file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(42) باب ما جاء في وضع اليمين على الشمال

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقي) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الثَّاني والأربعون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، قالَ الإمامُ مجدُ الدِّينِ عبدُ السَّلامِ بنُ تيميةَ الحرانيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "المنتقى في الأحكامِ الشَّرعيَّةِ مِن كلامِ خيرِ البريَّةِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"

– الشيخ : بأبي وأمّي صلَّى الله عليه وسلَّم

– القارئ : بَابُ مَا جَاءَ فِي وَضْعِ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ

– الشيخ : يعني: وضعُ اليمينِ على الشمالِ في الصلاةِ حالَ القيامِ، فيحلُّ القيامُ قبلَ الركوع وبعد الركوع على الصحيحِ.

– القارئ : عن وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّهُ «رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَكَبَّرَ، ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ وَضَعَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَهُمَا وَكَبَّرَ فَرَكَعَ، فَلَمَّا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ بَيْن كَفَّيْهِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ، وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُد: «ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى كَفِّهِ الْيُسْرَى وَالرُّسْغَ وَالسَّاعِدَ»

وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: وَلَا أَعْلَمُهُ إلَّا يُنمى ذَلِكَ إلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.

«وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى، فَرَآهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.

– الشيخ : يعني مثلما فعلَ بابنِ عبَّاسٍ أخذه من ورائِه وأدارَه، لما وقفَ عن يساره أخذَ برأسِه أو بأذنِه وأتى به وجعلَه عن يمينه، كذلكَ معنى ذلك أنَّ الرسولَ باشرَ، باشرَ يعني أرشدَه بالفعلِ، يعني ما قالَ له: ضعْ يدَك، ضعْ اليمنى على اليسرى لا، يعني: باشرَ الفعلَ، أخذَ يدَه اليمنى وجعلَها على اليدِ اليسرى، يعني: إرشادٌ وتعليمٌ بالفعل.

– طالب: أحسن الله إليكم، الشوكانيُّ ذكر روايةَ أحمدَ قال: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَجُلٍ وَهُوَ يُصَلِّي، وَقَدْ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى، فَانْتَزَعَهَا وَوَضَعَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى»

– الشيخ : طيِّب وش تقصد من يعني؟

– طالب: أقولُ: وضح الحديث رواية ابن مسعود أحسن الله إليك، يعني ذكرَ الانتزاعَ فيها أحسن الله إليكَ

– الشيخ : أي هذه بس ذكر الانتزاع ولّا هو واضح، نعم جيِّد.

 

– القارئ : وَعَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: «إنَّ مِنْ السَّنَةِ فِي الصَّلَاةِ وَضْعُ الْأَكُفِّ عَلَى الْأَكُفِّ تَحْتَ السُّرَّةِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ

– الشيخ : هذا بحثُ مسألةٍ أخرى، يضعُ اليمنى على اليسرى لكن أين يضعُهما؟ هذا محلُّ خلافٍ، وظاهرُ هذا الحديث الأخير -حديثُ عليٍّ- أنَّه يضعُهما تحتَ السُّرَّةِ، ينزلُ يديه، والرواياتُ الأخرى كحديثِ وائلٍ بن حجرٍ أنَّه جعلَهما على صدرِه، هذا أصحُّ.

– القارئ : بَابُ نَظَرِ الْمُصَلِّي إلَى سُجُودِهِ وَالنَّهْيِ عَنْ رَفْعِ الْبَصَرِ فِي الصَّلَاةِ

عَنْ ابْنِ سِيرِينَ «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

– الشيخ : أمَّا رفعُ البصرِ في الصلاة فهو حرامٌ لما جاء من الوعيدِ الشديد، لينتهيَنَّ أقوامٌ يرفعونَ أبصارَهم إلى السماءِ في الصلاةِ أو لا ترجع إليهم، نعم وأمَّا النظرُ إلى السجود فهو أقربُ إلى الخشوع وأبعدُ عن تشتُّتِ البالِ هنا وهنا، إذا صارَ ينظرُ يمين وشمال انشغلَ وتشتَّتَ ذهنُه وفكرُه وانشغلَ عمَّا هو فيه.

 

– القارئ : عَنْ ابْنِ سِيرِينَ «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي السَّمَاءِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2] فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ» رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي

– الشيخ : هذا مرسلٌ

– القارئ : فِي كِتَابِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ بِنَحْوِهِ وَزَادَ فِيهِ: «وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ لِلرَّجُلِ أَنْ لَا يُجَاوِزَ بَصَرُهُ مُصَلَّاهُ» وَهُوَ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ.

– الشيخ : المرسلُ ما رواه التابعيُّ عن الرسولِ، يصير بينَه وبينَ الرسولِ الصحابيُّ، ما سقطَ منه الصحابيُّ من سندِه، الصحابيُّ فهو المرسلُ عندَ أهلِ الحديثِ نعم، وهو من قبيلِ المردود الَّذي لا يُحتَجُّ به، لكن لأهل الحديثِ تفصيلاتٌ في المرسل، في المرسلاتِ، أمَّا مرسلُ الصحابيِّ، روايةُ الصحابيِّ عن الصحابيِّ عن النبيِّ فهي مقبولةٌ بإطلاقٍ.

– القارئ : وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ

– الشيخ : سبحانَ الله هذا وعيدٌ، وعيدٌ شديدٌ، أو ترجعُ إليهم أو لتخطفنَّ أبصارُهم، هذا يدلُّ على التحريم، التحريم الشديد، إنْ لم يكنْ من الكبائرِ.

– القارئ : وَعَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلَى السَّمَاءِ

– الشيخ : المقصودُ الرفعُ إلى فوق فقط، يعني نفرضُ أنَّه في داخلِ المسجدِ، ليسَ المقصودُ أن ينظرَ إلى السماءِ، السماءُ كلُّ ما علا فهو سماءٌ، إذا الواحدُ ينظرُ إلى السقفِ يمكن يتفرَّج على اللمباتِ ولّا الألوان الَّتي في السقف هذا هو، ليسَ المرادُ أنْ ينظرَ إلى نفس السماء، قد يكونُ تحتَ سقفٍ، قد يكونُ تحت سقفٍ، فالمحظورُ أن يرفع بصرَه إلى فوقٍ.

 

– القارئ : وَعَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: لَيَنْتَهُنَّ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ» رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا مُسْلِمًا وَالتِّرْمِذِيَّ.

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذَا جَلَسَ فِي التَّشَهُّدِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَلَمْ يُجَاوِزْ بَصَرُهُ إشَارَتَهُ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد.

بَابُ ذِكْرِ الِاسْتِفْتَاحِ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ

– الشيخ : إلى هنا باركَ اللهُ فيك، اللهُ المستعانُ، الله أكبر، الله أكبر، الصلاةُ عبادةٌ لها شأنٌ اشتملتْ على أنواع القوليّة والفعليّة، والرسولُ -عليه الصلاة والسلام- قد علَّمَ أمَّتَه الصلاةَ وقالَ: (صلّوا كما رأيْتُموني أصلّي) وهذا شاملٌ للفريضةِ والنفلِ، (صلّوا كما رأيْتُموني أصلّي) ونقلَ الصحابةُ صفةَ صلاته، واعتنى العلماءُ بجمعها وبيانها وترتيبها، وهذا من حفظِ اللهِ، وهذا من حفظِ اللهِ لدينِه، الرسولُ بلَّغَ، بلَّغَ وأمرَ أصحابَه أن يُبلِّغوا، وهكذا كلُّ من بعدهم عليهم أن يُبلِّغوا، وقد بلَّغوا وقد قامَت الحجَّةُ على الأمَّةِ جيلاً بعد جيلٍ، لا إله إلَّا الله، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

وكذلك علَّمَ الأمَّةَ الصلاةَ بالفعل بأكثرِ أفعالِ الصلاة، وبالقولِ كما في حديثِ المسيءِ: (إذا قمْتَ إلى الصلاةِ فكبِّرْ، ثمَّ … ثمَّ … إلخ) .

 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه