على خلافِ هذه الأدلةِ العقليةِ وعلى خلافِ هذا المذهبِ، إذاً ظاهرُهَا باطلٌ، ظاهرُهَا تشبيهٌ ظاهرُهَا تجسيمٌ، إذاً اللهُ تعالى أسمعَ العِبادَ وخاطبَهُم بِما يدلُّ على الحقِّ؟ لا، سبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ، سبحان الله! إنَّهُ لَعَجَبٌ! لا إله إلا الله، عجيب!
إذاً فما الذي علينا -والحالةُ هذه-؟ إمَّا أننا نُسلِّمُ ونَسْتَسْلِمُ نقولُ: آمنَّا بهذهِ النصوصِ وليسَ ظاهرُها بِـمُرَادٍ، ونحنُ لا نعلمُ لها معنىً ولا تأويلاً، هذا سبيلُ أهلِ التفويضِ منهم، يعني عِلْمُها إلى اللهِ، ولكن نعلمُ قطعاً أنَّ ظاهرَها غيرُ مرادٍ، ظاهرُها غيرُ مرادٍ، ظاهرُها وَصْفُ اللهِ بتلكَ الصفاتِ، واللهُ تعالى مُنزَّهٌ عن ذلكَ، أو حَمْلَهَا على معانٍ مما ممكن تحتمِلُهُ لغةً، ولهذا يَذكرون في اللفظِ: أنَّ لفظ كذا يحتملُ كذا ويحتملُ كذا، ويحتملُ كذا، فيَحْمِلُونه على واحدٍ مِن هذهِ المعاني.
 
– القارئ:
قال: وَإِنَّ الْعِبَادَ مُقَصِّرُونَ غَايَةَ التَّقْصِيرِ إِذَا حَمَلُوا كَلَامَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَى حَقِيقَتِهِ، وَنَطَقُوا بِمَضْمُونِ مَا أَخْبَرَ بِهِ حَيْثُ لَمْ يَشُكُّوا فِي ذَلِكَ، أَوْ قَدْ يَكُونُ فِي الْعَقْلِ مَا يُعَارِضُهُ وَيُنَاقِضُهُ، وَإِنَّ غَايَةَ مَا يُمْكِنُ أن يُحتجَّ بِكَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَيْهِ مِنَ الْجُزْئِيَّاتِ مَا كَانَ مِثْلَ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عَلَى قِلَّةِ "جَبَلٍ قَافٍ" غُرَابًا صِفَتُهُ كَيْتٌ وَكَيْتٌ، أَوْ عَلَى مَسْأَلَةِ الْإِجْمَاعِ وَخَبَرِ الْوَاحِدِ، وَإِنَّ مُقَدِّمَاتِ أَدِلَّةِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ غَيْرُ مَعْلُومَةٍ وَلَا مُتَيَقَّنَةِ الصِّحَّةِ، وَمُقَدِّمَاتُ أَدِلَّةِ أَرِسْطُو
– الشيخ: "جبلُ قَف" هذا ترى يعني جبل، لَهُ ذكراً في التفسيرِ، وهو مِن الخيالاتِ، ومن أشبهُ ما يكون مِن الإسرائيلياتِ السَّمِجَةِ الـمَمْجُوجَةِ الباطلةِ، يقولون: أنَّ الأرضَ كلَّها محاطةٌ بجبلٍ مِثلَ السُّور، مِثلَ السُّور، فالأرضُ تَنْتَهي بهذا الجبلِ "جبلُ قاف"، ويُفَسِّرونَ به ق * وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق:2،1] جَبل، سُورٌ على الأرضِ، فالأرضُ كأنَّها مثل الحوش أو شيء، ومُحاطَة بهذا الجبل.
وليسَ في العقلِ ما يُثبتُ هذا الجبلَ ولا ما يَنْفِيهِ، فالرازي يقولُ: إنَّ هذا هو الذي يمكن يُستدلُّ بالنقلِ عليهِ؛ لأنه ليسَ للعقلِ دَلالةٌ على إثباتٍ ولا نفيٍّ.
 
– القارئ: قال: وَإِنَّ غَايَةَ مَا يُمْكِنُ أن يُحتجَّ بِكَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَيْهِ مِنَ الْجُزْئِيَّاتِ مَا كَانَ مِثْلَ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عَلَى قِلَّةِ "جَبَلٍ قَافٍ" غُرَابًا صِفَتُهُ كَيْتٌ وَكَيْتٌ، أَوْ عَلَى مَسْأَلَةِ الْإِجْمَاعِ وَخَبَرِ الْوَاحِدِ، وَإِنَّ مُقَدِّمَاتِ أَدِلَّةِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ غَيْرُ مَعْلُومَةٍ وَلَا مُتَيَقَّنَةِ الصِّحَّةِ، وَمُقَدِّمَاتُ أَدِلَّةِ أَرِسْطُو صَاحِبُ الْمَنْطِقِ وَالْفَارَابِيُّ وَابْنُ سِينَا وَإِخْوَانُهُمْ قَطْعِيَّةٌ مَعْلُومَةُ الصِّحَّةِ، وَإِنَّهُ لَا طَرِيقَ لَنَا إِلَى الْعِلْمِ بِصِحَّةِ الْأَدِلَّةِ فِي بَابِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ الْبَتَّةَ؛ لِتَوَقُّفِهَا عَلَى انْتِفَاءِ مَا لَا طَرِيقَ لَنَا إِلَى الْعِلْمِ بِانْتِفَائِهِ، وَأَنَّ الِاسْتِدْلَالَ بِكَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ فَضْلَةٌ لَا يُحْتَاجُ إِلَيْهَا، بَلْ هِيَ مُسْتَغْنًى عَنْهَا إِذَا كَانَ مُوَافِقًا لِلْعَقْلِ.
فَتَأَمَّلْ هذا الْبِنَاءِ الَّذِي بَنَوْهُ، هَلْ فِي قَوَاعِدِ الْإِلْحَادِ أَعْظَمُ هَدْمًا مِنْهُ لِقَوَاعِدِ الدِّينِ، وَأَشَدُّ مُنَاقَضَةً مِنْهُ لِوَحْيِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ وَبُطْلَانُ هَذَا الْأَصْلِ مَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ جَمِيعِ الرُّسُلِ; وَعِنْدَ جَمِيعِ أَهْلِ الْمِلَلِ.
وَهَذِهِ الْوُجُوهُ الْمُتَقَدِّمَةُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا هِيَ قَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِهِ، وَمَقْصُودُنَا مِنْ ذِكْرِهِ اعْتِرَافُهُمْ بِهِ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا بِإِلْزَامِنَا لَهُمْ بِهِ، وَتَمَامُ إِبْطَالِهِ أَنْ نُبَيِّنَ فَسَادَ كُلَّ مُقَدِّمَةٍ مِنْ مُقَدِّمَاتِ الدَّلِيلِ الَّذِي عَارَضُوا بِهِ النَّقْلَ أَنَّهَا مُخَالِفَةٌ لِلْعَقْلِ كَمَا هِيَ مُنَاقِضَةٌ لِلْوَحْيِ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ وَالْأَرْبَعُونَ: أَنَّ السَّمْعَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ; وَكَذَلِكَ الْعَقْلُ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ

– الشيخ: إلى آخره، الحمدُ للهِ الذي عافَانَا، سبحانَ اللهِ العظيم، بلاءٌ، لا إله إلا الله، على كلِّ حالٍ الرازيّ معَ هذا الكلامِ الـمُنْكَرِ القبيحِ في مسألةِ الاستدلالِ بالوحِي وتقديمِ العقلِ وما تَضَمَّنَتْهُ بعضُ الكتبِ مما..، هذا يوجِبُ بغضَ الرَّجلِ وذمَّهِ، لكنَّ الرجلَ قدْ تَابَ، وتوبةُ مثلِ هذا يدلُّ على أنَّه في مَا قالَ مِن هذهِ الأقوالِ كانَ مُجتهداً يريدُ الحقَّ، لكنَّهُ في ذلكَ الوقتِ لمْ يُهْدَ، حتى منَّ اللهُ عليهِ وتابَ، وتوبتُهُ ثابتةٌ عندَ أهلِ العلمِ.
– طالب: الكلمةُ التي قالَها في احتضارِهِ.
– الشيخ: وهِي.
– طالب: قال أنه يعود، "عليكَ في الإثباتِ بــ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]
– الشيخ: إي، يقول: "اقرأْ في الإثباتِ.." "اقرأْ في النَّفي.."
– طالب: وهذه تكفي أحسنَ اللهُ إليك؟ نظَّرَ وكَفَّر من تأسيسه [….].
– الشيخ: يا أخي، هذا عندَ أهلِ العلمِ ما هي موقوفة على الجملةِ هذي فقط.
– طالب: شيخُ الإسلامِ يقولُ: إنْ لمْ يكنْ تابَ، وشيخُ الإسلامِ مُطَّلِعٌ تقريباً على جميعِ كتبِهِ، وَرَدَّ عليهِ، قال: هذهِ رِدَّةٌ، وألّفَ في عبادةِ الكواكبِ، والسِّحرِ، قالَ: وهذا كُفْرٌ إنْ لمْ يكنْ تابَ منه.
– الشيخ: على كلِّ حالٍ نسألُ الله العافية، وهذا كتابُهُ هذا "أقسامُ اللَّذاتِ" هذا هو الذي يَنْسبونَ إليهِ فيهِ التوبةَ.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة