بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة الطُّور
الدَّرس: الخامس
*** *** ***
– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ [الطور:44-49]
– الشيخ : لا إله إلَّا الله، هذا متَّصلٌ بما تقدَّمَ من الآياتِ المتضمِّنةِ لتوبيخِ المشركين وذمِّهم وذكرِ أقوالِهم الباطلةِ والافتراءاتِ على اللهِ المنبِئةِ عن جهلِهم وضلالِهم.
يقولُ تعالى عن هؤلاءِ المشركين: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا} يعني: قِطعًا تَنزلُ عليهم عذابًا {يَقُولُوا} هذا {سَحَابٌ} هذا يشبهُ قولَ عادٍ لما رأَوا العارضَ: {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف:24] هؤلاء يقولون: هذا {سَحَابٌ مَرْكُومٌ}، {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ}
قالَ اللهُ: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} يعني: اتركْهم في ضلالِهم وجهلِهم، فذرْهم في خوضِهم يلعبونَ، {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ}، {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} [المعارج:42]، {حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ}.
{يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} {لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} يعني: للكفَّار والمشركين، {عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} يعني: قبلَ ذلكَ اليومِ، قبلَ يومِ القيامةِ، لهم عذابٌ قبلَ يومِ القيامةِ، وهو عذابُ القبرِ وما قبلَه في الدُّنيا {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
ثمَّ قالَ تعالى لنبيِّه: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} اصبرْ لحكمِ اللهِ الَّذي فرضَ عليكَ من دعوتهم إلى اللهِ، اصبرْ، كما أمرَه بالصَّبر في آياتٍ أخرى، كما قالَ تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف:35]، وهذا كثيرٌ في القرآن، يُصبِّرُ اللهُ نبيَّه، يأمرُه بالصَّبر، وهذا مطلوبٌ من كلِّ من قامَ مقامَ النَّبيِّ في الدَّعوةِ إلى الله، كلُّ من دعا إلى اللهِ سيلاقي مشاقًّا ويلاقي أذىً من المعاندين من الكافرين والمعرضين، فعلى من تصدَّى للدَّعوة إلى اللهِ أن يصبرَ ولا ييئسَ ولا يحزنَ.
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} أي: بمرأىً منَّا، فاللهُ يراه كما قالَ موسى وهارون: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:46]، وإذا علمَ المؤمنُ وعلمَ الدَّاعيةُ أنَّ اللهَ يراه ويرعاه احتسبَ وصبرَ وتوجَّهَ بقلبِه إلى اللهِ وأحسنَ الظَّنَّ باللهِ {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} أمرَهُ بالتَّسبيحِ؛ لأنَّ التَّسبيحَ ممَّا يسكِّنُ الرَّوعَ ويهوِّنُ الشِّدَّةَ ويُزيلُ ضيقَ الصَّدرِ، كما قالَ تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر:97-98]، ففي الصَّلاة والتَّسبيح تهوينُ الشَّدائدِ وحصولُ الطَّمأنينةِ في القلبِ، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:98-99]
وهذا كثيرٌ في القرآنِ، كما تقدَّمَ في سورةِ "ق": {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق:39]، والقرآنُ متشابهٌ فهذه آياتٌ متشابهةٌ في معناها {حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} يعني: في كلِّ الأوقاتِ، في اللَّيل والنَّهار، في أوَّلِ اللَّيلِ وآخرِ النَّهارِ، وقد شرعَ اللهُ لنبيِّه ولهذه الأمَّة الصَّلواتِ الخمسَ، وهي مرتَّبةٌ وموقَّتةٌ في أوقاتِ اللَّيلِ والنَّهار، في أوَّلِ النَّهارِ وآخرِه ووسطِه، وفي أوَّلِ اللَّيل وآخرِه وفي وسطِه التَّهجُّد، فالصَّلواتُ هي أعظمُ تسبيحٍ وأعظمُ ذكرٍ، ولهذا النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا حزبَه أمرٌ مهمٌّ فزعَ إلى الصَّلاة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(تفسيرُ السَّعديِّ)
– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} الآياتِ:
{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي: أَلَهُم اطِّلاعٌ على الغيبِ، واستماعٌ لهُ بينَ الملأِ الأعلى، فيُخبرونَ عن أمورٍ لا يعلمُها غيرُهم؟
{فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ} المُدَّعِي لذلكَ {بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} وأنَّى لهُ ذلكَ؟
واللهُ تعالى عالمُ الغيبِ والشَّهادةِ، فلا يُظهِرُ على غيبِهِ أحدًا إلَّا مَن ارتضى مِن رسولٍ يخبرُهُ بما أرادَ مِن علمِهِ.
وإذا كانَ محمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هوَ أفضلُ الرُّسلِ وأعلمُهم وإمامُهم، وهوَ المُخبِرُ بما أخبرَ بهِ مِن توحيدِ اللهِ ووعدِهِ ووعيدِهِ وغيرِ ذلكَ مِن أخبارِهِ الصَّادقةِ، والمكذِّبونَ هم أهلُ الجهلِ والضَّلالِ والغيِّ والعنادِ، فأيُّ المخبرَيْنِ أحقُّ بقبولِ خبرِهِ؟ خصوصًا والرَّسولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أقامَ مِن الأدلَّةِ والبراهينِ على ما أخبرَ بهِ، ما يوجبُ أنْ يكونَ ذلكَ عينَ اليقينِ وأكملَ الصِّدقِ، وهم لم يقيموا على ما ادَّعوهُ شبهةً، فضلًا عن إقامةِ حُجَّةٍ.
وقولُهُ: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ} كما زعمْتُم {وَلَكُمُ الْبَنُونَ} فتجمعونَ بينَ المحذورَينِ؟ جعلُكم لهُ الولدَ، واختيارُكم لهُ أنقصَ الصِّنفَينِ؟ فهل بعدَ هذا التَّنقُّصِ لربِّ العالمينَ غايةٌ أو دونَهُ نهايةٌ؟
{أَمْ تَسْأَلُهُمْ} يا أيُّها الرَّسولُ {أَجْرًا} على تبليغِ الرِّسالةِ، {فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ} ليسَ الأمرُ كذلكَ، بل أنتَ الحريصُ على تعليمِهم تبرُّعًا مِن غيرِ شيءٍ، بل تبذلُ لهم الأموالَ الجزيلةَ على قبولِ رسالتِكَ والاستجابةِ لأمرِكِ ودعوتِكَ، وتعطي المؤلَّفةَ قلوبَهم ليتمكَّنَ العلمُ والإيمانُ مِن قلوبِهم.
{أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} ما كانُوا يعلمونَهُ مِن الغيوبِ، فيكونونَ قد اطَّلعُوا على ما لم يطِّلعْ عليهِ رسولُ اللهِ، فعارضُوهُ وعاندُوهُ بما عندَهم مِن علمِ الغيبِ؟ وقد عُلِمَ أنَّهم الأمَّةُ الأمِّيَّةُ الجهَّالُ الضَّالُّونَ، ورسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هوَ الَّذي عندَهُ مِن العلمِ أعظمُ مِن غيرِهِ، وأنبأَهُ اللهُ مِن علمِ الغيبِ على ما لم يطَّلعْ عليهِ أحدٌ مِن الخلقِ، وهذا كلُّهُ إلزامٌ لهم بالطُّرقِ العقليَّةِ والنَّقليَّةِ على فسادِ قولِهم، وتصويرُ بطلانِهِ بأحسنِ الطُّرقِ وأوضحِها وأسلمِها مِن الاعتراضِ.
وقولُهُ: {أَمْ يُرِيدُونَ} بقدحِهم فيكَ وفيما جئْتَهم بهِ {كَيْدًا} يُبطِلونَ بهِ دينَكَ، ويفسدونَ بهِ أمرَكَ؟
{فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} أي: كيدُهم في نحورِهم، ومضرَّتُهُ عائدةٌ إليهم، وقد فعلَ اللهُ ذلكَ -وللهِ الحمدُ- فلم يبقَ الكفَّارُ مِن مقدورِهم مِن المكرِ شيئًا إلَّا فعلُوهُ، فنصرَ اللهُ نبيَّهُ عليهم وأظهرَ دينَهُ وخذلَهم وانتصرَ منهم.
{أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} أي: ألهم إلهٌ يُدعَى ويُرجَى نفعُهُ، ويُخافُ مِن ضرِّهِ، غيرُ اللهِ تعالى؟ {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} فليسَ لهُ شريكٌ في الملكِ، ولا شريكٌ في الوحدانيَّةِ والعبادةِ، وهذا هوَ المقصودُ مِن الكلامِ الَّذي سِيقَ لأجلِهِ، وهوَ بطلانُ عبادةِ ما سِوى اللهِ وبيانُ فسادِها بتلكَ الأدلَّةِ القاطعةِ، وأنَّ ما عليهِ المشركونَ هوَ الباطلُ، وأنَّ الَّذي ينبغي أنْ يُعبَدَ ويُصلَّى لهُ ويُسجَدَ ويُخلَصَ لهُ دعاءُ العبادةِ ودعاءُ المسألةِ هوَ اللهُ المألوهُ المعبودُ، كاملُ الأسماءِ والصِّفاتِ، كثيرُ النُّعوتِ الحسنةِ، والأفعالِ الجميلةِ، ذو الجلالِ والإكرامِ، والعِزِّ الَّذي لا يُرامُ، الواحدُ الأحدُ، الفردُ الصَّمدُ، الكبيرُ الحميدُ المجيدُ.
قالَ اللهُ تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ} الآياتِ:
يقولُ تعالى في ذكرِ بيانِ أنَّ المشركينَ المكذِّبينَ بالحقِّ الواضحِ، قد عتَوا عن الحقِّ وعسَوا على الباطلِ، وأنَّهُ لو قامَ على الحقِّ كلُّ دليلٍ لما اتَّبعُوهُ، ولخالفُوهُ وعاندُوهُ، {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا} أي: لو سقطَ عليهم مِن السَّماءِ مِن الآياتِ الباهرةِ كِسَفٌ أي: قطعٌ كبارٌ مِن العذابِ {يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} أي: هذا سحابٌ متراكمٌ على العادةِ أي: فلا يبالونَ بما رأَوا مِن الآياتِ ولا يعتبرونَ بها، وهؤلاءِ لا دواءَ لهم إلَّا العذابُ والنَّكالُ، ولهذا قالَ: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ}
وهوَ يومُ القيامةِ الَّذي يصيبُهم فيهِ مِن العذابِ والنَّكالِ، ما لا يُقادَرُ قدرُهُ، ولا يُوصَفُ أمرُهُ.
{يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} أي: لا قليلًا ولا كثيرًا، وإنْ كانَ في الدُّنيا قد يُوجَدُ منهم كيدٌ يعيشونَ بهِ زمنًا قليلًا فيومَ القيامةِ يضمحلُّ كيدُهم، وتبطلُ مساعيهم، ولا ينتصرونَ مِن عذابِ اللهِ {وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ}.
قالَ اللهُ تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} الآياتِ:
لمَّا ذكرَ اللهُ عذابَ الظَّالمِينَ في القيامةِ، أخبرَ أنَّ لهم عذابًا قبلَ عذابِ يومِ القيامةِ وذلكَ شاملٌ لعذابِ الدُّنيا، بالقتلِ والسَّبي والإخراجِ مِن الدِّيارِ، ولعذابِ البرزخِ والقبرِ، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} أي: فلذلكَ أقامُوا على ما يوجبُ العذابَ، وشدَّةَ العقابِ.
ولـمَّا بيَّنَ تعالى الحججَ والبراهينَ على بطلانِ أقوالِ المكذِّبينَ، أمرَ رسولَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ألَّا يَعبأَ بهم شيئًا، وأنْ يصبرَ لحكمِ ربِّهِ القدَريِّ والشَّرعيِّ بلزومِهِ والاستقامةِ عليهِ، ووعدَهُ اللهُ بالكفايةِ بقولِهِ: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} أي: بمرأىً منَّا وحفظٍ واعتناءٍ بأمرِكَ، وأمرَهُ أنْ يستعينَ على الصَّبرِ بالذِّكرِ والعبادةِ، فقالَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} أي: مِن اللَّيلِ.
ففيهِ الأمرُ بقيامِ اللَّيلِ، أو حينَ تقومُ إلى الصَّلواتِ الخمسِ، بدليلِ قولِهِ: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} أي: آخرَ اللَّيلِ، ويدخلُ فيهِ صلاةُ الفجرِ، واللهُ أعلمُ.
تمَّ تفسيرُ سورةِ الطُّورِ والحمدُ للهِ. انتهى
– الشيخ : جزاكَ اللهُ خيرًا، باركَ اللهُ فيكَ.