بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (التَّبصرة في أصولِ الدِّينِ) لأبي الفرج الشّيرازي
الدِّرس: الرَّابع والعشرون
*** *** *** ***
- صحة عبارة "منه بدأ وإليه يعود" مع ضعف الحديث المرفوع المروي [1] - الرد على قول المصنف أن البداية للتنزيل لا للتكلم [2]
– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أمَّا بعدُ؛ قالَ أبو الفرجِ الشِّيرازيُّ –رحمَهُ اللهُ تعالى- في "التَّبصرةِ في أصولِ الدِّينِ" قالَ رحمَهُ اللهُ:
فإنْ احتجَّ المخالفُ بأنْ يقولَ: الإنزالُ يكونُ بمعنى الخلقِ، والدَّليلُ عليهِ قولُهُ تعالى: وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا [الفرقان:48]، وكذلكَ قولُهُ تعالى: وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا [ق:9]، وأيضًا قولُهُ تعالى: وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ [الحديد:25]، وكلُّ ذلكَ يدلُّ على أنَّ كلَّ منزَلٍ يكونُ مخلوقًا.
والجوابُ: أنَّهُ لم يقلْ أحدٌ مِن أهلِ التَّفسيرِ ولا مِن أهلِ اللُّغةِ على أنَّ الإنزالَ بمعنى الخلقِ ولا أنَّ المرادَ بهِ الخلقُ، لأنَّ اللهَ تعالى قالَ: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ [السجدة:5]، وقد أجمعْنا على أنَّ الأمرَ غيرُ مخلوقٍ.
وجوابٌ آخرُ: هوَ أنَّا لا نسلِّمُ بأنَّ الإنزالَ بمعنى الخلقِ، ولا كلُّ ما وُصِفَ بالإنزالِ أو وُصِفَ بالنُّزولِ يكونُ مخلوقًا، والدَّليلُ عليهِ هوَ أنَّ الرِّوايةَ صحَّتْ عن النَّبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأنَّهُ قالَ: (ينزلُ الجبَّارُ جلَّ جلالُهُ إلى سماءِ الدُّنيا) وذلكَ يُوجِبُ أنْ يكونَ مخلوقًا، فكذلكَ لا يُوجِبُ أنْ يكونَ كلامُهُ مخلوقًا، وأمَّا قولُهُ تعالى: وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا [الفرقان:48]، وإلى غيرِ ذلكَ مِن الآياتِ فنقولُ: لم يُحكَمْ بكونِهِ مخلوقًا لأجلِ إنزالِهِ، وإنَّما حُكِمَ بخلقِهِ لكونِهِ مركَّبًا ومرئيًّا، ولكونِهِ مخلوقًا بنصِّ القرآنِ وإجماعِ الأئمَّةِ، لأنَّ اللهَ تعالى قالَ في كتابِهِ العزيزِ: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا [الفرقان:54]، وقال: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ [الأنبياء:30]، وأمَّا أنْ يكونَ ذلكَ للإنزالِ فلا.
واحتجَّ أيضًا بأنْ قالَ: النُّزولُ لا يكونُ إلَّا خلوٌّ مِن مكانٍ وإشغالُ حيزٍ وانتقالٌ مِن مكانٍ إلى مكانٍ، ومِن محلٍّ إلى محلٍّ وهذهِ مِن صفاتِ المحدَثِ لا محالةَ.
والجوابُ: هو أنَّا نقولُ أنَّ ما ذكرَهُ هوَ صفةُ نزولِ الأجسامِ لا صفةُ ما ليسَ بجسمٍ، فلا تُقاسُ صفةُ ما ليسَ بجسمٍ أو ما ليسَ بجسمٍ عليهِ.
وجوابٌ آخرُ: هوَ أنَّ نزولَ القرآنِ لا يُوجِبُ انفصالَهُ عن ذاتِ الباري لأنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالَ: (القرآنُ حبلُ اللهِ المتينُ، طرفُهُ بيدِ اللهِ، وطرفُهُ بأيديكم، ولنْ تضلُّوا ما دمْتُم متمسِّكينَ بهِ).
وجوابٌ آخرُ: وهوَ أنَّ ما ذكرَهُ كلامٌ في كيفيَّةِ النُّزولِ، ولا يجوزُ أنْ يكلِّمَنا في كيفيَّةِ النُّزولِ لكونِهِ أنَّهُ يخالفُنا في أصلِهِ.
وجوابٌ آخرُ: وهوَ أنَّ القرآنَ نطقَ بالنُّزولِ ولم ينطقْ بالكيفيَّةِ، فنقولُ كما قالَ اللهُ تعالى، ولا تُضرَبُ لكلامِهِ الأمثالُ كما لا تُضرَبُ لذاتِهِ الأمثالُ، واللهُ أعلمُ.
فصلٌ: في كونِ أنَّ القرآنَ منهُ بدأَ وإليهِ يعودُ خلافًا للأشعريَّةِ في إنكارِهم ذلكَ:
دليلُنا قولُهُ تعالى: تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الحاقة:43]، وقولُهُ تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10]، إلى غيرِ ذلكَ مِن الآياتِ الدَّالَّةِ عليهِ.
دليلٌ ثانٍ: ما روى ابنُ مالكٍ القطيعيُّ بإسنادِهِ عن عطيَّةَ بنِ قيسٍ عن رسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّهُ قالَ: (ما تكلَّمَ العبادُ بكلامٍ أحبُّ إلى اللهِ تعالى مِن كلامِهِ، ولا رُفِعَ إليهِ كلامٌ أحبُّ إليهِ مِن كلامِهِ).
دليلٌ ثالثٌ: روى أحمدُ -رضيَ اللهُ عنهُ- عن عبدِ الرَّزَّاقِ عن معمرٍ عن الزُّهريِّ عن أنسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- عن رسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّهُ قالَ: (القرآنُ كَلَامُ اللَّهِ مُنزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ منهُ بدأَ وإليهِ يعودُ)
– الشيخ : كأنَّ هذا مرَّ علينا؟
– القارئ : نعم مرَّ سابقًا
– الشيخ : وضعَّفَه، أقولُ وضعَّفَ المرفوعَ
– القارئ : نعم نعم، نقلَ عن البيهقيِّ -رحمَهُ اللهُ- أنَّهُ قالَ: لا يصحُّ شيءٌ مِن ذلكَ، الأحاديثُ المرفوعةُ، أسانيدُها مظلمةٌ لا ينبغي أنْ يُحتَجَّ بشيءٍ منها ولا أنْ يُستشهَدَ بشيءٍ منها، وقالَ ابنُ الجوزيِّ في الموضوعاتِ: وقد رُوِيَ في هذا البابِ أحاديثُ عن رسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليسَ فيها شيءٌ يثبتُ عنهُ.
الحاشية السفلية
↑1 | صحة عبارة "منه بدأ وإليه يعود" مع ضعف الحديث المرفوع المروي - الشيخ : الشَّأنُ في المرفوع، وإلَّا المعنى عندَ أهلِ السُّنَّة يقرُّونه ويقولون به، "إنَّه بدأَ من اللهِ" يعني تكلُّمًا به، "وإليهِ يعودُ" تعبيرًا عن رفعه في آخرِ الزَّمانِ حينَ يُرفَعُ من الصُّدورِ والمصاحفِ كما جاءَت به الآثارُ، يقولون: منه بدأَ وإليهِ يعودُ. - القارئ : دليلٌ رابعٌ: ما رُوِيَ عن النَّبيِّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أنَّهُ قالَ: (خيرُكم مَن حفظَ القرآنَ، ومَن حفظَ كتابَ اللهِ وعملَ بهِ وعلَّمَهُ النَّاسَ، لأنَّهُ كلامُ اللهِ تعالى مُنزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ منهُ بدأَ وإليهِ يعودُ، ومَن قالَ مخلوقٌ فهوَ كافرٌ ملعونٌ) - الشيخ : هذا كلُّه من لفظِ الحديث؟ - القارئ : نعم - الشيخ : سبحان الله! عجيب! - القارئ : دليلٌ خامسٌ: ما رُوِيَ عن ابنِ مسعودٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- أنَّهُ قالَ: أقرأَني رسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأثبتُها في مصحفي فلمَّا كانَ في اللَّيلةِ جئْتُ حتَّى أقرأَها فلم أقدرْ على قراءتِها فعدْتُ إلى المصحفِ فوجدْتُ مكانَ الآيةِ بياضًا، فأخبرْتُ بذلكَ النَّبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالَ: (أما علمْتَ أنَّها رُفِعَتِ البارحةَ؟) - الشيخ : اللهُ المستعانُ! أيش قالَ عليها هذا - القارئ : قالَ: لم أجدْهُ عن ابنِ مسعودٍ، وقد أخرجَ نحوَهُ أبو عبيدٍ في النَّاسخِ والمنسوخِ، والطَّحاويُّ وابنُ الجوزيِّ عن ابنِ شهابٍ أنَّهُ قالَ: أخبرَني أبو أمامةَ بنُ سهلِ حنيفٍ في مجلسِ سعيدِ بنِ المسيَّبِ أنَّ رجلًا كانَتْ معَهُ سورةٌ فقامَ يقرؤُها مِن اللَّيلِ فلم يقدرْ عليها وقامَ آخرُ يقرؤُها فلم يقدرْ عليها وقام آخرُ يقرؤُها فلم يقدرْ عليها فأصبحُوا فأتَوا رسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالَ بعضُهم: يا رسولَ اللهِ قمْتُ البارحةَ لأقرأَ سورةَ كذا وكذا فلم أقدرْ عليها، وقالَ الآخرُ: يا رسولَ اللهِ ما جئْتُ إلَّا لذلكَ، وقالَ الآخرُ: وأنا يا رسولَ اللهِ، فقالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إنَّها نُسِخَتِ البارحةَ). دليلٌ سادسٌ: ما رُوِيَ عن ابنِ مسعودٍ أنَّهُ قالَ: اقرؤُوا القرآنَ قبلَ أنْ لا تقدرُوا على آيةٍ منهُ، قيلَ لهُ: وكيفَ يكونُ ذلكَ يا ابنَ مسعودٍ ونحنُ نعلِّمُهُ أبناءَنا، وأبناؤُنا يعلِّمونَ أبناءَهم؟ فقالَ: يُسرَى عليهِ في ليلةٍ فيُنسَخُ مِن صدورِ الرِّجالِ والمصاحفِ فيصبحُ النَّاسُ كالبهائمِ لا يقدرونَ على آيةٍ منهُ". والَّذي يدلُّ على صحَّةِ هذا قولُهُ تعالى: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا [البقرة:106]، والنَّسخُ عبارةٌ عن الرَّفعِ، إذْ هوَ الرَّفعُ والإزالةُ، وقد أجمعَ المفسِّرونَ على أنَّ مِن القرآنِ ما نُسِخَ خطُّهُ وحكمُهُ، وهذا معنى قولِنا: "وإليهِ يعودُ" وكلُّ مقالةٍ حدثَتْ بعدَ انعقادِ الإجماعِ لا يُلتفَتُ إليها لكونِها انعقدَتْ بعدَ الإجماعِ. دليلٌ سابعٌ: هوَ أنَّهُ قد ثبتَ مِن مذهبِنا أنَّ القرآنَ منزَلٌ، وقد دلَّتْ الدَّلالةُ على صحَّةِ ذلكَ، وهذا معنى قولِنا: منهُ بدأَ، وإذا ثبتَ أنَّهُ منهُ بدأَ ثبتَ أنَّهُ إليهِ يعودُ، لأنَّهُ سبحانَهُ وتعالى قالَ: وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ [هود:123] - الشيخ : سبحانَ الله تعالى! - القارئ : وأنكرَ الأشعريُّ لفظةَ: "منهُ بدأَ وإليهِ يعودُ"، وذلكَ لأنَّ عندَهُ وعلى رأيِهِ ليسَ معَنا قرآنٌ حتَّى يُقالَ: "منهُ بدأَ وإليهِ يعودُ"، فلا يعودُ إلى اللهِ شيءٌ لما ذكرَهُ. واحتجَّ المخالفُ بأنْ قالَ: قد أجمعْنا نحنُ وأنتم على أنَّ القرآنَ قديمٌ، وما كانَ قديمًا فكيفَ يكونُ لهُ بدايةٌ، والجوابُ: هوَ أنَّا نقولُ أنَّ البدايةَ للتَّنزيلِ لا للتَّكلُّمِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى تكلَّمَ بالقرآنِ في القدمِ، ولمَّا بعثَ |
---|---|
↑2 | الرَّد على قول المصنف أنَّ البداية للتَّنزيل لا للتَّكلم - الشيخ : هذه المسألةُ مرَّتْ علينا - القارئ : إي نعم في أوَّلِ الكلامِ على المسألةِ - الشيخ : نعم مرَّتْ علينا والصَّوابُ أنَّ كلامَ الله قديمُ النَّوعِ، وأمَّا القرآنُ فلا نقولُ: إنَّه قديمٌ؛ لأنَّ اللهَ تكلَّمَ به في أوقاتٍ بمشيئتِهِ سبحانَه وما تعلَّقَتْ به المشيئةُ لا يكونُ قديمًا وهم يريدونَ بالقدمِ: القدمُ المطلَقُ الَّذي لا بدايةَ له. - القارئ : وهذا يدلُّ على أنَّ المؤلِّفَ رحمَهُ اللهُ يذهبُ مذهبَ السَّالميَّةِ في كلامِ اللهِ - الشيخ : أنَّ المؤلِّفَ؟ - القارئ : المؤلِّفُ في أوَّلِ فصلٍ في الكلامِ عن هذهِ المسائلِ قالَ: فصلُ أنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ منزَلٌ غيرُ مخلوقٍ منهُ بدأَ وإليهِ يعودُ تكلَّمَ اللهُ تعالى بهِ في القدمِ بحرفٍ يُكتَبُ وصوتٍ يُسمَعُ ومعنىً يُعلَمُ - الشيخ : قلْتُ، الظَّاهرُ أنِّي قلْتُ: أنَّ هذا يقتضي أنْ يكونَ من السَّالميَّة الَّذين يقولون أنَّ القرآنَ حروفٌ وأصواتٌ قديمةٌ. - القارئ : لأنَّ اللهَ تعالى تكلَّمَ بالقرآنِ في القدمِ، ولمَّا بعثَ محمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنزلَهُ عليهِ كما سبقَ ذكرُهُ. واحتجَّ المخالفُ أيضًا بأنْ قالَ: كيفَ يُتصوَّرُ عودُ الكلامِ إلى اللهِ تعالى وهوَ غيرُ منفصلٍ عنهُ؟ والجوابُ: هوَ أنَّا نقولُ: إنَّ كلامَهُ سبحانَهُ وتعالى متَّصلٌ بهِ ومتَّصلٌ بنا، ولا يُمتنَعُ أنْ يُوصَفَ بالعودِ إليهِ وغيرُ منفصلٍ عنهُ كما أنَّ نورَ الشَّمسِ متَّصلٌ بنا ومتَّصلٌ بها وهوَ يعودُ إليها عندَ الغروبِ، وكذلكَ نورُ القمرِ - الشيخ : هذه "خرابيط".. أقولُ: هذا الكلامُ الي قالَه "خرابيط"! أقول: هذا التَّشبيه، عندَ الغروبِ يقول؟ - القارئ : كما أنَّ نورَ الشَّمسِ متَّصلٌ بنا ومتَّصلٌ بها وهوَ يعودُ إليها عندَ الغروبِ - الشيخ : هي نورُها ما فارقَها الشَّمس. - القارئ : وكذلكَ نورُ القمرِ وغيرُهُ مِن الأنوارِ. وكذلكَ إنْ نظرَ النَّاظرُ إلى شيءٍ فإنَّ مِن عينِهِ شعاعًا متَّصلًا بالمرءِ وإذا غمضَ بصرَهُ عادَ ذلكَ الشُّعاعُ إلى العينِ. انتهى - الشيخ : أحسنْتَ، كلُّها خوضٌ في ما لم يحقِّقوه... النَّظرياتُ الحديثةُ والقديمةُ إنَّ رؤيةَ العينِ إنَّها انطباعُ الصُّورِ في عدسةِ العين، لا أنَّه ينطلقُ منها شعاعٌ، تقول عندَك شيء؟ - القارئ : انتهى أحسنَ اللهُ إليكَ - الشيخ : انتهى؟ - القارئ : نعم - الشيخ : كأنَّ عندَك شيء تعليق - القارئ : فيه [يوجد] كلام للمحقِّق تعليق بسيط على هذا الكلام السَّابق، قالَ: هذا جوابٌ فاسدٌ عن لازمٍ فاسدٍ، يلزمُ نفاةُ أفعالِ اللهِ الاختياريَّةِ مِن الكلَّابيَّةِ ومَن تبعَهم - الشيخ : اللهُ المستعانُ. |