بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة التَّغابن
الدَّرس: الرَّابع
*** *** ***
– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [التغابن:14-18]
– الشيخ : لا إله إلَّا الله
يقولُ تعالى مخاطبًا عبادَهُ المؤمنين محذِّرًا لهم من طاعةِ أزواجِهم وأولادِهم بتركِ ما فرضَ اللهُ عليهم وما شرعَ لهم: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} سبحانَ الله، أقربُ النَّاسِ يكونون أعداءً كيف هذا؟! نعم يكونوا بطاعتِهم في معصيةِ اللهِ، بطاعتِهم في معصيةِ اللهِ، وقد جاءَ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ أنَّ من المؤمنين الَّذين أرادُوا الهجرةَ أو أرادُوا الجهادَ ثبَّطَهم أو أرادَ بعضُ أزواجِهم وأولادِهم أنْ يثبِّطوهم، يقولون: كيف تهاجرون وتتركوننا أو تجاهدون فتتعرَّضون للموتِ والقتلِ فتتركوننا؟ فهم يثبِّطونهم قالَ اللهُ محذِّرًا للمؤمنين من طاعتِهم في ذلكَ بتركِ الهجرةِ وتركِ الجهادِ، وأنَّهم بهذه الرَّغبةِ يكونون أعداءً، فمن يثبِّطُك عن الخيرِ ويأمرُك بالمعصيةِ هذا أعدى ممَّن يؤذيكَ في نفسِكَ ومالِكَ: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} يعني: بعضُهم ليسَ كلُّهم، ولهذا قالَ: {مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ}
ثمَّ أكَّدَ ذلك بقولِهِ: {فَاحْذَرُوهُمْ} يعني: احذروا أنْ تطيعوهم، {فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وكأنَّ بعضَ المسلمين الَّذين هاجرُوا أرادُوا أنْ يعاقبوا أزواجَهم وأولادَهم بعدَ ذلك فندبَهم اللهُ إلى العفوِ، {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فالجزاءُ من جنسِ العملِ، فمن عفا عفا اللهُ عنهُ، ومن غفرَ غفرَ اللهُ لهُ، ومَن رحمَ رحمَه اللهُ.
ثمَّ قالَ تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} يعني: افعلوا من طاعةِ اللهِ وامتثالِ أمرِه وتركِ ما نهى عنهُ افعلوا من ذلك ما استطعْتُم، فلا واجبَ معَ العجزِ، ولا حرامَ معَ الضَّرورةِ، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وهذهِ الآيةُ أصلٌ من أصولِ الأحكامِ؛ لأنَّها تتضمَّنُ أنَّ كلَّ ما أمرَ اللهُ بهِ ورسولُهُ فإنَّه معلَّقٌ على الاستطاعةِ كما قالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (ما أمرْتُكم بهِ فأتُوا منهُ ما استطعْتُم) وقالَ: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا، فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَبِقَلْبِهِ) وقالَ: (صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ).
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا} يعني: استجيبوا لأمرِ اللهِ ورسولِهِ {وَأَطِيعُوا} وانقادُوا {اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا} أنفقوا ممَّا رزقَكم اللهُ، {أَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ} أنفقُوا يكون ما أنفقْتُموه خيرًا لكم، {وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الشُّحُّ هو البخلُ بما أوجبَ اللهُ وهو مِن طبعِ النُّفوسِ {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء:128]، ومن يقيهِ اللهُ شحَّ نفسِهِ يفلحْ {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ثمَّ رغَّبَ أيضًا في الإنفاقِ بقوله: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ} إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ بالإنفاقِ، فسمَّى اللهُ النَّفقةَ في سبيلِ اللهِ سمَّى ذلك قرضًا؛ لأنَّ اللهَ يُخلِفُ على المنفِقِ ويضاعِفُ له الأجرَ، فصارَ المنفِقُ يأتيهِ أكثرَ ممَّا أعطى علمًا أنَّ القرضَ في العادةِ يقتضي ردَّ المثلِ ولكنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يضاعفُ للمنفقينَ نفقاتِهم أضعافًا كثيرةً.
{وَيَغْفِرْ لَكُمْ} فوعدَهم بمضاعفةِ الأجورِ وبالمغفرةِ {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ} شكورٌ من أسمائِه الشَّكورُ وهو يشكرُ للعالمين يجزي على العملِ القليلِ الأجرَ الجزيلَ، وهو حميدٌ لا يُعاجِلُ بالعقوبةِ فهو يضاعفُ الأجورَ للمحسنين ويغفرُ للمسيئين.
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} لا تخفى عليه خافيةٌ، فهو يعلمُ الغيبَ في السَّموات وفي الأرضِ، فهذا من أسمائِه وصفاتِه {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} فهذا الاسمُ وهذا الوصفُ لا يصدقُ إلَّا على اللهِ فهو عالمُ الغيبِ والشَّهادةِ وهوَ {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فتضمَّنَتْ هذه الآياتُ جملةً من أسمائِه الحسنى: شكورٌ، حليمٌ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، عزيزٌ، حكيمٌ.
(تفسيرُ السَّعديِّ)
– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} الآياتِ:
هذا تحذيرٌ مِن اللهِ للمؤمنينَ عن الاغترارِ بالأزواجِ والأولادِ، فإنَّ بعضَهم عدوٌّ لكم، والعدوُّ هوَ الَّذي يريدُ لكَ الشَّرَّ، فوظيفتُكَ الحذرُ ممَّن هذهِ صفتُهُ، والنَّفسُ مجبولةٌ على محبَّةِ الأزواجِ والأولادِ، فنصحَ تعالى عبادَهُ أنْ تُوجِبَ لهم هذهِ المحبَّةُ الانقيادَ لمطالبِ الأزواجِ والأولادِ الَّتي فيها مِن المحذورِ الشَّرعيِّ ورغَّبَهم في امتثالِ أوامرِهِ، وتقديمِ مرضاتِهِ بما عندَهُ مِن الأجرِ العظيمِ المشتمِلِ على المطالبِ العاليةِ والمحابِّ الغاليةِ، وأنْ يؤثروا الآخرةَ على الدُّنيا الفانيةِ المنقضيةِ، ولَمَّا كانَ النَّهيُ عن طاعةِ الأزواجِ والأولادِ، فيما هوَ ضررٌ على العبدِ، والتَّحذيرُ مِن ذلكَ، قد يُوهِمُ الغلظةَ عليهم وعقابَهم، أمرَ تعالى بالحذرِ منهم، والصَّفحِ عنهم والعفوِ، فإنَّ في ذلكَ، مِن المصالحِ ما لا يمكنُ حصرُهُ، فقالَ: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} لأنَّ الجزاءَ مِن جنسِ العملِ.
فمَن عفا عفا اللهُ عنهُ، ومَن صفحَ صفحَ اللهُ عنهُ، ومَن عاملَ اللهَ فيما يحبُّ، وعاملَ عبادَهُ كما يحبُّونَ وينفعُهم، نالَ محبَّةَ اللهِ ومحبَّةَ عبادِهِ، واستوثقَ لهُ أمرُهُ.
قالَ اللهُ تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} الآياتِ:
يأمرُ تعالى بتقواهُ، الَّتي هيَ امتثالُ أوامرِهِ واجتنابِ نواهيهِ، وقــيَّدَ ذلكَ بالاستطاعةِ والقدرةِ.
فهذهِ الآيةُ، تدلُّ على أنَّ كلَّ واجبٍ عجزَ عنهُ العبدُ، أنَّهُ يسقطُ عنهُ، وأنَّهُ إذا قدرَ على بعضِ المأمورِ، وعجزَ عن بعضِهِ، فإنَّهُ يأتي بما يقدرُ عليهِ، ويسقطُ عنهُ ما يعجزُ عنهُ، كما قالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إذا أمرْتُكم بأمرٍ فأتوا منهُ ما استطعْتُم).
ويدخلُ تحتَ هذهِ القاعدةِ الشَّرعيَّةِ مِن الفروعِ، ما لا يدخلُ تحتَ الحصرِ، وقولُهُ: {وَاسْمَعُوا} أي: اسمعُوا ما يعظُكم اللهُ بهِ، وما يشرعُهُ لكم مِن الأحكامِ، واعلمُوا ذلكَ وانقادُوا لهُ {وَأَطِيعُوا} اللهَ ورسولَهُ في جميعِ أمورِكم، {وَأَنْفِقُوا} مِن النَّفقاتِ الواجبةِ والمُستحَبَّةِ، يكنْ ذلكَ الفعلُ منكم خيرًا لكم في الدُّنيا والآخرةِ، فإنَّ الخيرَ كلَّهُ في امتثالِ أوامرِ اللهِ تعالى وقبولِ نصائحِهِ، والانقيادِ لشرعِهِ، والشَّرُّ كلُّهُ، في مخالفةِ ذلكَ.
ولكنْ ثَمَّ آفةٌ تمنعُ كثيرًا مِن النَّاسِ، مِن النَّفقةِ المأمورِ بها، وهوَ الشُّحُّ المجبولةُ عليهِ أكثرُ النُّفوسِ، فإنَّها تشحُّ بالمالِ، وتحبُّ وجودَهُ، وتكرهُ خروجَهُ مِن اليدِ غايةَ الكراهةِ.
{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} بأنْ تسمحَ نفسُهُ بالإنفاقِ النَّافعِ لها {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} لأنَّهم أدركُوا المطلوبَ، ونجَوا مِن المرهوبِ، بل لعلَّ ذلكَ شاملٌ لكلِّ ما أُمِرَ بهِ العبدُ، ونُهِيَ عنهُ، فإنَّهُ إنْ كانَتْ نفسُهُ شحيحةً، لا تنقادُ لما أُمِرَتْ بهِ، ولا تخرجُ ما قِبَلَها، لم يفلحْ، بل خسرَ الدُّنيا والآخرةَ، وإنْ كانَتْ نفسُهُ نفسًا سَمْحةً، مطمئنَّةً، منشرحةً لشرعِ اللهِ، طالبةً لمرضاةٍ، فإنَّها ليسَ بينَها وبينَ فعلِ ما كُلِّفَتْ بهِ إلَّا العلمُ بهِ، ووصولُ معرفتِهِ إليها، والبصيرةُ بأنَّهُ مُرْضٍ للهِ تعالى، وبذلكَ تفلحُ وتنجحُ وتفوزُ كلَّ الفوزِ.
ثمَّ رغَّبَ تعالى في النَّفقةِ فقالَ: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} وهوَ كلُّ نفقةٍ كانَتْ مِن الحلالِ، إذا قَصدَ بها العبدُ وجهَ اللهِ تعالى وطلبَ مرضاتِهِ، ووضعَها في موضعِها {يُضَاعِفْهُ لَكُمْ} النَّفقةُ بعشرِ أمثالِها إلى سبعمائةِ ضعفٍ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ.
{وَ} معَ المضاعفةِ أيضًا {يَغْفِرْ لَكُمْ} بسبب الإنفاقِ والصَّدقةِ ذنوبَكم، فإنَّ الذُّنوبَ يكفِّرُها اللهُ بالصَّدقاتِ والحسناتِ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.
{وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} لا يعاجلُ مَن عصاهُ، بل يمهلُهُ ولا يهملُهُ، {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [فاطر:45]، واللهُ تعالى شكورٌ يقبلُ مِن عبادِهِ اليسيرَ مِن العملِ، ويجازيهم عليهِ الكثيرَ مِن الأجرِ، ويشكرُ تعالى لِمَن تحمَّلَ مِن أجلِهِ المشاقَّ والأثقالَ، وأنواعَ التَّكاليفِ الثِّقالِ، ومَن تركَ شيئًا للهِ، عوَّضَهُ اللهُ خيرًا منهُ.
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} أي: ما غابَ عن العبادِ مِن الجنودِ الَّتي لا يعلمُها إلَّا هوَ، وما يشاهدونَهُ مِن المخلوقاتِ، {الْعَزِيزُ} الَّذي لا يُغالَبُ ولا يُمانَعُ، الَّذي قهرَ كلَّ الأشياءِ، {الْحَكِيمُ} في خلقِهِ وأمرِهِ، الَّذي يضعُ الأشياءَ مواضعَها.
تمَّ تفسيرُ سورةِ التَّغابُنِ، وللهِ الحمدُ.
– طالب: ومن تركَ شيئًا عوَّضَهُ اللهُ خيرًا منه
– الشيخ : أيش فيه؟
– طالب: يدخلُ فيها تركُ المعاصي وكذا؟
– الشيخ : إي .