بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح (الرّسالة العرشيّة لابن تيميّة)
الدّرس الثّالث عشر
*** *** *** ***
– القارئ: الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على عبده ورسوله نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد؛ اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين، يقول شيخ الإسلام الإمام أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في رسالته الموسومة "بالرسالة العرشية"، قال رحمه الله:
فَقَدْ ظَهَرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّوَجُّهُ إلَى اللَّهِ إلَّا إلَى الْعُلُوِّ، مَعَ كَوْنِهِ عَلَى عَرْشِهِ مُبَايِنًا لِخَلْقِهِ، وَسَوَاءٌ قُدِّرَ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ مُحِيطٌ بِالْمَخْلُوقَاتِ كَمَا يُحِيطُ بِهَا إذَا كَانَتْ فِي قَبْضَتِهِ أَوْ قُدِّرَ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ فَوْقَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْبِضَهَا وَيُحِيطَ بِهَا، فَهُوَ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ يَكُونُ فَوْقَهَا مُبَايِنًا لَهَا، فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ فِي الْخَالِقِ وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ فِي الْعَرْشِ، لَا يَلْزَمُ شَيْءٌ مِنْ الْمَحْذُورِ وَالتَّنَاقُضِ، وَهَذَا يُزِيلُ كُلَّ شُبْهَةٍ، وَإِنَّمَا تَنْشَأُ الشُّبْهَةُ فِي اعْتِقَادَيْنِ فَاسِدَيْنِ. أَحَدُهُمَا: أَنْ..
– الشيخ: تنشأ الشبهة
– القارئ: وَإِنَّمَا تَنْشَأُ الشُّبْهَةُ
– الشيخ: كأنها من، دائماً يصير تصح من وفي، من اعتقادين
– القارئ: نعم أحسن الله إليك
– الشيخ: محتمل يعني خله، تقرأ كما يبدو لك
– القارئ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يُظَنَّ أَنَّ الْعَرْشَ إذَا كَانَ كُرِّيًّا وَاَللَّهُ فَوْقَهُ، وَجَبَ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ كُرِّيًّا، ثُمَّ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ إذَا كَانَ كُرِّيًّا فَيَصِحُّ التَّوَجُّهُ إلَى مَا هُوَ كُرِّيٌّ كَالْفَلَكِ التَّاسِعِ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ، وَكُلٌّ مِنْ هَذَيْنِ الِاعْتِقَادَيْنِ خَطَأٌ وَضَلَالٌ.
– الشيخ: … نعم، وإنما ينشأ الغلط من اعتقادين
– القارئ: وَإِنَّمَا تَنْشَأُ الشُّبْهَةُ فِي اعْتِقَادَيْنِ فَاسِدَيْنِ. كأن محتواها يعني محتوى الشبهة يعني في هذا الاعتقادين.
– الشيخ: مُحتمل خله
– القارئ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يُظَنَّ أَنَّ الْعَرْشَ إذَا كَانَ كُرِّيًّا وَاَللَّهُ فَوْقَهُ، وَجَبَ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ كُرِّيًّا.
– الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله، يا سلام سلم
– القارئ: ثُمَّ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ إذَا كَانَ كُرِّيًّا فَيَصِحُّ التَّوَجُّهُ إلَى مَا هُوَ كُرِّيٌّ كَالْفَلَكِ التَّاسِعِ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ، وَكُلٌّ مِنْ هَذَيْنِ الِاعْتِقَادَيْنِ.
– الشيخ: لا وإذا كان كرياً، الاعتقاد الثاني
– القارئ: إلى الآن لم يأت إلى الاعتقاد الثاني، الآن يُفصّل في الاعتقاد الأول
– الشيخ: أي
– القارئ: وَكُلٌّ مِنْ هَذَيْنِ الِاعْتِقَادَيْنِ خَطَأٌ وَضَلَالٌ
– الشيخ: لأ الكلمة هذه، إذاً هو دخل علينا اعتقاد ثاني
– القارئ: أي نعم استطراداً يعني
– الشيخ: أي جعلهما اعتقادين الأول يعني
– القارئ: نعم أحسن الله إليكم
– الشيخ: نعم كُريّاً أيش بعده
– القارئ: فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ كَوْنِهِ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَمَعَ الْقَوْلِ بِأَنَّ الْعَرْشَ كُرِّيٌّ سَوَاءٌ كَانَ هُوَ التَّاسِعَ أَوْ غَيْرَهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُظَنَّ أَنَّهُ مُشَابِهٌ لِلْأَفْلَاكِ فِي أَشْكَالِهَا، كَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُظَنَّ أَنَّهُ مُشَابِهٌ لَهَا فِي أَقْدَارِهَا، وَلَا فِي صِفَاتِهَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ.
– الشيخ: سبحان الله، سبحان الله العظيم، نعم لا يجوز لا يجوز
– القارئ: كَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُظَنَّ أَنَّهُ مُشَابِهٌ لَهَا فِي أَقْدَارِهَا، وَلَا فِي صِفَاتِهَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا، بَلْ قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ مِنْ أَنْ تَكُونَ الْمَخْلُوقَاتُ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ دَاخِلِ الْفَلَكِ فِي الْفَلَكِ.
– الشيخ: أيش؟
– القارئ: مِنْ أَنْ تَكُونَ الْمَخْلُوقَاتُ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ دَاخِلِ الْفَلَكِ فِي الْفَلَكِ، وَإِنَّهَا عِنْدَهُ أَصْغَرُ مِنْ الْحِمَّصَةِ وَالْفَلْفَلَةِ.
– الشيخ: والفُلْفُلَةِ
– القارئ: مِنْ الْحِمَّصَةِ وَالْفُلْفُلَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فِي يَدِ أَحَدِنَا.
– الشيخ: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، سبحان الله، سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله.
– القارئ: فَإِذَا كَانَتْ الْحِمَّصَةُ أَوْ الْفُلْفُلَةُ. بَلْ الدِّرْهَمُ وَالدِّينَارُ، أَوْ الْكُرَةُ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ وَنَحْوُ ذَلِكَ، فِي يَدِ الْإِنْسَانِ أَوْ تَحْتَهُ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، هَلْ يَتَصَوَّرُ عَاقِلٌ إذَا اسْتَشْعَرَ عُلُوَّ الْإِنْسَانِ عَلَى ذَلِكَ وَإِحَاطَتَهُ بِهِ أَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ كَالْفَلَكِ؟ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى.
– الشيخ: … الكرة إذا لعب بها الصبيان دائماً في كلام أهل العلم وقديماً وحديثاً الكرة لا تذكر إلا للصبيان، فليُتَنَبَّه فقد صار فقد صارت لُعبة الصبيان لُعبة للكبار، لكبار السن وكبار والأعيان وهي من فتنة هذا الزمان، الكرة لعب الكرة، يعني أُشيعت في العالم حتى صارت يعني لها شأن في عقول يعني أكثر البشر من الصغار والكبار، عجب العجب، عجب، أن يكون اللعب يُعطى هذا الدفع ويُعطى هذا الزخم ويُعطى هذا الاهتمام الكبير.
سبحان الله إن هذا من عجائب الزمان يا أخوة، من عجائب الزمان ومن العِبر، فليحمد الله من عوفي، فليحمد الله من عوفي من الافتتان بهذه اللعبة، اسمها لعبة هي، لعبة الكرة كرة القدم، وينفخ فيها الكفار نفخ وحتى تغلغلت ودخلت على عقول المسلمين، وصارت يعني مفخرة لمن يتفوّق، مفخرة يفخر بها المُستذَلّون، يفخرون أنهم يعني تفوقوا في الكرة في بعض تلك المباريات.
فلا بد من الوعي يا إخوان في شأن يعني هذه الفتنة، هي فتنة من فتن الزمان، سبحان الله، تُنفق فيها الأموال العظيمة الطائلة، مع حاجة البشرية لتلك الأموال، البشرية هم يذكرون المجاعات ويذكرون يعني الأحوال، ويحتاجون البشر يحتاجون إلى الغذاء والدواء، فإنفاق الأموال مع هذه، يعني معناه تعطيل وحرمان للمصارف العظيمة المهمة عقلاً وشرعاً، وإنفاق هذه الأموال في التافه الذي ليس له مردود على البشرية.
وهذه الأمم المتحدة يعني تدّعي أنها تُعنى بالبشرية وتُعنى يعني بمكافحة الفقر ومكافحة الجوع ومكافحة المرض، وهم يُزيّنون هم لعلهم لا ينفقون وإن أنفقوا فليسوا عبرة، هم لا يكادون ينفقون، يُحمِّلون غيرهم النفقات.
فالكرة في يعني في عُرف المسلمين يعني قبل هذا العصر لا تُعرف إلا للصبيان، لعبة البزور.
– القارئ: أحسن الله إليكم، يعني يُستغل هذا الكلام لأجل الترويج عن الكرة.
– الشيخ: أي كلام؟
– القارئ: يعني مثلاً كانت الكرة في الأزمنة الماضية و إلخ.
– الشيخ: أي أيش في؟
– القارئ: يعني يقال إذا كانت الأزمنة الماضية ما يعني ماذا يكون اليوم؟ يعني اليوم يجب أن تتطور هذه الكرة، فلأجل ذلك نسأل الله العافية، فأصبحت ساحة المعركة.
– الشيخ: صارت أقلك لعبة الصبيان صارت علماً وصارت يعني مجال سباق وتنافس ومجال لإنفاق الطائل للأموال، الآن يهنئون بعض البلاد، نعم مشي.
– القارئ: فَإِذَا كَانَتْ الْحِمَّصَةُ أَوْ الْفُلْفُلَةُ. بَلْ الدِّرْهَمُ وَالدِّينَارُ، أَوْ الْكُرَةُ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ وَنَحْوُ ذَلِكَ، فِي يَدِ الْإِنْسَانِ أَوْ تَحْتَهُ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، هَلْ يَتَصَوَّرُ عَاقِلٌ إذَا اسْتَشْعَرَ عُلُوَّ الْإِنْسَانِ عَلَى ذَلِكَ وَإِحَاطَتَهُ بِهِ أَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ كَالْفَلَكِ؟ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى, والله أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَظُنَّ ذَلِكَ بِهِ، وَإِنَّمَا يَظُنُّهُ.
– الشيخ: أن يُظَنَّ
– القارئ: والله أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُظَنَّ ذَلِكَ بِهِ، وَإِنَّمَا يَظُنُّهُ الَّذِينَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[الزمر:67].
وَكَذَلِكَ اعْتِقَادُهُمْ الثَّانِي: وَهُوَ أَنَّ مَا كَانَ فَلَكًا فَإِنَّهُ يَصِحُّ التَّوَجُّهُ إلَيْهِ مِنْ الْجِهَاتِ السِّتِّ خَطَأٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعَقْلِ، الَّذِينَ يَعْلَمُونَ الْهَيْئَةَ، وَأَهْلُ الْعَقْلِ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ أَنَّ الْقَصْدَ الْجَازِمَ يُوجِبُ فِعْلَ الْمَقْصُودِ بحسب الإمكان.
فقد تَبَيَّنَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْمُقَدِّمَتَيْنِ خَطَأٌ فِي الْعَقْلِ وَالشَّرْعِ، وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ تَتَوَجَّهَ الْقُلُوبُ إلَيْهِ إلَّا إلَى الْعُلُوِّ، لَا إلَى غَيْرِهِ مِنْ الْجِهَاتِ عَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ يُفْرَضُ مِنْ التَّقْدِيرَاتِ. أحسن الله إليكم. لو قال قائل إن العرش كري هل يُنكر عليه أم؟ أم ماذا يعني؟
– الشيخ: أي
– القارئ: يعني إذا جزم بأن العرش كُري
– الشيخ: نُنكر عليه الجزم بس
– القارئ: وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ تَتَوَجَّهَ الْقُلُوبُ إلَيْهِ إلَّا إلَى الْعُلُوِّ، لَا إلَى غَيْرِهِ مِنْ الْجِهَاتِ عَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ يُفْرَضُ مِنْ التَّقْدِيرَاتِ سَوَاءٌ كَانَ الْعَرْشُ هُوَ الْفَلَكَ التَّاسِعَ أَوْ غَيْرَهُ، سَوَاءٌ كَانَ مُحِيطًا بِالْفَلَكِ كُرِّيَّ الشَّكْلِ أَوْ كَانَ فَوْقَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ كُرِّيًّا.
سَوَاءٌ كَانَ الْخَالِقُ سُبْحَانَهُ مُحِيطًا بِالْمَخْلُوقَاتِ كَمَا يُحِيطُ بِهَا فِي قَبْضَتِهِ، أَوْ كَانَ فَوْقَهَا مِنْ جِهَةِ الْعُلُوِّ مِنَّا التي تلي رؤوسنا، دُونَ الْجِهَةِ الْأُخْرَى.
– الشيخ: ما أدري هذه كلمة الجهة الأخرى هذه تقدّمت الإشارة ….
– القارئ: هل تكون مثلاً بمعنى ضد؟
– الشيخ: أيش
– القارئ: يعني ضد العلو؟
– الشيخ: وش تقول؟
– القارئ: ضد العلو يعني جهة السفل
– الشيخ: لا لا، كأن كلمات الشيخ مبنية على يعني أن ليس هناك يعني في جانب الأرض أحد، نعم مع أنه يقرر أنه لو كان في أحد لكان فوق الأرض لا تحتها، كأن مثل هذه الجملة يعني كأنه عندي لا يحسن تقديرها.
– القارئ: فَعَلَى أَيِّ تَقْدِيرٍ فُرِضَ، كَانَ كُلٌّ مِنْ مُقَدِّمَتَيْ السُّؤَالِ بَاطِلَةً، وَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى إذَا دَعَوْنَاهُ، إنَّمَا نَدْعُوهُ بِقَصْدِ الْعُلُوِّ دُونَ غَيْرِهِ، كَمَا فُطِرْنَا عَلَى ذَلِكَ. وَبِهَذَا يَظْهَرُ الْجَوَابُ عَنْ السُّؤَالِ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ، والله تعالى أعلم.
– الشيخ: وانتهت الرسالة؟
– القارئ: تمت الرسالة
– الشيخ: جزاك الله خير
– القارئ: الله يبارك فيكم
– الشيخ: الحمد لله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله, يريح من هذا الإيمان بمعنى قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11]، وما تفرضه العقول مما يستلزم يعني نقصاً فإنه مردود ومدفوع، فنؤمن بالله وما جاء عن الله على مراد الله، وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.